كان في عزّ فرحته حين توقف قلبه... رحلَ إبرهيم وهو يلعب على "الزحليقة"
by أسرار شباروكان يلعب مع أشقائه وأولاد عمه على "زحليقة" هوائية، ابتسم لوالده وهو يصوره مقطع فيديو، وإذ بالموت يخطفه أمام أنظارهم... هو الطفل إبرهيم فاهمة الذي فارق الحياة أثناء استمتاعه بها بعد سنوات من معاناته مع المرض وتمضية أوقات طويلة في المستشفيات."توثيق" النهايةعلى عكس ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن إبرهيم لم يسقط عن الأرجوحة، بل توقف قلبه عن النبض، بحسب ما قال خاله عيد لـ"النهار"، وشرح: "منذ ولادته وهو يعاني من مرض فقر الدم المنجلي، وبسببه انتزع الأطباء طحاله، عانى كثيراً إلى أن ودّعنا في الأمس بعدما توجه مع عائلته إلى بلدة القموعة للترفيه. كان كل شيء يسير بشكل طبيعي، لكن ما إن حلّ المساء حتى وقعت الكارثة، بخسارتنا ولداً مرّ كالحلم على الأرض، فقد كان بارّاً بوالديه، مؤمناً ومن حفظة القرآن، واظب على الصلاة في المسجد، وكان كل همه أن يرضى الله عنه". وأضاف: "ما حصل قضاء وقدر، فبعد أن توقف قلبه فجأة، سقط على الزحليقة الهوائية، مع العلم أنه لم يرتطم بالأرض بل بالزحليقة وهي آمنة ومعبّأة هواء، حينها كان والده يصوره، فالتقط لحظات موته، ليسارع به إلى المستشفى بعدما اتصل بالإسعاف الذي لاقاه في منتصف الطريق. حاول الأطباء في مستشفى الحبتور القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذه إلا أن الروح كانت قد فارقت جسده".رحيل أبديكان ابن دير عمار عينَيّ عمّه الضرير، حيث اعتاد، كما قال عيد، أن يقصد وإياه المسجد لأداء الصلاة، وشرح: "كان من المجتهدين في المدرسة، ولد ذو أخلاق حميدة، حنون على أشقائه، خجول ومؤدب إلى أبعد الحدود". وأضاف: "أول من أمس ووري في الثرى، رحل تاركاً غصة في قلب كل من عرفه، بالدموع والحسرة ودعناه، وكل ما نتمناه الآن أن يرحمه الله ويصبرنا على فراقه".تحذير وإنذاراتبعد انتشار شائعة سقوط إبرهيم عن الأرجوحة، وقبلها موت طفل آخر سقط بالفعل عنها، حذّر رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أصحاب الملاهي والمراجيح التي يرتادها الأطفال من مغبة استقبالهم من دون وجود أولياء أمورهم. وأوفد دوريات من عناصر شرطة البلدية لإنذارهم، مؤكداً في بيان أن "البلدية سطّرت محاضر ضبط بحق هؤلاء، وصولاً إلى إقفال هذه الملاهي التي تعتبر سمة رئيسية للأطفال في الأعياد، لا سيما وأن سقوط الطفل الأول في باب التبانة أودى بحياته وعمره أقل من ثلاث سنوات"، ودعا الأهالي إلى "العناية بأطفالهم ومرافقتهم، حفاظاً على سلامتهم، وعدم وقوع كوارث لا تحمد عقباها، تخلِّف خسائر في الأرواح والممتلكات".وبطبيعة الحال، لعدم تحمّل الجهات المعنية المسؤولية في الرقابة على شروط السلامة العامة في الملاهي دور رئيسي في استمرار حصول حوادث مأسوية، لا ينفع التنظير بعدها. مواضيع ذات صلة صلاة العيد في مساجد صيدا... دعوات لرفع البلاء ما رأيكم بتحضير هذه الحلوى العراقية بمكوّنات بسيطة مع المدونة ديما الأسدي؟