وثائق عن "حقنة الموت" لسكان الأراضي المحتلة!

ارتكب المحتلون الألمان والفنلنديون فظائع وحشية بحق سكان مقاطعة لينينغراد في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية.

كشفت ذلك وثائق الأرشيف التي أماطت السلطات الأمنية الروسية اللثام عنها مؤخرا وحصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخها.

فوفق هذه الوثائق فإن المحتلين تفننوا في قتل المدنيين من سكان الأراضي التي تمكنوا من احتلالها في بداية عدوانهم على اتحاد الجمهوريات السوفييتية في عام 1941.


من جرائم المحتلين النازيين في مقاطعة لينينغراد قتل نحو 850 مريضا من نزلاء مستشفى الأمراض النفسية في منطقة كراسنوغفارديسك.

ارتكب الغزاة هذه الجريمة في 20 تشرين الثاني 1941 لإخلاء مبنى المستشفى من الناس وإسكان جنود جيش الاحتلال فيه، حسب توجيهات مسؤول في النظام النازي وظيفته المفتش العام الذي طالب بنقل المرضى إلى "زريبة المواشي".

ولم ينقل منفذو أمر المفتش العام نزلاء المستشفى إلى أي مكان، بل رحّلوهم عن الدينا بحقن السم فيهم. وتم دفن جثث الضحايا قرب قرية روتشييه.

وحاول المجرمون إخفاء آثار جريمتهم في خريف عام 1943 عندما بدأ الجيش الأحمر عملية تحرير مقاطعة لينينغراد. وأرغموا عددا من أسرى الحرب من أفراد الجيش الأحمر على انتشال الجثث وحرقها. ثم قتلوا الأسرى حرقا.

وكشفت إحدى الوثائق عن فظائع المحتلين الفنلنديين الذين تعمدوا إبادة سكان منطقة بارغولوفو. وخلت هذه المنطقة من المنشآت العسكرية والصناعية، ومع ذلك قصفها المحتلون بالقذائف والقنابل بغية إبادة سكانها من الأطفال والنساء والمسنين.

ومن أجل قتل الأطفال الصغار لجأ المحتلون إلى استخدام اللعب المفخخة، حيث كانت طائراتهم تلقي عبوات ناسفة، وضعت في لُعَب ودمى. واستهدفت هذه الجريمة الأطفال الأبرياء لكي يُقتلوا لدى انفجار العبوات الناسفة أو يصبحوا معاقين.

وسعى المحتلون إلى الاستفادة القصوى من سكان الأراضي المحتلة لخدمة أغراضهم الخاصة، وبالأخص في تشييد المنشآت العسكرية أو ترميمها، وجمع المحاصيل الزراعية. وتمت مصادرة الأغذية والملابس والأحذية من السكان المحليين لصالح الجيش الألماني.

ولم يحرم المحتلون إبان ذلك أنفسهم من فرصة التهكم على الأطفال من خلال تقديم بقايا وفضلات الطعام إليهم. وتم تصوير الطوابير التي يصطف فيها الأطفال للحصول على الغذاء.
وتم طرد جميع الناس من مساكنهم في أماكن التواجد العسكري الألماني المكثف.

وكان المحتلون يعينون أشخاصا محددين ممن تطوعوا للتعاون معهم أو الخونة أو من أصول فنلندية واستونية، عُمَدا للقرى والبلدات المحتلة. وكان عليهم أن يساعدوا المحتلين على نهب ممتلكات السكان المحليين وتحديد القادرين على العمل واعتقال "المشبوهين" ومَن لا يملك الأوراق الثبوتية.

وتفيد إحدى الوثائق بمحاكمة الخائن فاسيلي دولين. وكان دولين جنديا في الجيش الأحمر، ووقع في أسر الغزاة في أيلول 1941، وتطوع للتعاون مع المحتلين، وكسب ثقتهم. واستمر تعاونه حتى نيسان 1945. وفي بداية عام 1943 انضم إلى إحدى وحدات قوات القمع الألمانية التي قتلت الكثيرين من النساء والمسنين والأطفال. وقام دولين بتعذيب وقتل منتسبين إلى المقاومة الشعبية، وشارك، مثلا، في تنفيذ حكم الإعدام بحق عشرات المدنيين من الغجر في عام 1943.

وهرب دولين من الجيش الأحمر حين بدأ الأخير يحرر البلاد من الاحتلال. ونقله المحتلون في عام 1944 إلى يوغسلافيا ليقاتل المقاومة الشعبية هناك. وفي نيسان 1945 سلّم الخائن نفسه إلى القوات الأميركية بعد تغيير اسمه. ثم اختبأ في مناطق الاتحاد السوفييتي حيث تم توقيفه ومحاكمته. وصدر ضده حكم الإعدام رميا بالرصاص. ونفذ الحكم في عام 1966.

أودى الاحتلال بحياة أكثر من 140 ألف شخص من سكان مقاطعة لينينغراد في حين تم تهجير 250 ألف شخص إلى ألمانيا كعبيد.

وبصفة إجمالية أودت الحرب العالمية الثانية بحياة 26.6 مليون شخص من سكان اتحاد الجمهوريات السوفييتية.

وفي جمهورية روسيا انخفض مجموع السكان من 111 مليون شخص في بداية عام 1941 إلى 97.6 مليون بحلول عام 1946، بينما انخفض عدد الأطفال دون 4 أعوام من أكثر من 14 مليون طفل إلى 6.8 مليون في حين انخفض عدد الرجال في سن الـ20 عاما إلى الـ49 بـ6.1 مليون نسمة. وتناقص عدد النساء أثناء نفس الفترة بـ847 ألف نسمة.