قبل العودة من كورونا .. الدورى الإنجليزى أوقفته الحرب وجمدته الطبيعة

اشتهر الدورى الإنجليزى بصفته مسابقة صارمة، تسير كما تسير تروس الساعات السويسرية، فلا يردعها سوى حرب عالمية أو ظواهر طبيعية أو جائحة وباء.

3 ظروف قهرية أجبرت المسؤولين عن إدارة كرة القدم فى إنجلترا على اتخاذ القرار الأصعب، بتجميد النشاط.. أولها ضرب الجيش الألمانى لبريطانيا عام 1939 أثناء الحرب العالمية الثانية، وثانيها عندما جمدت موجة صقيع كل شىء فى البلاد عام 1962، أما ثالثها فكان تفشى فيروس كورونا عام 2020.

إنفوجراف : روشتة هانى الناظر .. 10 خطوات تحميك من كورونا

الحرب

بعد 3 جولات فقط، توقف الدورى الإنجليزى الممتاز موسم 1939/1940، كان يطلق عليه وقتها دورى الدرجة الأولى، وتحديدًا يوم 3 سبتمبر عام 1939، بسبب الحرب العالمية الثانية.

أوقف صوت الغارات الدورى الذى شهد تغييرات على نطاق واسع، منها أن يرتدى اللاعبون قمصانًا تحمل أرقامًا من الخلف لأول مرة فى تاريخ المسابقة، ولكن انطلاق البطولة يوم السبت الموافق 26 أغسطس، أى قبل أسبوع واحد من انطلاق الحرب، حال دون ذلك.

جاء قرار إيقاف الدورى الإنجليزى بعد أن هاجم الجيش الألمانى بولندا، وكان فريق بلاكبول الوحيد الذى حقق الفوز فى المباريات الثلاث التى لعبها، فى حين كان ليدز يونايتد يتذيل جدول الترتيب من دون إحراز أى أهداف.

خاضت الأندية خلال فترة التوقف بعض المباريات الودية، وعندما لم يتم تنفيذ التهديدات بإلقاء القنابل على بريطانيا، عاد الحديث عن ضرورة استئناف المسابقات الرياضية.

وبالفعل، وافقت الحكومة البريطانية على برنامج محدد لاستئناف مباريات كرة القدم.. لكن أستون فيلا، وديربى كاونتى، كانا من بين 6 أندية قررت الانسحاب من المسابقة، نظرًا لأن العديد من لاعبيها كانوا يخضعون لفترة التجنيد.

وقرر الاتحاد الإنجليزى توزيع الأندية الـ82 المتبقية فى الدوريات الأربعة الكبرى فى البلاد، إلى 10 بطولات دورى إقليمية، واستؤنفت مباريات كرة القدم مرة أخرى فى 28 أكتوبر، أى بعد شهرين تقريبًا من التوقف.

وكان مصدر القلق الوحيد فى ذلك اليوم ما حدث فى غريمسبى، وتأخرت مباراة الفريق أمام مانسفيلد لمدة 30 دقيقة بسبب تحذير من غارة جوية. وتم فرض إجراءات أمنية مشددة لمسافة 50 ميلاً حول كل ملعب من ملاعب المباريات، وتم تقليص عدد الجماهير المسموح بها لحضور المباريات إلى 8 آلاف متفرج لكل مباراة، رغم أن هذه القيود قد خففت بمرور الوقت.

الصقيع

ليست الحرب وحدها ما أجبرت الدورى الأشهر فى العالم على التوقف، بل الطبيعة أيضًا جمدت نشاط الرياضة فى بريطانيا، وكان التوقف الأخير قبل جائحة فيروس كورونا المستجد.

قبل حوالى 6 عقود، وتحديدًا فى شتاء الموسم الكروى الإنجليزى 1962-1963، شهدت المملكة المتحدة واحدة من أشرس موجات الصقيع فى تاريخها الحديث، والأبرد طوال القرن العشرين.. إذ انخفضت درجات الحرارة لتسجل 19 درجة تحت الصفر.

وأثرت موجة الصقيع على بريطانيا.. وهطلت الثلوج لمدة 62 يومًا متتالية دون توقف، وبالطبع، تضررت أغلب ملاعب كرة القدم، وصارت ممارسة الرياضة عمومًا فى الأماكن المفتوحة أقرب إلى المستحيل.

