مواجهة الجائحة وأسراب الجراد

by

شهدت مجموعة البنك الدولي خلال الفترة الأخيرة أحداثا مهمة، وأود أن ألقي الضوء سريعا على بعض التطورات الرئيسة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية.
تنفذ مجموعة البنك الدولي حاليا برامج صحية طارئة لمواجهة جائحة كورونا في 100 بلد نام. أطلقنا هذا النهج المركز للتمويل سريع الصرف قبل أقل من 50 يوما للتصدي على نطاق واسع لهذه الأزمة غير المسبوقة.
وكلنا يعلم أن انكماش الاقتصاد العالمي يشكل خطرا يهدد بسقوط 60 مليون شخص في براثن الفقر المدقع. وتعمل مجموعة البنك الدولي على توسيع نطاق استجابتنا الصحية الطارئة من خلال تدابير الحماية الاجتماعية والتحويلات النقدية التي يمكن التوسع فيها، وغيرها من الخطوات اللازمة لدعم سبل اكتساب المعيشة. ونساعد على استمرار عمل القطاع الخاص بمساندة تمويل التجارة وتسهيلات رأس المال العامل. وسيتيح إرجاء مدفوعات الديون موارد إضافية، وستدعم جهود الشفافية التعافي الاقتصادي.
وعلى صعيد آخر، وافقنا اليوم على البرنامج الطارئ لمكافحة الجراد بتكلفة 500 مليون دولار لمساعدة دول منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط على محاربة أسراب الجراد التي تهدد الأمن الغذائي وسبل اكتساب المعيشة للملايين من السكان. وتمثل موجات الجراد هذه، بجانب جائحة كورونا، أزمة مركبة غير مسبوقة للملايين من الناس الذين تتعرض سبل كسب عيشهم للخطر. ومع وصول موجة ثانية أكبر كثيرا من الجراد إلى شرق إفريقيا هذا الشهر، فإننا نعمل على تدعيم ما نقدمه من تمويل ومساعدة فنية لمساعدة الدول المتضررة على مكافحة أسراب الجراد، والحيلولة دون انتشارها في المستقبل، ومساعدة الأسر المعيشية المتضررة على البقاء على قيد الحياة وتجاوز هذه الأزمة في نهاية المطاف. وستكون جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، وهي من بين الدول الأكثر تضررا، أول المستفيدين من المرحلة الأولى من البرنامج الطارئ لمكافحة الجراد. وسنولي الأولوية لتقديم المساعدة الطارئة للأسر المعيشية والمجتمعات المحلية الأشد تضررا.
سعدت كثيرا بتعيين كارمن راينهارت نائبة للرئيس ورئيسة للخبراء الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي. وسيكون ما تتمتع به من خبرات ورؤى متبصرة وقيادة فكرية محورا في جهودنا للتعافي من أزمة كورونا، واستعادة مسار النمو المستدام عريض القاعدة، وزيادة شفافية الديون والاستثمارات.
في وقت سابق شاركت في نقاش جيد للغاية مع المستشارة الألمانية ميركل، وانضممت إلى اجتماع لرؤساء مؤسسات دولية منهم السيدة كريستالينا جورجييفا مدير عام صندوق النقد الدولي. وخلال تلك الاجتماعات، أبرزت أهمية الإعفاء من الديون وشفافيتها باعتبارهما عنصرين أساسيين في التعافي من أزمة كورونا بالنسبة للدول الأشد فقرا. ومن الأهمية بمكان أن نحافظ على القطاع الخاص حيث يمكننا أن نرى عودة أسرع لمعدلات تأسيس الشركات والنمو بعد انحسار هذه الجائحة، إذ يجب أن يصل المال مباشرة إلى المواطنين.
وفي هذا الجانب، تتطلع مجموعة البنك الدولي إلى دعم جهود الأردن في مجالات عدة، منها مواجهة أزمة فيروس كورونا، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، ودعم اللاجئين، وبرامج قطاع التعليم. ورحبت بحوارنا، وسنواصل العمل مع رئيس الوزراء الرزاز لتحقيق نتائج إنمائية جيدة في الأردن.
وطوال الفترة الماضية أبدى موظفو مجموعة البنك الدولي مجددا تفانيا لتحقيق نتائج جيدة للدول الأشد فقرا في العالم، حتى في تلك الأوقات العصيبة. وفي حين لا يزال أمامنا طريق طويل، فإنه مما يثلج صدري أن فريق عملنا ما زال ملتزما بتوظيف كل الموارد والخبرات التي في حوزتنا لحماية الأرواح وسبل اكتساب المعيشة للفئات الأشد فقرا في العالم في خضم هذه الجائحة العالمية.