https://www.dostor.org/upload/photo/news/310/0/600x338o/334.jpg?q=1
مستشفيات العزل

خريجو «العلوم الطبية»: جاهزون للعمل فى مستشفيات العزل

فى الوقت الذى تتضافر فيه كل الجهود لمواجهة فيروس «كورونا المستجد»، يُحرم خريجو عدة تخصصات فى كلية «العلوم الطبية» من شرف المشاركة فى مكافحة الوباء، منها صحة المجتمع والتغذية العلاجية، وغيرها من التخصصات التى تحتاج لها مستشفيات العزل الصحى، ولا تمنحهم وزارة الصحة التصاريح اللازمة لمزاولة المهنة.
ودفع ذلك خريجى كليات العلوم الطبية للتقدم بشكوى إلى رئاسة الوزراء، وتدرسها حاليًا وزارة الصحة، للسماح لهم بمزاولة مهنتهم ومساعدة الأطقم الطبية فى مواجهة الوباء، سواء داخل مستشفيات العزل أو فى مستشفيات الوزارة التى تواجه نقصًا فى الكوادر بسبب الظروف الحالية.
فى التقرير التالى، يشرح خريجو تلك الكلية، لـ«الدستور»، طبيعة عملهم الطبى وتخصصاتهم، وكيف أنهم مؤهلون لمواجهة فيروس «كورونا»، عبر الإمكانيات والخبرات التى اكتسبوها فى أعمال المكافحة وغيرها، مؤكدين أن هناك ضرورة ملحة للاستعانة بهم ليكملوا عمل الأطقم الطبية، خاصة فى مستشفيات العزل الصحى.


التخصص: تغذية علاجية.. هاجر: يمكننا المساهمة فى تقوية مناعة المرضى بالغذاء الصحى
قالت هاجر حلوة، خريجة كلية العلوم الطبية عام ٢٠١٧، إن التغذية العلاجية جزء مهم من علاج المرضى المصابين بفيروس «كورونا»، مشيرة إلى أن إخصائى التغذية العلاجية قادر على مساندة أطباء التغذية الموجودين فى كل مستشفيات العزل الصحى، فى تقديم الدعم لهؤلاء المرضى، خاصة مع تزايد أعدادهم.
«هاجر» تخصصت فى قسم «التغذية العلاجية»، وحصلت على تدريب مكثف فى مستشفى القوات البحرية فى الإسكندرية ومعهد البحوث الطبية، بالإضافة إلى بعض مراكز التغذية الخاصة، حتى أصبحت لديها خبرة كافية تستطيع أن تفيد بها المرضى.
لكنها لم تحصل على قرار مزاولة المهنة حتى الآن، وذلك لأن «وزارة الصحة لم تمنح تخصص التغذية العلاجية الحق فى العمل، رغم حصول باقى زملائى من أقسام المختبرات والأشعة والأجهزة على تصريح مزاولة العمل، ويعمل بعضهم بالفعل فى بعض مستشفيات العزل لمساندة الأطقم الطبية هناك»، وفق قولها.
وأضافت: «الظروف التى تمر بها مصر حاليًا فى مواجهة فيروس كورونا هى ما دفعتنى وزملائى إلى مطالبة وزارة الصحة بالاعتماد علينا لسد العجز الطبى، بدلًا من اللجوء إلى الأطباء النفسيين أو الصيادلة».
واعتبرت أن خريجى «العلوم الطبية» الأكثر قدرة على مساندة الأطقم الطبية نتيجة احتياج مستشفيات العزل إلى تخصصاتهم، ومن بينها «التغذية العلاجية» التى يساعد المتخصصون بها فى تقديم التثقيف الصحى وتعليمات توزان الغذاء للجسم للمرضى، وقواعد التغذية السليمة وتقوية المناعة لأصحاب الأمراض المزمنة، إلى جانب تعزيز الصحة وتقوية مناعة الجسم فى مراحل العمر المختلفة، وأثناء الصحة والمرض.

