ألمانيا .. لجنة لمكافحة التطرف اليميني في القوات الخاصة
by المصدر:أمرت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب كارنباور، بتشكيل لجنة عمل للوقوف على أسباب تزايد حالات التطرف اليميني بين صفوف القوات الخاصة في الجيش.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها، الأربعاء، إن الوزيرة كلفت بإجراء ”تحليل هيكلي“ للقوات الخاصة وتقديم استنتاجات عن كيفية مكافحة الاتجاهات اليمينية المتطرفة بصورة أفضل ضمن صفوف هذه القوات.
ومن المقرر أن تشارك في هذه المهمة أيضًا المفوضة الألمانية الجديدة لشؤون الجيش، إيفا هوغل، على أن ترفع نتائج وتقارير اللجنة، لاحقًا، للبرلمان الألماني (البوندستاغ).
في غضون ذلك، أدان قائد القوات الألمانية الخاصة، ماركوس كرايتماير، وجود توجهات يمينية متطرفة في القوات الخاصة العسكرية.
وقال كرايتماير في خطاب لجنوده، الثلاثاء:“لا أبالغ عندما أقول إن قواتنا تمر حاليًا بأصعب مرحلة في تاريخها“.
وذكر القائد العسكري الألماني أنه في وسط المجتمع الألماني كان ولا يزال هناك أفراد يمكن حسابهم بوضوح على ما يسمى بالطيف اليميني، سواء بسبب افتقارهم للولاء الدستوري أو قربهم من حركة مواطني الرايخ أو فكرهم اليميني المتطرف ودعمهم للأيديولوجيات اليمينية المتطرفة، فإنهم جميعًا ألحقوا ضررًا بالغًا بسمعة القوات الخاصة والجيش الألماني ككل“.
ويأتي ذلك بينما يستعرض أنصار اليمين المتطرف في ألمانيا، المتمثل بصورة خاصة في ”حزب البديل من أجل ألمانيا“، عضلاتهم، هذه الأيام، في وجه ما يصفونه بـ“مؤامرة كورونا“، معتبرين أنفسهم ”مدافعين عن الحريات والديمقراطية“، في استثمار متعمد للوباء، من أجل رفع شعبيته أمام تصاعد شعبية المسشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إذ تبدي غالبية الألمان رضاها عن تعاطي المستشارة مع أزمة كورونا.
ويرى خبراء أن هذا التحرك اليمني يستهدف الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، بالدرجة الأولى، أكثر من كونه حرصًا على سلامة الألمان والخوف على الحريات، جراء التدابير الاحترازية المتخذة في البلاد لمواجهة الوباء.
وعلى الرغم من توجه برلين نحو التخفيف التدريجي لقرارات الإغلاق، غير أن اليمين المتطرف يستغل الظروف ويخرج في مظاهرات تدعو إلى احترام الحريات، وتخفيف قيود الحركة، بهدف تأليب الرأي العام ضد الائتلاف الحاكم.
ويقدر جهاز الاستخبارات الداخلي الألماني أعداد النواة الصلبة لليمين المتطرف في البلاد بنحو 13 ألفًا هم قادرون على ممارسة العنف والقتل.
وفي سياق التحذيرات من خطر تصاعد اليمين المتطرف في البلاد، قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، في وقت سابق، الأربعاء، إن عدد جرائم معاداة السامية في ألمانيا ارتفع العام الماضي بنسبة 13% ملقيًا باللوم الكامل في ذلك على المتطرفين من التيار اليميني.
وقال زيهوفر وهو من المحافظين بولاية بافاريا:“التهديد الأكبر في بلادنا يأتي من اليمين، وهذا واقع … يتعين علينا أن نظل حذرين ونتصدى له“.
وسجلت السلطات الألمانية 2032 جريمة ذات صلة بمعاداة السامية العام الماضي بزيادة 13% عن عددها في 2018.
وكانت ميركل قالت في تصريحات سابقة إنه يتعين على ألمانيا ”الكفاح بقوة ضد اليمين المتطرف الذي لا يزال يشكل تهديدًا جديًا، ومحاربة التطرف لا يجب أن تكون تابو في المجتمع، بل يجب على الولايات الألمانية اتخاذ إجراءات صارمة ضد المجموعات الراديكالية“.