https://kataeb.org/thumbnaile/crop/800/465/2019/USA/congres_2.jpg

هل من قانون جديد يتحضّر لإيران بعد قيصر لسوريا... وماذا عن لبنان؟!

إذا كان "قانون قيصر" الأميركي يدخل حيّز التّنفيذ يوم الإثنين القادم، أي بعد ثلاثة أيام، فماذا يُمكن أن يُحضَّر لإيران في المستقبل القريب أو حتى الأبعَد؟

إذا كان "قانون قيصر" الأميركي يدخل حيّز التّنفيذ يوم الإثنين القادم، أي بعد ثلاثة أيام، فماذا يُمكن أن يُحضَّر لإيران في المستقبل القريب أو حتى الأبعَد؟

فلا يُمكن إلا التوقُّف أمام المستجدات الأخيرة التي حصلت في أميركا اللّاتينية، والمتعلّقة بأن الولايات المتحدة الأميركية أرسلت وحدة من القوات الخاصّة الى كولومبيا لمكافحة تهريب المخدرات، في عملية تستهدف حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، المتّهمَة بالتواطؤ مع المهرّبين.

فبعض المعلومات ذكرت أن تلك الخطوة حصلت بلا تنسيق تفصيلي مُسبَق مع السلطات الكولومبية، وذلك رغم أن تلك الوحدات الخاصّة ستتمركز في المناطق الكولومبية المحاذية لفنزويلا. ولكن رغم ذلك، اعتبرت وزارة الدفاع الكولومبية أن تلك الوحدات هي في الواقع كتائب مُساعِدَة، وستبدأ مهامها في مطلع حزيران. 

25 دولة

وفيما تؤكد بعض التقارير أن الوحدات الأميركية الخاصّة تتحضّر للقيام بعملية إنزال في إحدى المناطق، أشارت معلومات الى أن المهمّة الأميركية تستهدف "النظام الفاسد" الذي يقوده مادورو في فنزويلا، وتلقى دعماً من كولومبيا، ومن 25 دولة أميركية وأوروبية، لافتةّ الى أنها تأتي منسجمة مع ما كان أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق، عن مهمّة لدعم مكافحة الإرهاب في الكاريبي.

وفيما لم يُكشَف عن عدد القوات الخاصّة التي نُشِرَت، إلا أن الآراء العسكرية تتّفق على أن تلك الخطوة تشكّل سابقة في أميركا اللّاتينية. 

"إقتصاد ممنوع"

وإذا كان ترامب يتّهم نظام مادورو بالتواطؤ مع مهرّبي مخدرات كولومبيّين، لإرسال أطنان من الكوكايين إلى الولايات المتحدة، فإن نظام مادورو نفسه متّهَم أميركياً أيضاً بالتعامُل مع إيران، وبالتورّط مع طهران في عوالم "الإقتصاد الممنوع" على أكثر من صعيد، ومن بينها تهريب المخدرات.

ففي سياق متّصل، بدا مُلفِتاً تزامُن الخطوة الأميركية تلك في كولومبيا، لمواجهة فنزويلا، مع اتّهامات أميركية وُجِّهَت الى سياسيّ فنزويلي سابق، هو عضو مجلس النواب الفنزويلي السابق عن الحزب "الاشتراكي" الحاكم، عادل الزبيار، بالإشتراك في مؤامرة واسعة النطاق لتهريب المخدرات، خطّط لها بالإشتراك مع "حزب الله" وحركة "حماس" (بحسب الرواية الأميركية)، لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة. 

انطلاقاً من الغرب؟

فهل ان الخطوة الأميركية في كولومبيا، تشكّل بداية ميدانية لمزيد من التطويق لمحور "المُمانعة"، انطلاقاً من الغرب، بعد التضييق على الكثير من أنشطته شرقاً، ولا سيّما أن واشنطن قرّرت وضع حدّ للإستثناءات من العقوبات المفروضة على طهران في شأن برنامجها النووي؟ وهل ان تلك الخطوة "النوعيّة" تؤشّر الى بداية تعاطٍ أميركي جديد مع هذا المحور؟ وهل يُمكن أن نشهد سلوكيات مماثلة، على حدود دول بعض محور "الممانعة"، ومن بينها لبنان وسوريا، مستقبلاً، لتحقيق هدف مكافحة الإرهاب، مع عدم إمكانية الرّفض، تحت طائلة عقوبات تنطلق من إمكانية وضع قانون جديد مثلاً، يُشبه "قانون قيصر"، ولكن يتعلّق هذه المرّة بإيران وبـ "الممانعة"؟ 

استراتيجيا جديدة؟

رأى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "لا قرار استراتيجياً أميركياً في الوقت الراهن، يعمل وفق هذا الشّمول، ويتعلّق بالتعاطي مع أماكن عدّة".

واعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "تحدّي واشنطن بنقل النفط الى فنزويلا، من خلال ناقلات نفط إيرانية، أعطى ترجيحات بأنه ستحصل ردّة فعل أميركية مؤكّدَة عليه. ولكن ردّة الفعل الأميركية المنتظَرَة رآها بعض المراقبين أنها ستكون إقتصادية. ولكن يبدو أن ما حصل من نشر لوحدة من القوات الأميركية الخاصّة في كولومبيا يأتي بهذه الخلفيّة، وكجزء من الردّ".

وقال:"هذه الخطوة ليست قسماً من سياسة استراتيجيّة أميركية جديدة على الأرجح. فالوضع الحالي لا يسمح بفتح جبهات متعدّدة لمواجهة المحور الإيراني بالإنطلاق من الغرب، لملاقاة التضييق الذي يحصل عليه في الشرق". 

"قيصر"

وأشار طبارة الى أن "قانون قيصر، هو قرار لا يُلزِم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتطبيق الصلاحيات التي يعطيه إياها (القانون) إذا كان لا يريد ذلك. وما يظهر في سوريا، هو أن الاستراتيجيا الأميركية تقوم على التفاهُم مع روسيا، وليس فتح جبهة مستقلّة، من خلال هذا القانون".

وأضاف:"الحلّ الوحيد في سوريا يأتي من خلال اتّفاق مع روسيا، تدور الكثير من الأحاديث حوله حالياً. وهذا مستقلّ عن "قانون قيصر"، الذي يشكّل الحدّ الأميركي الأقصى قبل إبرام الإتّفاق على دمشق، مع الروس".

وختم:"واشنطن تعمل على مواجهة طهران بـ "القطعة"، وليس من ضمن استراتيجيا عالمية شاملة. وحتى إن الضّغوط الأميركية على السوريين، تحصل بالتنسيق مع الروس. فيما قد يكون هدف الضّغط على إيران هو جلبها الى طاولة المفاوضات، خصوصاً أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يبحث عن تحقيق إنجاز في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويحاول وترامب تحقيق هذا الإنجاز في الملف الإيراني".