https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1822/itehamm_952232_large.jpg

اتهام حزب الله بترك «البرتقالي» يواجه الفساد وحيدا بين الحقيقة والوهم ..

by

 

نصرالله يمنح «التيار» فرصة للمراجعة فمتى تنتهي فترة «السماح»؟

هامش باسيل «للمناورة» داخلي .. والرهان الخارجي»دعسة ناقصة»

ابراهيم ناصرالدين

قدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاذاعية فرصة جديدة، للتيار الوطني الحر، لاصلاح الخلل الواضح في البنية الفكرية والتنظيمية لدى الكثير من القيادات «البرتقالية» التي تغالي في «حماستها» وتلامس في انتقاداتها للحليف المفترض  «خطوطا حمراء»، يفترض ان تكون قد اصبحت وراء الجميع بعد كل تلك السنوات من التعاون المثمر بين الطرفين، وكانت اولى ثمراته وصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا..لكن هل افتراض «حسن النية» لدى حزب الله المتمسك بتحالفه مع «التيار»، جهل بالواقع، ام محاولة لمساعدة «ميرنا الشالوحي» للعودة الى «طريق الصواب»باقل الاضرار الممكنة؟

طبعا يدرك حزب الله، بان الحملة الممنهجة التي قام بها عدد من قيادي ونواب التيار الوطني الحر، ليست مجرد «زلة لسان» من بعض «المتمردين»، وكان من الواضح ان «امر العمليات» من القيادة للضغط العلني على الحليف قد صدر من اعلى المستويات القيادية، وحتى رئيس التيار جبران باسيل لم يختبىء وراء «اصابعه» عندما تحدث عن قوى الامر الواقع على «المعابر غير الشرعية»، لكن السيد نصرالله العارف بواقع الامور وخلفياتها لم يكن في صدد الانجرار وراء «العاب صبيانية» يمارسها الطرف الاخر في توقيت سيء للغاية، وكان واضحا وشفافا في ايصال «رسالة» مفادها بان هذا الاسلوب لن يغير مسألتين اساسيتين، الاولى عمق هذا التحالف المصان «بعباءة» الرئاسة الاولى، المبنية على الاستراتيجيا مع الرئيس ميشال عون، والثانية ان هذا الحملات لن تدفع الحزب الى تغيير استراتيجياته واولوياته «والسقوف» التي يتعامل بها مع الحلفاء، وهو من خلال المقارنة التي اجراها بين الحزب القومي السوري «والتيار»، اراد ان يكون حاسما بالاشارة الى ان عنوان تحالفات حزب الله هو «الوفاء» للجميع، وليس لديه تحالف «بسمنة» وآخر «بزيت»، والحزب لن يكون «اداة» لدى احد لتصفية الحسابات السياسية بين «الحلفاء»، وهو الامر الذي لا يتفهمه «التيار» ويريد لنفسه معاملة خاصة تتجاوز الاخرين عبر «منية» الغطاء المسيحي الذي يمنحه للحزب.

هذه «النقطة» الاشكالية ليست «صالحة» لابتزاز الحزب، كما تقول اوساط سياسية مقربة من الحزب، لان الغطاء الفعلي لسلاح المقاومة ليس بالموقف السياسي او الغطاء الطائفي، بل بقوته الذاتية التي نجحت في ايجاد التوازنات الرادعة مع القوى الخارجية، ولو كان الحزب ضعيفا اليوم، لما استطاع لا تفاهم «مارمخائيل» حمايته، ولا كل الاجماع اللبناني حوله، قادر على ذلك، فقبل العام 2005كان الجميع في «الخندق الاخر» بما فيهم التيار الوطني الحر، وازدادت المقاومة قوة، وحتى «انقلاب» رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ووصفه معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» «بالخشبية»، لم يهز هذه القوة ذات البعد الوطني والاقليمي، ولذلك ثمة خلل كبير في الادراك لدى قيادة التيار الوطني الحر ان كانت تظن انها قادرة على «لي ذراع» حزب الله من خلال الاعتقاد بانها تملك افضلية تامين «الغطاء» المسيحي الذي يعتقد حزب الله حتى اليوم انها كانت قناعة ذاتية، وليست مصلحية، وهنا مسؤولية قيادة «ميرنا الشالوحي» بان تثبت ان حليفها ليس مخطأ في تقييمه..

