جنبلاط ينعي "أحد كبار السياسيين"
خلّف رحيل الوزير الأول الأسبق في المغرب، عبد الرحمن اليوسفي، يوم الجمعة، عن عمر يناهز 96 عاما، تفاعلا واسعا، نظرا إلى المسار السياسي والنقابي الحافل للرجل، طيلة عقود.
من جهتهِ، أشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى أنه "برحيل عبد الرحمن اليوسفي يفقد المغرب ويفقد العالم العربي احد كبار السياسيين ورجال الدولة والمناضلين اليساريين الذين ناضلوا من أجل الحرية والحداثة".
ولفت جنبلاط في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر" الى أنَّ اليوسفي "دافع عن المناضل الكبير المهدي بن بركه الذي قضى نتيجة تآمر المخابرات المتعددة"، مذكِّرًا بأنه "بقي يناضل من اجل العدالة طوال مسيرته".
ويعد اليوسفي من أبرز رجال السياسية في المغرب، وتعرض في محطات نضاله السياسي للاعتقال عدة مرات كما عاش فترة في المنفى الفرنسي، قبل أن يعود إلى المملكة ويرأس ما عُرف بأول "حكومة تناوب" ديمقراطي، سنة 1998.
وحظيت "حكومة التناوب" باهتمام واسع في المغرب، لأنها تشكلت، أواخر التسعينيات، بمشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي لأول مرة، بعدما كان التنظيم السياسي من أشد المعارضين في البلاد.
وحرص اليوسفي على تفادي الأضواء بعد مغادرته الحكومة سنة 2002، لكن الوفاة أعادت الوهج مجددا إلى الرجل الذي راودته أحلام كثيرة للتغيير، وظل يحظى باحترام يوصف بالكبير من مقربيه وحتى خصومه في حقل السياسي.
ويجري إرفاق اسم اليوسفي في المغرب بلفظة "سي"، وهي تقال في الغالب من باب إيلاء التوقير والاحترام، عرفانا لمساهمة الرجل في مسار البلاد.
وقام اليوسفي، إلى جانب ساسة مغاربة آخرين، بتأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وهو حزبٌ منشق عن حزب الاستقلال، سنة 1959.
وكان هذا الحزب المنشق، النواة الأولى لانبثاق وتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يعدُ أبرز حزب سياسي يساري في المغرب، رغم تراجع تمثيله في البرلمان، بشكل لافت، خلال العقدين الأخيرين.