التخصص: مختبرات عبدالرحمن: قادرون على إجراء جميع تحاليل كشف إيجابية المرض من عدمها

حصل محمود عبدالرحمن على ترخيص مزاولة المهنة، بعد تخرجه فى كلية العلوم الطبية عام ٢٠١٦، وتدرب فى ثلاثة من أكبر المستشفيات فى مصر، ورغم ذلك فإنه لم يجد فرصة عمل سوى فى مختبرات طبية تابعة للجمعيات الخيرية.
وقال «عبدالرحمن»: «بعد تخرجى حصلت على ترخيص مزاولة المهنة، وواجهتنى عقبات عديدة منها التهميش وعدم اعتراف بعض الجهات بالمسمى الوظيفى لخريج العلوم الطبية».
وأشار إلى أنه التحق بالتجنيد فى معامل القوات المسلحة بمستشفى كوبرى القبة العسكرى، وبعد انتهاء فترة التجنيد لم يستطع العمل فى أى مستشفى آخر، ويعمل حاليًا إخصائى مختبرات فى أحد المعامل التابعة للجمعيات الخيرية.
وشدد على أن إخصائيى المختبرات لهم دور مهم وحيوى فى مواجهة فيروس «كورونا»، من خلال تشخيص ومتابعة الحالات، عن طريق تحاليل صورة الدم وسرعة الترسيب وتحاليل الالتهابات فى الجسم، وكلها مؤشرات تعطى دلالة أو احتمالية وجود الفيروس من عدمه، إلى جانب إجراء تحاليل الـ«PCR».
وأعرب عن أمله فى أن تدرك وزارة الصحة أهمية وجودهم بجانب الأطقم الطبية فى مستشفيات العزل، مطالبًا وزيرة الصحة بالاستفادة من كوادر وخريجى كليات العلوم الطبية التطبيقية فى مواجهة تفشى وباء «كورونا». وتابع: «فى الخارج يعامل خريجو كليات العلوم الطبية أحسن معاملة، زميلى النيجيرى درس معى فى جامعة مصرية، ويعمل الآن إخصائى مختبرات فى اليونسكو، وأنا لا أجد فرصة عمل مناسبة فى مستشفيات وزارة الصحة».


التخصص: الأشعة..الجوهرى: حققت حلمى بالانضمام لـ«الجيش الأبيض» وأتمنى ضم زملائى
أعرب عمرو الجوهرى، مدير إدارى قسم الأشعة بمستشفى هليوبوليس، عن سعادته بالمشاركة فى المواجهة التى يخوضها حاليًا جنود «الجيش الأبيض» ضد فيروس «كورونا المستجد».
وقال «الجوهرى»، الذى تخرج فى كلية العلوم الطبية منذ ٥ سنوات وحصل على تصريح مزاولة المهنة بعدها بعامين، إنه عمل فى قسم الأشعة بمستشفى هليوبوليس، وكان دوره مكملًا لدور طبيب الأشعة الذى تخرج فى كلية الطب.
وأضاف عن مواجهة «كورونا»: «الجميع حاليًا يواجهون الفيروس بيد واحدة، وأفراد الأطقم الطبية يعملون فى تناغم ويوزعون الأدوار بينهم، فالأطباء والممرضون والفنيون كل منهم له تخصصه، ولا يمكن الاستغناء عن عمل أى منهم داخل المستشفى، وكذلك خريج كلية العلوم الطبية التى يدرس فيها الطلاب تخصصات كثيرة تحتاجها المستشفيات».
وبيّن طبيعة عمله بالتفصيل، قائلًا: «دورى دائمًا مكمل لدور الطبيب، لأن الأطباء لا يدرسون كل شىء له علاقة بالأشعة المقطعية والعادية كما ندرسها، لذا فنحن نكمل بعضنا، ولا يوجد أى تعارض بين أدوارنا».
واختتم: «كان نفسى أكون ضمن صفوف الجيش الأبيض وأساعد المصابين وتحقق حلمى بالفعل، وأصبحت جزءًا من فريق العزل بالمستشفى، وأتمنى أن يحصل زملائى من خريجى العلوم الطبية على هذا الشرف».