عبد الرحمان اليوسفي .. الزعيم الذي حظي بمحبة وعطف جلالة الملك
by اهريرش سعاد"عمكما اليوسفي" هكذا قدم جلالة الملك الراحل الحسن الثاني الزعيم عبد الرحمان اليوسفي لصاحب السمو الملكي ولي العهد آنذاك محمد السادس وشقيقه الأمير مولاي رشيد، وهو ما يعكس العلاقة الخاصة التي تربط قائد مرحلة التناوب بالمؤسسة الملكية، والتي ترجمتها العديد من القرارات كان أخرها إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس اسمه على فوج الضباط الجدد بمناسبة احتفالات الذكرى العشرين لعيد العرش
الراحل، بعد أن رافق كلا من محمد الخامس في معركة التحرير، والراحل الحسن الثاني في معركة بناء المغرب المستقل، كان على رأس الموقعين على مرسوم مبايعة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعد الأسرة الملكية حيث وقف إلى جانب جلالة الملك طوال فترة التحضير لجنازة الملك الراحل ومرحلة تقديم مراسيم البيعة.
بعد وفاة الملك الحسن الثاني احتفظ به صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس الحكومة، وخصه بتكريم خاص، وأعيد تعيينه وزيرا أول في الحكومة التي تم تشكيلها في 6 شتنبر 2000، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 9 أكتوبر 2002.
حبل التواصل بين الراحل اليوسفي وجلالة الملك محمد السادس بدأ منذ سنة 1992، حيث أكد في مذكراته "أحاديث فيما جرى" على قوة العلاقة التي ربطته بأعلى سلطة في البلاد، وهو الحبل الذي لم ينقطع حتى بعد اعتزاله للسياسة سنة 2003 "كان يستدعيني جلالته كلما سمحت الظروف للمشاركة في كل أفراح العائلة الملكية، أو بعض اللقاء الرسمية أو مع بعض الرؤساء والأصدقاء المشتركين وفي بعض الحالات مع عائلته الصغيرة" يضيف اليوسفي.
العلاقة الخاصة التي ربطت الراحل عبد الرحمان اليوسفي بجلالة الملك محمد السادس لم تقف عن حدود حضور مناسبات العائلة الملكية، بل تجاوزتها إلى إشراف جلالته شخصيا وحضوره لتدشين الشارع الذي حمل اسم اليوسفي بمدينة طنجة سنة 2016، وهو الحدث الذي ترك أثرا بليغا في نفس الراحل.
مسلسل اعترافات المؤسسة الملكية بنضالات قائد مرحلة التناوب لم يقف عند هذا الحد، حيث قام جلالة الملك بزيارة اليوسفي بالمستشفى سنة 2016، وطبع قبلة على جبينه في مشهد إنساني ظل راسخا في الذاكرة، كما سهر جلالته على تتبع تفاصيل وضعيته الصحية، وعين إلى جانبه مساعدة طبية تشرف على تتبع حالته الصحية والسهر على متابعة العلاج.
إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس اسم عبد الرحمان على فوج الضباط الجدد بمناسبة احتفالات الذكرى العشرين لعيد العرش، أعاد اسم الراحل إلى الواجهة من جديد، وجدد التأكيد على اعتراف المؤسسة الملكية بنضالات الزعيم ومواقفه الراسخة في الدفاع عن الوطن، الانتقال السلس للعرش وإنقاذ البلاد من "السكتة القلبية".
قوة العلاقة الرابطة بين الراحل عبد الرحمان اليوسفي والمؤسسة الملكية فسرها مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي عبد الحميد اجماهري بـ "مواقف الراحل المؤمنة بأهمية النظام الملكي، وأن التوافق والتفاوض مع الملكية هو السبيل لتقدم البلاد وتطورها".
وأضاف الجواهري في تصريح لموقع القناة الثانية أن اليوسفي "حتى في لحظات الاختلاف التاريخية وفي لحظات الصراع والتجافي التي عرفتها بلادنا ما بين الدولة المركزية وقوى المعارضة كانت لديه قناعة أساسية بأن الملكية هي صمام أمان البلاد" سواء في عهد الراحل جلالة الملك محمد الخامس، أو جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، ثم في عهد جلالة الملك محمد السادس.
يشار إلى أن الراحل توفي في الساعات الأولى من صباح يومه الجمعة بعد معاناة طويلة مع المرض عن سن يناهز 96 سنة، وذلك بعد أن تم نقله إلى مستشفى الشيخ خليفة بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد الماضي إثر تدهور صحته.