https://www.albayan.ae/polopoly_fs/1.3870588.1590770288!/image/image.jpg

البندقية قاتمة بلا قوارب الغندول

أصبحت أحواض بناء قوارب الغندول التقليدية في البندقية صامتة وهي تواجه خطر الزوال بسبب تراجع أعداد العاملين في هذه الحرفة النادرة.

عندما أنجز الإيطالي كاناليتو رسومه البانورامية للمدينة العائمة في القرن الـ18، كانت أحواض صنع تلك القوارب التي تعرف بـ«سكويري» منتشرة في كل أرجائها. لكن حالياً، لم يتبقَّ في البندقية إلا أربعة منها فقط.

فكل تلك الأحواض توقفت عن العمل كلياً أو جزئياً منذ فرض حظر شامل خلال أزمة فيروس كورونا المستجد.

وقال روبرتو دي روسي، أحد الحرفيين التقليديين القلائل المتبقين الذين يبنون القوارب السوداء الطويلة: «البندقية بدون هذه القوارب قاتمة ولا معنى لها».

ويصنع هذا النجار، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، أربعة إلى خمسة قوارب غندول سنوياً، يستغرق إنجاز كل واحدة منها نحو 400 ساعة.

وقال: «في كل مرة أنزل زورقاً جديداً في المياه، أشعر بأنني أشهد على رؤية ولادة جديدة. إنها ابتكاري». ويبلغ طول القوارب أكثر من 10 أمتار وعرضها 1,38 متر وتزن 600 كيلوغرام، وتتألف من 280 قطعة من الخشب من ثمانية أنواع مختلفة من الأشجار، بينها البلوط والأرزية والجوز والكرز والزيزفون والأرز.

ويتم شراء هذه القوارب حصرياً من قِبل سائقي الغندول الذين يدفعون 30 إلى 50 ألف يورو. وأوضح دي روسي: «وردتنا طلبات من عدد قليل من محبي هذه القوارب من الولايات المتحدة وألمانيا واليابان».

وكانت تعتبر هذه القوارب التقليدية هدية مناسبة للملوك، فكان يهدي حكام البندقية بعضها مع سائقيها إلى ملوك. وذات مرة قدموا للملك لويس الـ14 الفرنسي بعضاً من قوارب الغندول ليقوم بجولة في القناة الكبرى لقصر فرساي.

ويوجد الجزء الأكبر من الأسطول الآن على طول قنوات البندقية يتعاقب على قيادته نحو 400 سائق.

وهذه الفترة تعتبر أيضاً قاتمة بالنسبة إلى سائقي هذه القوارب.

فقد وضع الوباء نهاية موقتة للجولات الرومانسية في المياه. وقد عانى القطاع من جراء المد العالي الذي حصل استثنائياً في نهاية العام الماضي، ما أدى إلى ابتعاد السياح وتضرر القوارب.

وستبحر هذه القوارب مجدداً في مياه البندقية بمجرد السماح للسياح بالعودة إلى إيطاليا اعتباراً من الثالث يونيو المقبل. وانتشرت صور المياه النظيفة في البندقية بعد توقف حركة الملاحة في قنواتها، في أنحاء العالم.

لكن الإغلاق الطويل كان سلبياً على العاملين في أحواض بناء القوارب التي لا تصنع هذه المركبات التقليدية فحسب، بل تصلحها وتقوم بصيانتها أيضاً.

https://www.albayan.ae/res/img/google-news-icon.png

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز