الشرطة الأمريكية والسود...عنف يتفاقم رغم الإصلاحات
by رنا نمرفي أغسطس (آب) 2014، قتل مايكل براون، الشاب الأمريكي الأسود الذي تخرج لتوّه من الثانوية، برصاص ضابط شرطة في فرغسون، في جريمة أثارت إلى أخرى مشابهة سجالاً وطنياً عن تقليص عنف الشرطة. ولكن مقتل جورج فلويد في مينيابوليس هذا الأسبوع، وبريونا تايلور في مارس (آذار) الماضي، يُذكر، حسب "نيويورك تايمز" بأنه لم يتغير الكثير.
وتساءل الكاتب "لماذا لم يتحقق تقدم واضح، وما هو المطلوب لخفض هذا العنف".
تتعدد الأراء في هذا الشأن، ويقترح كثيرون حلولاً لقمع العنف لم يثبت جدواها، وفقاً لصامويل سينياغوي، خبير امعلومات ومحلل السياسات في "الحملة صفر".
التكنولوجيا
فبعد الضجة التي أثارها مقتل براون، ازدادت الآمال في قدرة التكنولوجيا على إصلاح نظام معطل، ألا يسمح الطلب من الشرطة وضع كاميرات محمولة على أجسامهم من تعزيز المحاسبة؟
وبحلول 2015، أفادت 95 % من مراكز الشرطة الرئيسية أنها تستخدم هذه الكاميرات أو التزمت بذلك. ولكن الأبحاث أظهرت أنه لم يكن لهذا الإجراء تأثير على سلوك رجال الشرطة.
الانحياز العرقي
ويبدو أيضاً أن الاستراتيجيات المشتركة لتقليص الانحياز العرقي، لم تثبت جدواها. ففي الولايات المتحدة، يتعرض السود للقتل على يد رجال شرطة البيض أكثر بثلاث مرات من البيض.
ورغم الفكرة التي تقول إن تنويع قوات الشرطة ضمن إصلاحات قضائية، يمكن أن يسد هذه الثغرة، إلا أن جنيفر كوبينا، البروفسور في القضاء الجنائي في جامعة ميشيغن، لاحظت أن ذلك الإجراء لا يحقق غايته على الأرجح. فشرطة بالتيمور مثلاً تضم أفراداً من كل الأعراق، ومع ذلك، تورط المركز في 2016 في سلسلة سياسات منحازة عرقياً وغير دستورية.
تراجع على مستوى المدن
وعن السياسات التي يمكن أن تنجح في هذا الشأن، قال الكاتب إنه رغم أن الجرائم التي يرتكبها رجال الشرطة لم تتراجع كثيراً على المستوى الوطني منذ 2013، لكنها تحسنت في بعض المناطق الأمريكية، خاصةً في المدن.
أما عن طريقة تحقيق ذلك، فيقول إن قيوداً أكثر صرامة، مثل التكبيل أو إطلاق النار على سيارة متحركة يقلل كثيراً القتل. وبمثل هذه الإصلاحات في 2016، سجل مركز الشرطة في سان فرانسيكو تراجعاً بـ 30% في استخدام القوة في 2019، وبحلول مايو(أيار) الجاري، مر عام تقريباً دون إطلاق نار واحد.
الصحة العقلية
ويعتبر تجهيز رجال الشرطة والتعامل مع حالات أمراض عقلية جبهة أخرى للإصلاح.
ولفتت شرطة سان أنطونيو الانتباه على الصعيد الوطني لتطويرها وحدة للصحة العقلية، وفرضها على كل شرطي 40 ساعة من التدريب على طرق التدخل في الأزمات، وهو ما يتجاوز كثيراً معدل ست ساعات مطلوبة على الصعيد الوطني.
أجهزة عسكرية
كذلك، يطالب باحثون في القضاء الجنائي وزارة الدفاع بوقف منح وكالات إنفاذ القانون المحلية أجهزة عسكرية تقول أبحاث إنها تؤدي إلى مزيد من العنف ضد الشرطة، وإطلاق أكثر للنار على يد أفرادها.
كذلك، يمكن أن تستفيد مراكز الشرطة من بعض تجارب نظيراتها في دول أخرى، بحسب رئيس شرطة برلينغتون السابق براندون دل بوزو.
انتشار الأسلحة
تُردي الشرطة الأمريكية ما معدله ثلاثة أشخاص يومياً، وهو ما يساوي تقريباً مجموع ما يحصل في كل الدول الغنية الأخرى.
ولكن الأمر يتعلق أساساً بتوفر الأسلحة بشكل استثنائي في الولايات المتخدة. وحسب ديفيد همنوي، البروفسور في كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفرد "تُطلق الشرطة النار أكثر عندما يكون هناك مدنيون كثر يملكون أسلحة".
ويقول دل بوزو إن العدد الاستثنائي للأسلحة في الولايات المتحدة يجعل من المستحيل ألا يحمل رجال الشرطة سلاحاً، كما هو الحال في بريطانيا أو إيسلندا، وإن كان يرى أنه يمكن لرجال الشرطة استخدام أسلحتهم بشكل أقل.