المركزي الأوروبي يتوقع انكماش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 12 بالمئة خلال العام الحالي
euronews_icons_loading
قالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي إن اقتصاد منطقة اليورو سوف ينخفض بضعف ما كان عليه خلال أزمة عام 2008. وأضافت لاغارد التي كانت تتحدث إلى بعض الشباب عبر تقنية الفيديو أنه من المرجح أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو بين ثمانية بالمئة و12 بالمئة هذا العام إذ يواجه صعوبات لتجاوز أثر جائحة فيروس كورونا.
وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي "من الواضح أن الأمر يتعلق بسرعة رفع إجراءات الإغلاق والكيفية التي سينتعش بها الاقتصاد فجأة أو تدريجياً مرة أخرى، حيث يتعين معرفة قطاعات النشاط التي ستتضرر بشكل خاص. صحيح أن بعض الدول ستتأثر أكثر من غيرها ومن هذا المنطلق ينبغي علينا أن نحدد كيفية الخروج من الوضع الحالي"
اقتصاد منطقة اليورو سينكمش بنسبة تتراوح ما بين 8 و12 بالمئة
ورسمت لاغارد صورة قاتمة لكيفية خروج منطقة اليورو من جائحة الفيروس التاجي، حيث يواجه البنك المركزي الأوروبي تحديات اقتصادية كبيرة تتجلى معظمها في إيجاد السبل الكفيلة لوضع آلية للحد من الأضرار الاقتصادية لوباء كوفيد-19.
وأبلغت كريستين لاغارد صانعي السياسات المالية من أنحاء العالم بأن البنك يتأهب "لإنكماش كبير" في اقتصاد منطقة اليورو.
وتوقع البنك المركزي الأوروبي تزايد حالة الضعف القائمة في منطقة اليورو بسبب جائحة فيروس كورونا . وذكر البنك إن العواقب الاقتصادية المترتبة على الأزمة سوف تزيد من نقاط ضعف منطقة اليورو حتى في حال انحسار معدلات العدوى من الفيروس.
البنك يتأهب لإنكماش كبير
عمليا يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تدابير مالية بقيمة تصل إلى 1.5 تريليون يورو للتعامل مع تداعيات جائحة كورونا لكن لايزال ثمة انقسام داخل دول التكتل بشأن دعم الاقتصاد حيث ترى كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا أن تمويل الجهد الأوروبي للتعامل مع الأزمة يجب أن يزيد كثيرا عن تريليون يورو هذا العام.
صندوق انعاش بقيمة 500 مليار يورو
رحبت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بصندوق انعاش بقيمة 500 مليار يورو إقترحته فرنسا وألمانيا موضحة أنه سيجلب مساعدة تحتاجها دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تضررا من أزمة فيروس كورونا.
وتعتزم المفوضية الأوروبية تقديم حزمة تحفيز مالية قيمتها تصل إلى 750 مليار يورو بهدف تقديم دفعة للاقتصاد للتغلب على الركود العميق الذي تمر به أوروبا. وسيتم توزيع 500 مليون يورو من الحزمة في صورة منح للدول الأعضاء، فيما سيتم إتاحة 250 مليار يورو في صورة قروض.
حزمة تحفيز مالية قيمتها تصل إلى 750 مليار يورو
لتنفيذ خطة التعافي الأوروبية، تعتقد بعض الأطراف أنه يجب إيجاد موارد جديدة لتعزيز الميزانية الأوروبية على المدى الطويل. واقترحت المفوضية الأوروبية في وقت سابق ثلاثة أنواع من الضرائب بقيمة إجمالية تبلغ 20 مليار يورو سنويًا.
برنامج الشراء الطارئ الوبائي
وفي 18 آذار/مارس أعلن البنك المركزي الأوروبي إطلاق"برنامج الشراء الطارئ الوبائي" بقيمة 750 مليار يورو لشراء قروض عامة وخاصة، في خطوة مفاجئة يسعى من خلالها للحدّ من التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد-19. وتضاف هذه الاستجابة غير المسبوقة إلى برنامج "التيسير الكمي" الذي نُفذ بين آذار/مارس 2015 ونهاية آذار/مارس 2018، ثم أعيد إطلاقه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ارتفاع عدد الشباب العاطلين عن العمل
أفاد تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية بارتفاع عدد الشباب العاطلين عن العمل، وغير المنتظمين في المدارس أوالتدريب المهني، مشيرا إلى أن الإناث هن من أكثر المتأثرين بهذا الوضع مقارنة بالذكور. ووفقا للمنظمة الأممية فإن الشباب يتأثرون بشكل غير متناسب بسبب الوباء. في حين أن أولئك الذين ظلوا يعملون، شهدوا تخفيض ساعات عملهم بنسبة 23 بالمئة، كما تقول منظمة العمل الدولية. كما توقف أكثر من واحد من كل ستة من الشباب عن العمل منذ ظهور جائحة الفيروس التاجي.
قال سانغيون لي، مدير إدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية "إن تقريرنا يظهر أن التكنولوجيا تمثل في الوقت نفسه فرصا ومخاطر بالنسبة للشباب في سوق العمل. ومن المحتمل أن تؤدي التطورات الاقتصادية والسياسية الآنية، وكذلك مستجدات فيروس كورونا، إلى زيادة عوامل الخطر وبالتالي زيادة بطالة الشباب في السنوات القادمة، بدلا من تقليلها".
يواجه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، خطرا أعظم مقارنة مع العمال الأكبر سنا بفقدان وظائفهم بسبب الظروف الحالية حسب المنظمة. وقالت سوكتي داسغوبتا، رئيسة فرع سياسات العمالة وسوق العمل بإدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية: "الشباب في وضع غير مؤات بالفعل في سوق العمل. بلغ معدل البطالة لدى الشباب 13.6 بالمئة، وهو تقريبا ضعف معدل الأكبر سنا. لكن هناك أيضا، 267 مليون شاب في وضع العاطلين عن العمل، وغير منتظمين في المدارس والتدريب المهني. وأوضحت داسغوبتا أن "اثنين من بين كل ثلاثة شباب في وضع العاطلين عن العمل، وغير منتظمين في المدارس والتدريب المهني هم من الإناث.
وحذرت لاغارد دول الاتحاد الأوروبي من أخطار "التحرك القليل جداً وبشكل متأخر جداً" قائلة إنها تخشى أن يواجه الاتحاد الأوروبي أسوأ ركود في تاريخه. ومن المتوقع بحسب أرقام صندوق النقد الدولي أن يسجل الاتحاد الأوروبي الذي يخضع معظم سكانه للحجر الصحي، تراجعاً بنسبة 7,1 بالمئة في إجمالي ناتجه الداخلي هذا العام. وقد تكون الأزمة التي تهدد دول منطقة اليورو الـ 19 الأسوأ منذ اعتماد العملة الموحدة عام 1999.
- انهيار غير مسبوق لنشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو
- تراجع معدلات البطالة في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها منذ أزمة 2008
- البنك الأوروبي ينتقد "تهاون" حكومات منطقة اليورو في مواجهة كورونا
- كيف تنسق منطقة اليورو لمواجهة التداعيات الفورية للكساد الاقتصادي؟