https://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/2020/05/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-8-730x438.jpg?v=1590715691

بروكينغز: الأزمة الاقتصادية تهدد السعودية بالخراب ولكن المملكة لم تقلص من الإنفاق العسكري

by

واشنطن-“القدس العربي”:
اجتاحت عاصفة من المشاكل والصعوبات المملكة العربية السعودية نتيجة للسياسات المتهورة لولي العهد محمد بن سلمان، بما في ذلك حرب اليمن والاضطرابات داخل العائلة الحاكمة وهدر الأموال في الإنفاق العسكري.

وباء كورونا وانخفاص أسعار النفط والسياسات الخاطئة ستوقف طموحات بن سلمان المتهورة

يقول الباحث بروس ريدل من مركز الأمن والاستخبارات في القرن الحادي والعشرين في دراسة نشرها معهد بروكينغز إن السعودية تضررت، مثل العديد من الدول، بشدة من فيروس كورونا، ووفقاً لأرقام الحكومة التي لا يمكن الاعتماد عليها، فقد تم التعامل مع حوالي 70 ألف حالة.

ويوضح ريدل أنه من المحتمل أن يتم إغلاق الحج السنوي في يوليو امتداداً لسياسة الإغلاق وحظر التجول مشيراُ إلى أن ذلك سيؤدي إلى اختفاء الملايين من العائدات، خاصة في منطقة الحجاز.
وقد وصل فيروس كورونا إلى داخل العائلة الحاكمة، كما يضيف الباحث، حيث أُصيب أمير الرياض بالعدوى إضافة إلى العشرات من الأمراء، وقام الملك بخفض وولي عهده بخفض المواعيد، ولكن الضحايا الأكثر عرضة للخطر كانوا من العمال الأجانب، الذين يعيشون بشكل خاص وسط ظروف عمل ومعيشة سيئة للغاية.
وأدى الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى تدمير الاقتصاد السعودي، حيث تحتاج المملكة إلى أن يتم تسعير برميل النفط بما لا يقل عن 80 دولاراً حتى يتم تمويلها، ولكن الأسعار كانت أقل بكثير من الرقم، وحسب ما قاله الكاتب، فقد لجأت الحكومة السعودية لاستخدام احتياطات 5 سنوات لتعويض النقص في الميزانية، ومن غير المرجح أن تنتعش الأسعار قبل أن يتعافى الاقتصاد العالمي.

الحرب السعودية في اليمن  تسببت في شل البنية الصحية التحتية في أفقر دولة عربية، وكما حذرت الأمم المتحدة لا توجد طريقة لوقف وباء كورونا في اليمن بسبب ذلك

ولجأ الملك السعودي وولي عهده إلى زيادة ضرائب القيمة المضافة ثلاث مرات، وتخفيض الدعم مع تدابير التقشف التي تؤذي الفقراء، وعلى الرغم من ذلك، لم يختف المستنقع في اليمن على الرغم من دعوات وقف إطلاق النار، ووصلت الأمور إلى خسارة واضحة، حيث تخلى حلفاء السعودية عن الرياض وسيطر الحوثيون على الشمال، و سيطر الانفصاليون على الجنوب، وكان الأداء العسكري السعودي سيئاً للغاية، والأهم من ذلك كله، هو أن الحرب السعودية في اليمن قد تسببت في شل البنية الصحية التحتية أفقر دولة عربية، وكما حذرت الأمم المتحدة لا توجد طريقة لوقف وباء كورونا في اليمن بسبب ذلك.

وباء كورونا وانخفاص أسعار النفط والسياسات الخاطئة ستوقف طموحات بن سلمان المتهورة

ولاحظ الباحث أن السعودية أنفقت الملايين على التسلح ولكنها عجزت عن وقف هجمات جماعة الحوثي على المنشآت السعودية، ولم تتمكن من الرد على انتهاك سيادة البلاد، وهذا كما يستنتج الكاتب، دليل على إهدار مئات المليارات التي تم إنفاقها على جيش المملكة.
وتتصدر السعودية قائمة النفقات العسكرية في العالم حيث تم إنفاق أكثر من 60 مليار دولار في سنة 1018 لوحدها، وهذا الرقم أعلى من الانفاق العسكري في كيان الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مرات، ولكن بدون نتيجة.
ويخلص الباحث إلى أن وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط والسياسات الخاطئة قد حكمت بالفشل على طموحات بن سلمان، وأكد أنه يجب التركيز الآن على إنهاء الحرب في اليمن وخفض ميزانية الدفاع.
وفي نهاية المطاف، يطلب الباحث من إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي شجع على مبيعات الأسلحة للسعودية، وقف الدعم العسكري للرياض حتى توقف عملياتها في اليمن ، كما يجب أن ترعى الجهود العالمية والإقليمية للحد من الإنفاق العسكري، وقال:” لقد مضى بالفعل وقت طويل قبل التركيز على صنع السلام”، مشيراً إلى أن تكلفة مبيعات الأسلحة المفقودة هامشية مقارنة مع مكاسب إبطاء التوترات والصراع في المنطقة.