أهالي القدس يرفضون تدخل الاحتلال بالأقصى المبارك - قناة العالم الاخبارية

عبر الفلسطينيون وخصوصًا المقدسيين عن رفضهم للرضوخ لتدخلات الاحتلال "الإسرائيلي" في عملية وتوقيت فتح وإغلاق المسجد الأقصى المبارك، في ظل تصاعد وتواصل الدعوات للحشد وأداء الصلاة في المسجد الأقصى فجر الجمعة، والدعوات ذاتها للمسجد الإبراهيمي في الخليل.

https://media.alalamtv.net/uploads/855x495/2020/05/29/159072143407467100.jpg

العالم - فلسطين

واستنكرت شخصيات فلسطينية ونشطاء مقدسيون، الحديث عن وضع الاحتلال لشروط جديدة وقيود مشددة على الدخول للأقصى مستغلًا إغلاق المسجد أمام المصلين لثلاثة أشهر بسبب كورونا، وعبّروا عن استهجانهم ورفضهم لقرار الأوقاف بفتح المسجد الأحد بدلًا من الجمعة، مشددين أن ذلك يعطي للاحتلال تدخلًا في عملية فتح وإغلاق المسجد الأقصى.

وتصاعدت دعوات الفلسطينيين لفتح المسجد الأقصى والحشد لأوسع مشاركة من كل مواطن يستطيع الصلاة فجر الجمعة؛ حمايةً للمسجد من محاولة الاحتلال فرض قيود جديدة على دخول المصلين، عادّين أن "فتح المسجد الأحد سيتزامن مع اقتحامات للمستوطنين، وهذا يعني قبولا مبدئيا في التقسيم الزماني للمسجد".

تدخل الاحتلال

وكشفت مصادر مطلعة لموقع "عربي21" أن دائرة الأوقاف بالقدس المحتلة، كانت تخطط لفتح المسجد الجمعة المقبل، لكن الاحتلال رفض التدابير والشروط التي وضعتها الدائرة من أجل تنظيم الصلاة فيه.

ولفتت المصادر إلى أن نقاشا داخل دائرة الأوقاف، دار من أجل فتح المسجد خلال العشر الأواخر من رمضان أمام المصلين، باعتبار التوقيت مهما للمصلين في رمضان، لكن الاتفاق السياسي بين الأردن والاحتلال، بشأن إغلاق المسجد بذريعة منع تفشي فيروس كورونا، أفشل الفكرة.

وأكدت المصادر خطورة ما فرضه الاحتلال من خلال الاتفاق مع الأردن، من أمر واقع جديد، وهو تدخله في عملية فتح وإغلاق المسجد، الأمر الذي يرفضه المقدسيون، باعتبار الاحتلال جهة غير شرعية، ولا حق له في فرض وقائع تتعلق بالمسجد، إضافة إلى إشارة محكمة إسرائيلية مؤخرا من أن السيادة لـ"إسرائيل" على المسجد.

مرحلة مهمة وحرجة

من جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي أيمن دراغمة أن المسجدين الأقصى والإبراهيمي والشعب الفلسطيني مقبلون على مرحلة حرجة، تحتاج لروح الفريق ونفَس الوحدة، وعلو القامة وتكامل الأدوار لمواجهة المؤامرة على مقدساتنا ومخططات نتنياهو وترمب وعملائهم.

وأشار دراغمة إلى أن المرحلة السابقة كشفت عن الحاجة والضرورة للمصارحة والشفافية، ومشاركة الجميع في القرار الفلسطيني، وذلك حتى نستطيع كبح جماح وباء الاحتلال ومواجهة مخططاته الاستيطانية.

وفي السياق ذاته شدد النائب في المجلس التشريعي باسم زعارير على أن شوق الفلسطينيين للمساجد والأقصى والإبراهيمي لم يطفئه إلا إعادة فتحها والصلاة فيها، وأن "قلوب المشتاقين للأقصى لن يطفئها إجراءات الاحتلال ولا تنكيله".

وقال زعارير: "في اللحظة التي أعلنت السلطة فيها إعادة فتح المساجد للصلاة، سارع المخلصون من أبناء هذا الشعب العظيم للدعوة إلى عودة الفجر العظيم، التي انطلقت تلبية لنداء الأقصى والإبراهيمي، وكأنه أصبح جزءا من حياة شعبنا ومن زمانه الجميل، الذي يرى فيه خطوة مهمة على طريق عودة الأمة إلى شريان إيمانها وجامعة وحدتها".

وختم قائلا: "من قلوب العاشقين للأقصى المرابطين فيه والمهاجرين بأرواحهم إليه ستبعث قيامة الأمة من جديد نحو الحرية والانعتاق من الظلم والاحتلال، وأن شعبنا العربي والمسلم عزم على الاستعانة بالصبر وبالصلاة وبالمساجد على الظلم والشيطان، يحدوه قول الله تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".