جاهد الاتحاد الإنجليزى وقتها لإقامة منافسات البطولة التى كان عدد جولاتها 42 أقيمت منها 21 جولة فقط، ولم يصدر قرارًا بإيقاف النشاط الكروى.

طالت الفوضى جدول البطولة بدءًا من الجولة 22.. إذ أقيمت مواجهات الجولة 23 فى نطاق زمنى بلغ 4 أشهر ونصف، ولعبت خمس مباريات من تلك الجولة فى شهر ديسمبر فى موعدها الطبيعى، فيما لُعبت مباراة فى فبراير، ومباراة فى أبريل، وبقية المباريات لُعبت فى مايو.

الموسم الكروى الذى كان مقرر انتهاؤه يوم 27 أبريل، امتد لشهر إضافى حتى يستوعب الكم الهائل من المؤجلات المضغوطة، لأن مئات المباريات من مختلف الدرجات تم تأجيلها، وشهدت مباريات معينة أرقام مذهلة فى عدد مرات التأجيل.. فمباراة بين فريقى لينكولن سيتى، وكوفنترى سيتى، أُجلت 14 مرة.

مع تعطل الدورى فى نهاية ديسمبر، كان إيفرتون على القمة فى طريق استعادة اللقب الغائب منذ رُبع قرن تقريبًا، ولم يتغير الحال بعد انتظام المسابقة، واستطاع إيفرتون التفوق على مُطارديه: توتنام هوتسبير، وليستر سيتى، ليحصد اللقب فى النهاية.

الوباء

مع تفشى فيروس كورونا المستجد فى جميع أنحاء إنجلترا، وطالت العدوى رئيس الوزراء بوريس جونسون، وولى العهد الأمير تشارلز، باتت هناك قناعة بأن الإصابة قريبة من الجميع.

وكشفت رابطة أندية الدورى الإنجليزى، فى وقت سابق، عن إصابة 12 لاعبًا بعد 3 جولات من اختبارات فيروس كورونا المستجد التى خضع لها جميع لاعبى وموظفى أندية الدورى الإنجليزى الممتاز بريميرليج.

وتوقف نشاط الدورى يوم 9 ماس الماضى، وتحديدًا بعد مباراة ليستر سيتى وأستون فيلا ضمن منافسات الجولة 29، والتى فاز بها ليستر برباعية نظيفة.

وعن قائمة المتصدرين حتى توقف مارس، جاء ليفربول فى صدارة ترتيب جدول الدورى برصيد 82 نقطة، بفارق كبير عن أقرب منافسيه، جمعها من 29 لقاء، إذ فاز فى 27 مواجهة، وتعادل فى واحدة أمام مانشستر يونايتد، ولم يخسر سوى مباراة وحيدة أمام واتفورد.

وجاء مانشستر سيتى، حامل اللقب، ثانيًا برصيد 57 نقطة، وليستر سيتى فى المركز الثالث برصيد 53 نقطة، ثم تشيلسى رابعًا فى ترتيب جدول الدورى برصيد 48 نقطة، ومانشستر يونايتد خامسًا بمجموع نقاط 45.

أما عن الهدافين، فنجحت كتيبة الريدز فى التواجد باسمين ضمن أعلى 5 هدافين تسجيلا.. إذ جاء فى الصدارة جيمى فاردى لاعب ليستر سيتى برصد 19 هدفًا، وأوباميانج لاعب آرسنال ثانيًا برصيد 17 هدفًا، ومحمد صلاح لاعب ليفربول فى المركز الثالث متساويًا مع سيرجيو أغويرو لاعب مانشستر سيتى برصيد 16 هدفًا، ثم دانى إنجز لاعب ساوثهامتون رابعًا برصيد 15 هدفًا.. وأخيرًا جاء ساديو مانى لاعب ليفربول خامسًا متساويًا مع راشفورد لاعب مانشستر يونايتد بـ14 هدفًا.

وبعد 80 يومًا تقريبًا من التوقف، أعلنت رابطة الدورى الإنجليزى الممتاز استئناف البطولة مجددًا يوم 17 يونيو المقبل بمباراتين، الأولى بين آرسنال ومانشستر سيتى، والثانية يخوضها أستون فيلا أمام شيفيلد يونايتد.