سيارة المستقبل

by

تشتد المنافسة بين شركات السيارات للوصول إلى سيارة المستقبل، حيث تتحول كل الصعوبات التي يعانيها المستخدم اليوم إلى تحديات للمصممين. تنطلق بداية البحوث من قاعدة تكلفة الوقود وهي التي أوجدت المحركات الاقتصادية، ثم دخل إلى السوق البحث عن كفاءة المحركات وتغيير نوعية الوقود وغيرها من عوامل حماية البيئة، لكن أهم التغييرات التي تهم كل شركات صناعة السيارات هي المتعلقة بالوقود البديل والمتجدد كالكهرباء والطاقة الشمسية. محاولات تجاوز صعوبات التكاليف المتعلقة بالوقود أوجدت تحديات جديدة يتنافس المصممون على تجاوزها لكسب مزيد من المساحة في السوق العالمية.
شاهدت قبل أيام تصميم سيارة جديدة تستطيع أن تضاعف حجمها خلال ثوان، وهذا يجعلها أشبه بسيارتين من حجمين مختلفين. هذه السيارة معززة بكثير من المزايا التي قد لا تكون مناسبة لصغار الملاك بحكم تكلفتها العالية، وكل ما يحدث هنا هو زيادة في المزايا، لكسب فئة مختلفة من الزبائن. هل تنجح هذه السيارة في الاستيلاء على حصة أكبر من السوق؟. هذا كله رهن بما تحمله الأيام من تحديات يبتدعها المنتجون الآخرون والتكلفة التي تحملها فاتورة هذه السيارة، إضافة إلى جاذبيتها للمستهلك صاحب المزاج المختلف باستمرار.
الحديث عن السيارات وتطوراتها يستدعي المراجعة المهمة لنوعية المستهلك القادم، فبعد توافر وسائل النقل الجماعي ذات الرفاهية العالية والقدرة على توفير الوقت للمستخدم، ستكون سيارات المستقبل أقرب لمزاج الفئات الأكثر قدرة من الناحية المالية، ما يجعل أغلب التصاميم الحديثة تبحث في الإضافات التي تؤكد الرفاهية، كالشاشات الكبيرة ووسائل الترفيه المتقدمة والخدمات التي يمكن حصرها في مواقع محددة داخل السيارة دون أن تؤثر في راحة المستهلك.
هذا ما تحمله السيارة الجديدة التي تستطيع - إضافة إلى كل ما ذكرت - أن تصل إلى سرعات عالية في ثوان معدودة، وتستطيع أن تتعامل مع مختلف ظروف الطريق بشكل آلي، وتستخدم الرادار في مراقبة الطريق والتعامل مع المشكلات التي تواجه السائق باحترافية لا مثيل لها. بل إن بعضها ستكون ذاتية القيادة في كل المراحل.
استعداد كثير من المستهلكين للحصول على مثل هذه السيارة رهن بالسعر، ما يجعلها محدودة الانتشار وسيحفظ لعدد محدود من الشركات حصتها السوقية التي لم تكن تعتمد سوى على المستهلك من الطبقة المتوسطة الذي يطلب بعض المزايا مادامت تكلفتها معقولة.