https://www.alaraby.co.uk/File/GetImageCustom/1d63d4bb-ac95-4e9b-823e-3c721230c315/
يتفشى فيروس كورونا في اليمن بحسب المنظمات (Getty)

منظمات دولية تطالب بمساعدة اليمن للتصدي لفيروس كورونا

by

ناشدت 17 منظمة دولية إنسانية المجتمع الدولي لمساعدة اليمن في ظل وباء فيروس كورونا، وحذرت من انهيار شامل للنظام الصحي، وجاء ذلك في بيان مشترك وصل مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه.

ومن بين تلك المنظمات، المنظمة الدولية للهجرة، منظمة الصحة العالمية، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، اليونيسيف، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، برنامج الأغذية العالمي، منظمة أوكسفام الأميركية.

وحذرت المنظمات من سرعة انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء اليمن، الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. وجاء في البيان أن الأمم المتحدة تمكنت حتى الآن من التأكد من وفاة 50 شخصا وإصابة 253 آخرين بفيروس كورونا، ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.

وحتى الآن تم التأكد من وجود إصابات في عشر محافظات يمنية من أصل 22، مما يدل على انتشاره بشكل واسع النطاق. ولا تستبعد المنظمات أن يكون الفيروس قد انتشر على نطاق أوسع ولكن "نظام الاختبار والإبلاغ لا يزالان محدودين ومن المحتمل أن تكون معظم مناطق البلاد قد تأثرت بالفعل، إن لم يكن جميعها".

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذت على الأرض "إبعاد الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة، مثل الحمى الشديدة والتنفس المضطرب، عن المرافق الصحية التي كانت ممتلئة أو غير قادرة على توفير علاج آمن". وتنبه المنظمات إلى أن "وسائل الصرف الصحي والمياه النظيفة شحيحة في اليمن وأن نصف المرافق الصحية لا تعمل. وحتى تلك التي تعمل يفتقر العديد منها إلى المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات، ناهيك عن الأكسجين والإمدادات الأساسية الأخرى للتصدي لوباء كورونا. أضف إلى ذلك فإن الكثير من العاملين في المجال الصحي والإنساني يفتقرون إلى معدات وقاية. ويضيف البيان أن معظم هؤلاء لا يتلقون أي رواتب أو حوافز.

ولفتت المنظمات الانتباه إلى أن الصراع في اليمن يؤثر سلبيا على النساء والأطفال أكثر من غيرهم. ووصفت المنظمات الوضع في اليمن بأنه "واحد من أسوأ الأماكن على وجه الأرض للاطفال والنساء. فبعد خمس سنوات من النزاع، يحتاج أكثر من 12 مليون طفل و6 ملايين امرأة في سن الإنجاب إلى نوع من المساعدة الإنسانية. إن صحتهم وتغذيتهم وسلامتهم وتعليمهم في خطر بالفعل مع انهيار الأنظمة بسبب القتال". وتعاني أكثر من مليون امرأة يمنية حامل من سوء التغذية، وفي ظل انتشار وباء كورونا فإن هؤلاء النساء معرضات أكثر من غيرهن للخطر.

وحملت تلك المنظمات المسؤولية لتدهور الأوضاع الإنسانية إلى هذا الحد المأساوي إلى استمرار الحرب لأكثر من خمس سنوات. ويشير البيان إلى أن الحرب "دمرت البنية التحتية الصحية في اليمن، وأخضعت اليمنيين لتفشي الأمراض وسوء التغذية المتكرر، وزادت من نقاط الضعف بشكل كبير".

ومنذ بداية العام الحالي اضطر قرابة مئة ألف يمني للنزوح عن أماكن سكناهم لمناطق أخرى داخل اليمن. ويصل عدد المهجرين والنازحين داخليا في اليمن إلى قرابة 3.6 مليون يمني. وتوصف ظروف عيشهم بأنها غير صحية ومزدحمة مما يجعل إجراءات الوقاية كالتباعد الجسدي والتقيد بغسل اليدين بانتظام مستحيلة. وتشير المنظمات إلى وجود وصمة عار فيما يخص التعرض للإصابة ولوم للضحايا مما يزيد من التحديات في عملها. ودعت المنظمات السلطات المعنية في المناطق المختلفة "للإبلاغ عن الحالات وجميع المعلومات الأخرى ذات الصلة بشفافية، وكذلك للتكيف على وجه السرعة وتطبيق التدابير التي يمكن أن تحد من انتشار المرض وتخفيفه. كما ندعوهم إلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة للقضاء على وصمة العار الاجتماعية حول الوباء والتي تمنع الأشخاص من التماس العلاج قبل فوات الأوان".

وقامت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية قامت بنشر فرق الاستجابة السريعة وتعمل على إنشاء وحدات عزل في 59 مستشفى في جميع أنحاء اليمن. وأضافت المنظمات في بيانها "لقد قمنا بشراء ما يقارب من ربع مليون قطعة من مواد الحماية الشخصية ولدينا إمدادات إضافية في طور الإعداد وسندعم 9500 عامل صحي من العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا المستجد." وتقدم وكالات الإغاثة في اليمن المساعدات لأكثر من عشرة ملايين يمني شهريا، حيث أكبر عمليات إغاثة حول العالم. وتمكنت المنظمات الإنسانية حتى الآن من الحيلولة دون انتشار المجاعة عل نطاق واسع كما سيطرت على أكبر تفشي للكوليرا في العالم. وتشير المنظمات إلى أتها تحتاج وبشكل ملح للمساعدات الإنسانية وأن الأمم المتحدة مهددة بإغلاق 31 برنامجا من برامجها من أصل 41 تعمل لتقديم المساعدات الإنسانية في اليمن إن لم تحصل وخلال أسابيع قليلة على 2.4 مليار دولار لتغطية عملها بدءا من يونيو حتى نهاية العام.