فى حب محمد جرايد بعد وفاته : كان بوصلة الصحفيين وبسمة رواد قصر العينى
by أيمن مكىفى شارع القصر العينى بالقاهرة، كان يقف محمد حسونة الجزار أشهر بائع صحف بمنطقة وسط البلد، يوميا على فرشته بالرصيف المواجه لمؤسسة روز اليوسف العريقة منذ عقود، لكن زبائنه لا سيما الصحفيون لن يلتقوه مرة أخرى بعد اليوم، بعدما غيبه الموت، عقب إصابته وأسرته بفيروس كورونا المستجد.
ويعد محمد حسونة الشهير بـ"محمد جرايد" أقدم بائع صحف بشارع القصر العينى، لكنه لم يكن يعلم أن وباء كورونا الذى قرأ عنه فى الصحف التى يبيعها سيطاله أيضا، حيث كان قد أصيب بالعدوى هو وباقى أسرته، عن طريق مخالطة إحدى جاراته التى أصيبت قبلهم بالفيروس.
ولم تكن علاقة محمد جرايد بزبائنه سواء الصحفيون أو غيرهم مجرد علاقة بين بائع ومشترى فقط، بل جمعته بهم علاقة قوية كان قوامها المناقشات والعلم والفكر، خاصة أن الجزار كان لديه فكرا ناضجا يضاهى كبار الكتاب والمثقفين، الذى كانوا يقفون أمام فرشته ويدخلون معه فى أحاديث طويلة عن كل شىء.
وانهالت كلمات الرثاء والنفى من قبل العديد من الصحفيين والكتاب، بمجرد علمهم بوفاة عم محمد جرايد.
ويقول أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روز اليوسف وعضو مجلس نقابة الصحفيين، إن محمد الجزار كان بائعا للصحف فى شارع قصر العينى، وعمل فى خدمة الصحافة من خلال تسهيل بيع الجرائد للجمهور، واتسم بدماثة الخلق وبشاشة الوجه، فضلا عن أنه كان يميل للثقافة من خلال قراءة الصحف بطبيعة عمله.
وتابع عبدالمجيد، فى تصريحات له إنه كان على يتعرف على الصحفيين المميزين فى الصحف، من خلال الاطلاع على أعمالهم، حيث كان يناقشهم فى كتاباتهم ويعرف منهم كيفية عمل الموضوعات.
ويؤكد أن الجزار كان بارا بأمه حيث كانت تأتى لتساعده أحيانا مع زوجته، لاسيما وأنه قضى أكبر عدد من الساعات فى بيع الجرايد بالشارع.
إنفوجراف : روشتة هانى الناظر .. 10 خطوات تحميك من كورونا
ودعا عبد المجيد إلى توفير معاش لأسرته من أى جهة معنية، سواء وزارة التضامن الاجتماعى بمساعدة المؤسسات الصحفية، لأنه كان حلقة وصل بين الصحف والقارئ.
وكتب الصحفى أحمد مصطفى على حسابه فى فيسبوك: "الله يرحمك يا محمد حسونه الجزار كان راجل طيب ودائماً الإتصال بى وكان بيحب يخدم كل الناس ربنا يرحمه ويغفر له اللهم آمين يارب العالمين".
كما كتب حسام سعداوى الصحفى بمجلة روز اليوسف على صفحته بموقع فيسبوك: "لما جونسون قال استعدوا لوداع أحبابكم مكنتش متصور أن أنت هتكون احد المودعين يا محمد حسونه الجزار.. سلام يا صاحبى.. سلام يا مجدع".
وكتب رضا صابر، أحد العاملين بمؤسسة أخبار اليوم: "محمد حسونه الجزار ربنا يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة.. الإنسان الجدع والخدوم ومن بائع الصحف الخلوق فى شارع القصر العينى وعشرة عمر".