اختبار الحب والإنسانية

by

غدا تعود الحياة نسبيا إلى مقار الأعمال الحكومية والخاصة، وتصبح ساعات التجول أطول، وترتفع مع هاتين الخطوتين مسؤوليتنا جميعا تجاه أنفسنا أولا، ثم تجاه من نحب، وتجاه مجتمعنا.
هذا لا يعني زوال الفيروس؛ بل يجب الامتثال لضمان عدم عودة انتشاره، كسبنا بفضل الله ثم حكومتنا أكثر من معركة شاركنا فيها بالوعي وتحمل المسؤولية، لكن المعركة باقية، هنا وفي جميع أنحاء العالم، فالالتزام هنا سيمثل البقاء في المواقع أثناء المعركة، وعدم ترك السلاح وهو هنا الوقاية والعناية والحذر، حيث لا تزال المسؤولية تقع علينا جميعا لمنع الوباء من الانتشار مجددا، وعلينا أن نستمر في اتباع قواعد التباعد الاجتماعي وتجنب الاختلاط مع الآخرين حتى ينتهي الفيروس تماما.
إن انخفاض عدد الحالات النشطة لا يعني أن المرحلة الحالية آمنة، بل هي مرحلة الالتزام بالعادات الصحية لاستمرار انخفاض الحالات، ويجب ألا ننسى أن المرحلة المقبلة خاضعة للتقييم الصحي المستمر والعودة لتشديد الاحترازات واردة بناء على التقييم، أي بناء على سلوكنا وتعاملنا مع هذه العودة التدريجية.
العالم كله اختار العود التدريجي، أي أنه اختار أن يضع الإنسان أمام نفسه، وأمام الاستفادة من عودة مصالحه دون الإضرار بنفسه ومجتمعه.
في هذه المرحلة الاختبارية الحساسة نجدد الشكر العميق لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله - فقد قادا هذه الأزمة بعناية هي الأفضل في العالم من ناحية الإنسان ومقدرات الوطن ومقدسات المسلمين.
ثم الشكر واجب للحكومة التنفيذية وعلى رأسها وزارتا الصحة والداخلية اللتان نجحتا في إدارة الأزمة باقتدار، فرجال أمننا كانوا كالأخ الأكبر للجميع يشدد ويحرص من أجل مصلحة إخوانه وأخواته.
وزير الصحة وجميع أعضاء فريق الأزمة المشكل من جهات عدة كانوا على الموعد، فلهم امتنان كبير ومستمر، ولعلي أخص بالذكر أبناء الوطن من الأطباء الخبراء المتخصصين في الصحة العامة، الذين كان هذا وقتهم وسيستمر دوما وسيكون نجاحنا مرتبطا بعلمهم وخبراتهم وتأهيلهم الذي رأيناه مبهجا لدى من عرفنا منهم بقوته الأكاديمية وإبداعه التطبيقي وخدمتهم وطنهم ومواطنيهم بمهنية واقتدار وحب.
والشكر واجب لكل مواطن ومقيم تعامل وسيتعامل بمسؤولية ووعي وإنسانية تشكل السلاح الأقوى لمواجهة الفيروس في المراحل كلها.
اغسلوا أيديكم وضعوا "كماماتكم" وابتسموا بأعينكم.. وقلوبكم. حفظ الله الجميع