https://i.alarab.co.uk/styles/article_image_800x450_scale/s3/2020-05/chad.jpg?jy3AETMr3metRLrpG825bw4_4uI6go9u&itok=nKZe7Ab-
جولة في الشعر الشعبي والتراثي

استعادة لسجالات شاعرين إماراتيين من زمن آفل

برنامج "شدو الحروف" يتناول سيرة الشاعرين حمد بن سوقان وحمد بن عبدالله العويس من خلال تقديم نبذة عن حياتهما وعرض مؤلفاتهما في الشعر الشعبي والتراثي.

by

الشارقة- قدم رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، جولة في الشعر الشعبي والتراثي من خلال الحديث عن اثنين من الرواد البارزين في الشعر النبطي والتراثي بدولة الإمارات العربية المتحدة في برنامجه “شدو الحروف”.

وتحدث المسلم بداية عن الشاعر حمد بن أحمد بن خلفان بن سوقان، مقدما نبذة عن حياته وموضحا أنه من شعراء الزمن الجميل وشخصية بارزة في تاريخ الإمارات، وواحد من الذين عايشوا أحداثا كثيرة دونها في نصوصه، ما جعل الكثيرين يعتبرونه ذاكرة شعرية وسجلا مهما لتاريخ المنطقة.

وقال المسلم “ولد الشاعر بدبي عام 1924، ولا يزال حتى الآن يبدع بكتابة الشعر وينثر عبق أريجه في جميع أرجاء دولة الإمارات، وقد ارتبط شعره بالطبيعة، وتأثر بها كثيرا وصورها أجمل تصوير في قصائده”.

https://i.alarab.co.uk/s3fs-public/inline-images/chad1.jpg?7rpAA86oRKXf8qdXAV8CLEGDpAdQokpi
عبدالعزيز المسلم: الشاعر حمد بن سوقان كتب في الحكمة والموعظة أما حمد بن عبدالله العويس فجمع بين المدينة والبادية

والشاعر حمد بن سوقان كتب في الحكمة والموعظة ولم بكتف بالشعر الوجداني والغزل والوصف، بل كتب أجمل قصائده من خلال مواكبته لأحداث كثيرة مرّ فيها بحياته. وتحدث الدكتور المسلم عن مساجلات بن سوقان الشعرية العديدة مع شعراء جيله والشعراء الشباب، ما حقق له حضورا مميزا في الساحة الشعرية.

ثاني الشعراء الذين تطرق إليهم المسلم كان الشاعر حمد بن عبدالله العويس، موضحا أنه ولد في الشارقة عام 1914، وكان شاعرا مبدعا ومميزا جمع في شعره عفة البداوة ورقة الحضارة، وكانت قصائده “تجمع عذوبة الماء السلسبيل وروعة الخضرة، وجمال الطبيعة والبادية، ورغم ولادته في المدينة إلا أنه أحب البادية، وأحب أهلها
وصاهرهم”.

ولفت المسلم إلى أن “الحديث عن الشاعر حمد بن عبدالله العويس، حديث له شجون ويحتاج لمؤلفات ودراسات عديدة لإيفائه حقه لما كتبه من شعر مجيد ومميز في الشعر النبطي وبكافة فنونه بالغزل والوجدانيات والحكمة”.

وأوضح أن العويس من الشعراء الأوائل الذين كان لهم خط معين في الكتابة والإبداع الشعري، حيث كانت بحوره معدودة وإنتاجه غزيرا، وقد أصدر ديوانين من الشعر في حياته لمحبته في انتشار شعره بحياته ووجوده، وقد شبه النقاد والباحثون شعره بالمياه العذبة والتي مهما قرأنا منها لا نرتوي، حيث أن العويس نجح في ترسيخ بصمته الخاصة في الشعر النبطي، وأجاد في الوجدانيات والحكمة والنصح والموعظة، إذ غلبت على شعره الحكمة والموعظة، حتى وإن كتب في الوجدانيات فإنه يبطنها بشيء من الحكمة والعفة والموعظة الحسنة.

وأشار المسلم إلى أن وجود الشاعر وإقامته في البادية، طبع نفسه وشعره بالصفاء والنقاء والعذوبة، وجاءت قصائده تصور مظاهر الحياة الجميلة في البادية، ليبدع في تصويرها، وقد اكتسب الشاعر العويس حكمته من بيئته التي عشقها، رغم أنه من سكان الشارقة، وقد عاش حياته متوازنا حيث أخذ من الحضارة ما يقيم بها حياته، ومن البداوة ما دونه من هذه الحياة.

وكان الشاعر متفردا في فكره وفي التعبير عن مكوناته العاطفية، وغلب على شعره عاطفة الحنين والشوق واللهفة، وكان شديد التعلق بهذه البيئة في تقاليدها وتعاملها مع الإنسان والحياة، وقد صور في شعره الكثير من الصور التي تغلب عليها البراءة في اللفظ، وفي بحوره 3 “الرزحة، والونة، والمروع”، وقد شكل العويس في شعره مزيجا إنسانيا ووجدانيا جميلا.