ودعا القيادي في حركة حماس فازع صوافطة لإعمار مساجد الله بحلقات العلم والقرآن، ونشر الوعي في إبقاء مساجدنا نوراً وحاضنة تربوية لشبابنا وأبنائنا، مشددًا على أن المعركة الأساسية مع هذا الاحتلال في الوقت الحالي هي معركة الوعي، والذي يحاول الاحتلال بدوره كي الوعي العربي والإسلامي تجاه قضاياه العقدية.

وقال صوافطة: إنه بعد قرار فتح المساجد وعودة المصلين للمساجد وفي مقدمتها المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي فإنه قد آن الأوان لنعمر مساجد الله ونبتهل إليه بالدعاء والرجاء بأن يرفع عن أمتنا الوباء والبلاء.

رفض مقدسي ودعوات للحشد

وتعليقا على قرار فتح المسجد الأحد المقبل، غرد النشطاء تحت هاشتاغ "#جمعة_فتح_الأقصى"، وقالت المرابطة المقدسية هنادي حلواني: إنه لا يوجد أي صلاحية لسلطات الاحتلال على المسجد الأقصى، ولن نسمح بذلك، وأضافت: "إن فتح الأقصى لن ينتظر قرارات أحد، وإن المسجد سيفتح بسواعد المواطنين وبدون أي شرط كما جرى في هبة الأسباط وفتح مصلى باب الرحمة".

من جانبها، شددت المرابطة المقدسية خديجة خويص "لطالما أثبت المقدسيون للعالم أنهم أصحاب القرار فهم أهل الميدان، من فتح الأقصى في هبة الأسباط وفتح مصلى باب الرحمة، في هبة الرحمة، لن ينتظر قرارات أحد، وسيفتحه الجمعة بسواعده وبدون أي شرط ولا قرار من أحد".

وأكدت خويص ضرورة المشاركة الشعبية الواسعة في الفجر العظيم بالمسجد الأقصى الجمعة المقبل، وعدم السماح باستمرار إغلاقه أو فرض قيود عليه.

جدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استغلت أزمة فيروس كورونا، لتعمل على فرض إجراءات تضييق غير مسبوقة على موظفي الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس المحتلة، إضافة لفرض تغييرات جديدة على الوضع القائم بالمسجد الأقصى، وفرض إغلاق كامل على جميع أبواب المسجد، باستثناء بابي الأسباط والسلسلة فقط.

الأوقاف ترد

وفي تعميم، صادر عن أوقاف القدس، امس الخميس، استعدادا لإنهاء حالة تعليق وصول الـمصلين الى المسجد الأقصى المبارك بدءا من الأحد القادم، أكدت دائرة الأوقاف، قيامها بمسؤوليتها التامة تجاه الـمسجد الأقصى المبارك والـمقدسات واتجاه شعبنا، مشيرة إلى أنها ووزارة الأوقاف الأردنية، المرجعية التي تؤخذ منها القرارات سواءً بفتح الـمسجد أو تعليق الحضور اليه وإدارة المكان وكل ما يلزم.

واعتبر أن أية تصريحات بهذا الشأن خارج عن هذه المرجعية هي تدخل في شؤون إدارة الأوقاف. وفق التعميم.

وفي إطار تعليق وصول الـمصلين الى المسجد الأقصى المبارك، الأحد القادم، طالبت دائرة الأوقاف، الوافدين إلى المسجد الأقصى، في التعميم ذاته، الالتزام بإحضار كمّامة وسجادة للصلاة، وخضوع كل مصلٍ لفحص الحرارة أثناء الدخول للمسجد.

وقالت دائرة الأوقاف: "استناداً إلى قرار إنهاء حالة تعليق وصول الـمصلين الى الـمسجد الأقصى المبارك تُهيب بجميع الـمصلين ورواده الالتزام بالقوانين والتعليمات الطبية الصادرة عن وزارة الصحة".

وحثّت على "الاهتمام بالنظافة المطلقة في المسجد الأقصى بشكل عام، وفي أماكن الوضوء والحمامات بشكل خاص".

وقالت "نناشد جمهورنا الكريم بعدم حضور من يعاني من أي أعراض مرضية إلى المسجد حرصا منا على سلامة الجميع".

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية، قد أعلنت نهاية شهر آذار/مارس الماضي، تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس "كورونا".

ومنذ ذلك الحين، تم إغلاق أبواب المسجد الأقصى، واقتصرت الصلوات في داخله على حراسه، والموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب "إسرائيل".