https://24.ae/images/Articles2/20205292156372754U.jpg
(أرشيف)

المعارضة تقوض نظام أردوغان

تساءلت المحللة والباحثة التركية لوسيا يار، ما إذا سيتم استبدال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حال تفاقمت الأزمة الاقتصادية بعد وباء كورونا؟

وأشارت في تقرير لموقع EURACTIV، إلى أن أردوغان يبحث بنفسه عن خليفة له في صفوف حلفائه المقربين، ولكن دون نجاح حتى اللحظة، في الوقت الذي ستستمر فيه أحزاب المعارضة (الجمهوريون والأكراد) في تقويض موقفه بلطف.

ولفتت إلى أنه يمكن أن يلحق المساعدون السابقون لأردوغان المزيد من الضرر عليه نظراً لظهور الأحزاب الجديدة، التي قد تكون الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية مهتمة جداً بحلها قريباً. علاوة على ذلك، هناك الكثير من الضجيج حول أزمة ما بعد فيروس كورونا، وإمكانية إجراء انتخابات مبكرة.

إعادة تموضع المعارضة
وبحسب التقرير، اكتسب حزب الجمهوريين المعارض مؤخراً تأييداً شعبياً، من خلال إشراك العديد من القادة المهمين، الأول هو عمدة إسطنبول الجديد إكرام إمام أوغلو، فبعد فوز قريب في الانتخابات البلدية في العام الماضي على رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، يتم الترويج لاسم إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، وفقاً لآخر استطلاعات الرأي، لن يتمكن من الفوز حتى الآن.

والأسماء الكبيرة في حزب الشعب الجمهوري كثيرة من ضمنها رئيس الحزب كمال كليجداردار أوغلو، الذي ظل في المنصب لمدة عشر سنوات، على الرغم من الخسائر الانتخابية المستمرة.

الأكراد في أزمة
أما بالنسبة للأكراد، فبحسب لوسيا، ظهرت تغييرات كبيرة في حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد. حيث أن أحد الرؤساء المشاركين السابقين فيه، صلاح الدين ديمرداش، محتجزاً لدعاية مزعومة معادية لتركيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى جانب قضية رحيل ممثله البارز أحمد زيك مؤخراً ما أدى إلى معارك الداخلية.

وقد تكون الاضطرابات داخل حزب الشعوب الديمقراطي نتيجة لحملة قامت بها الحكومة وشركائها في التحالف من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. بالإضافة إلى القبض على مسؤولي الحزب، ويبدو أن الهجمة التي لا هوادة فيها لمؤسسات الدولة تشجع على تطرف حزب الشعوب، لكنها تثبط العديد من مؤيديه.

المبتدئون
وعلى الرقم من حرب الأحزاب، إلى أنه لا تظهر الأحزاب الجديدة كثيراً في السياسة التركية، فقد ذكرت الكاتبة أنه يعتمد نجاحهم إلى حد كبير على زعيم جذاب ومعروف. على سبيل المثال، حزب الخير ( ليبرالي وسطي قومي)، والي تأسس عام 2017، كونه أصغر حزب في الجمعية الوطنية، لا يزال يجذب العديد من الناخبين من يمين الوسط.

ومع ذلك، فإن مجموعة الأحزاب المحافظة المعتدلة تزداد اكتظاظاً، حيث انقسم اللاعبون الجدد الذين اكتسبوا شعبية في صفوف دوائر أردوغان القريبة.

الأول هو المفكر السابق للسياسة الخارجية التركية لعقد 2010، أحمد داود أوغلو. بعد خلافات مع الرئيس حول التغييرات في الدستور ونظام الدولة، استقال داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء وانسحب من السياسة، فقط للإعلان عن إنشاء (حزب المستقبل) في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أوغلو كواحد من الممثلين السابقين الأقل جاذبية في حزب العدالة والتنمية، لم يتمكن من كسب دعم شعبي قوي، ولكن لديه القدرة على جذب القليل من ناخبي حزب العدالة والتنمية، كما يفعل لاجئ بحكم الأمر الواقع.

من جانبه، أعلن باباجان، وهو أطول عضو دائم في حكومة أردوغان، وله الفضل في العديد من النجاحات الاقتصادية بعد أزمة 2008، عن إنشاء حزب (الديمقراطية والتقدم) في مارس (آذار) الماضي، في نفس اليوم الذي أكدت فيه تركيا أول حالة لفيروس كورونا.

صراع على السلطة
في هذه الأثناء، يكافح الرئيس التركي لإيجاد خليفة بين فريقه. لا يبدو أي من الخيارين قابلاً للتطبيق، لأسباب مختلفة، كما توضح يار.

الأول هو شخصية صهر أردوغان ووزير المالية بيرات البياراك "جاريد كوشنر التركي"، كما تصفه وسائل الإعلام الغربية، تحتفظ بصورة لصبي نشأ بملعقة ذهبية في فمه، ولم يجد دعماً كبيراً بين الأتراك. كما أن إدارته للأزمات المالية لم تزيد من جاذبيته العامة، بل العكس.

ويبدو أن منافسه الرئيسي هو سليمان صويلو، وزير الداخلية، إلا أن تعامله مع أزمة انتشار فيروس كورونا لم يكن مرضياً لدى الشعب. ومع ذلك، رفض الرئيس خطاب استقالته.

ومددت الحكومة حالة الطوارئ بسبب كورونا الأسبوع الماضي، وقد تكون الأزمة التي تنتظر تركيا شديدة بشكل خاص هذه المرة. يقدر صندوق النقد الدولي أن البطالة سترتفع إلى 17.4%، وبالتالي فإن الصراع على السلطة لخلافة أردوغان، زعيم البلاد الوحيد لأكثر من 18 عاماً، قد يصبح أكثر تعقيداً.