https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1822/f04-01-30-05-2020_488834_large.jpg

نـتائج الـ «P.C.R» للـمراحل السابقة تُـشجّـع عـلـى تـنـظـيم مرحلـة رابـعة لإعادة اللبنانيين

by

بعد إتمام المرحلة الثالثة من إعادة اللبنانيين من دول الخارج بعدد كبير ضاهى المرحلتين الأولى والثانية على خير، تنكبّ اللجنة الوزارية الخاصّة بهذه العودة للتحضير للمرحلة الرابعة التي ستًنظّم وتًحضّر دفعاتها والدول التي سيعودون منها في وقت لاحق. وتقول أوساط ديبلوماسية مطّلعة بأنّ القدرة الإستيعابية الصحيّة التي رافقت المراحل الثلاث الأولى من إعادة اللبنانيين ساهمت بجزء كبير في عدم تفشّي وباء «كورونا» بشكل كبير بين اللبنانيين المقيمين، باستثناء إصابة البعض منهم بالعدوى بسبب الإهمال وعدم التزام جميع العائدين بالحجر المنزلي الإلزامي لمدة 14 يوماً بالتمام والكمال، على غرار ما حصل في مجدل عنجر.

وتدرس اللجنة حالياً جملة أمور ترتبط بتنظيم مرحلة رابعة لإعادة اللبنانيين، أبرزها إمكانية فتح مطار بيروت الدولي وتسيير الرحلات الجويّة بشكل عادي في شهر حزيران المقبل ربما، وتزامن ذلك مع إعادة فتح مطارات عدّة في أنحاء العالم، لا سيما الدول العربية والأوروبية. فيما يبقى على اللبنانيين الذين يودّون العودة من الولايات المتحدة الأميركية، أن يعودوا الى لبنان على متن إحدى رحلات العودة، على ما حصل خلال المراحل السابقة إذ عادوا عن طريق لندن.

وأوضحت الأوساط نفسها أنّ غالبية الحالات المستعجلة والطارئة للبنانيين في دول الخارج من طلاب وكبار في السنّ يعانون من أمراض مزمنة، وحَمَلة إقامات مؤقتة قد عادت الى لبنان، ولكن تبقى بعض الحالات الأخرى في عدد من الدول.. لهذا تتمّ حالياً دراسة ما إذا كان سيكون هنالك مرحلة رابعة لإعادة هذه الأخيرة أم لا، بسبب تزامن موعدها مع افتتاح غالبية مطارات العالم، سيما وأنّ بعض الدول بدأت تستعيد حياتها الطبيعية تدريجاً من دون القضاء على «كورونا» بشكل نهائي، في انتظار إيجاد اللقاح المناسب لهذا الوباء. وتقوم بالتالي بفتح قطاعاتها تدريجاً مع التشديد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية من إلزامية وضع الكمّامة والتباعد الإجتماعي حفاظاً على الصحّة العامّة قدر الإمكان. علماً بأنّ المرحلة الثالثة قد أُنجزت منذ أيام (في 25 أو 26 أيّار الجاري)، ولهذا لا بدّ من انتظار نحو أسبوع أو اثنين، قبل تسيير أي رحلات جديدة.

ولأنّ عدد المصابين بفيروس «كورونا» في المرحلة الأولى بلغ نحو 33 إصابة من أصل 2673 عائداً، وفي الثانية بلغ 65 إصابة من أصل 4930 عائد، وفي الثالثة 69 إصابة من أصل 9520 لبنانياً عائداً إذ خضع أكثر من 67 % منهم لفحوصات الـ «بي.سي.آر» في الدول المقيمين فيها وقبل صعودهم الى طائرات العودة، ما مجموعه 167 إصابة من أصل أكثر من 17 ألف وافد، فإنّ هذه النتائج تُشجّع، بحسب رأيها، على تنظيم وتسيير مرحلة رابعة وأخيرة في حزيران المقبل. ففتح مطار بيروت في المرحلة الراهنة لن يتمّ نظراً لخطورة الأمر، ولعدم وجود إجراءات عالمية مشدّدة على الجميع اتباعها بعد انتشار وباء «كورونا» في أنحاء العالم، إنّما تقوم كلّ دولة باتباع الإجراءات التي تُناسبها دون سواها.

وإذ يجد البعض بأنّ غالبية الإصابات في لبنان أتت من وافدين من الخارج، أو من مقيمين مخالطين لهم، غير أنّ هذا الأمر، على ما شدّدت الأوساط نفسها، لا يُلغي حقّ كلّ مواطن لبناني بالعودة الى بلاده. ولقد أظهر لبنان أكثر من الدول الكبرى المتطوّرة التي أبقت رعاياها حيث هم، التزامه بهذا الحقّ تجاه مواطنيه رغم إمكاناته الصحيّة والمالية الضئيلة. ولهذا تحرص اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة حسّان دياب على الحفاظ على ما أنجزته في هذا السياق، وتنظيم مرحلة رابعة لإعادة اللبنانيين بحسب قدرة وزارة الصحة والطواقم الطبيّة الإستيعابية لأعداد إضافية من الوافدين من الذين يحتاجون للخضوع لفحوصات الـ «بي.سي.آر»، ولحاجة عدد منهم للعلاج في المستشفيات. وستقوم بالطبع على مراقبة ومتابعة مسألة التزام جميع العائدين بالحجر المنزلي الإلزامي لمدة 14 يوماً للحدّ قدر الإمكان من نقل العدوى الى المقيمين في محيطهم.

أمّا بالنسبة لإعادة اللبنانيين من الدول الأفريقية التي لا تتوافر فيها فحوصات الـ «بي.سي.آر» والتي أظهرت النتائج أنّ 61 % من المصابين في صفوف العائدين أتوا منها خلال المرحلة الثالثة، أشارت الى أنّه لا بدّ من إعادة هؤلاء قبل سواهم، لأنّ العلاج من فيروس «كورونا» معدوم في هذه الدول، ولا يُمكن تركهم لمصيرهم في حال كانوا مصابين به. وأوضحت بأنّ اللجنة تدرس نتائج المراحل السابقة، وتصرّ على عودة نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين يُمكنهم إجراء فحص الـ «بي.سي.آر» حيث هم، على أن تكون نتائجها سلبية للحدّ قدر الإمكان من انتشار الفيروس في لبنان بعد أن وصل عدد المصابين به حتى 29 أيّار الجاري الى 1172 إصابة.