اما حجة «التيار» القائلة بان حزب الله لا يواكبها في «المعركة» ضد الفساد، فيبقى السؤال المركزي اليوم من شقين، الاول يتعلق بحجم ادعاء المفاجئة في هذا السياق، مع علم «ميرنا الشالوحي» المسبق بحجم «الالغام» التي تعترض قدرة الحزب على المشاركة في هذا الملف، هذا مع افتراض وجوده اصلا ..والشق الثاني يتعلق بعنوان المعركة، فهل صحيح ان التيار الوطني الحر يخوض فعليا معركة اصلاح ولا يجد شريكا يدعمه؟ اين؟ وكيف؟

في الشق الاول، وحده الجاهل بوقائع الامور يعتقد بان حزب الله قادر على ان يكون راس حربة» غير «تقليدية» في مواجهة الفساد، فالامر يتطلب خروجا من تحالفه مع حركة امل، والتيار الوطني الحر،وتيار المردة،وغيرهم من قوة 8 آذار، «وفتح» جبهات مع تيار المستقبل،والحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية،والدخول في عملية نقد ذاتي لكل مراحل مشاركته في الحكومات السابقة، ودور وزراءه ونوابه،وهذا الامرغير واقعي، فالكل متورط، ولن يقبل احد بان ينصب الحزب نفسه «قاضيا» عليه، وستذهب الامور نحو «الخراب»، ولذلك فان «المزايدة» بهذا الشان في غير مكانها، والحزب لم «يغش» احدا في هذا الموضوع، دوره محصور بتجميع ملفات وارسالها الى القضاء، ومن يدعي غير ذلك «فهم غلط»..

في المقابل، ليس صحيحا ان التيار الوطني الحر يخوض معركة اصلاح،وحزب الله «خذله»، وآخر الادلة «الحسية» على ذلك ان «عاصفة الانتقادات» الاخيرة من قبل «البرتقالي» سببها الرئيسي تصويت وزراء حزب الله في الحكومة ضد تمرير انشاء معمل كهرباء في سلعاتا البترونية لانه مخالف لكل قواعد «الشفافية» والاصلاح والتغيير، ويكبد الخزينة اموالا طائلة في غير مكانها، فاين الاصلاح من ذلك؟ وهل الملطوب ان يغطي الحزب تجاوز الحليف فقط لانه يريد تسجيل النقاط على الساحة المسيحية؟ واذا عاد مجلس الوزراء عن قراره بعد تدخل الرئيس فهل يصبح عندها الحزب شريكا في محاربة الفساد؟

وبالعودة قليلا الى الوراء يبقى السؤال المركزي اين كان «الاصلاح»عندما انجز الوزير جبران باسيل «التسوية» الرئاسية مع رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري؟ الم تكن «حفلة» محاصصة بين الرجلين دفع ثمنها الجميع ؟ وماذا ايضا عن «المحاصصة» في اتفاق معراب؟ واليوم بعد سقوطهما يريد «التيار» من الحزب ان يخوض معه معارك جانبية لتحجيم سليمان فرنجية، وابقاء الرئيس بري تحت الضغط، وشل حركة رئيس الحكومة حسان دياب، وتهميش القوى الاخرى، مع العلم ان كل هذه المعارك لا صلة لها من قريب او بعيد بمكافحة الفساد..مع العلم ان حزب الله دفع الكثر من «ماء وجهه» لانه «سكت»خلال السنوات القليلة الماضية، ولا يزال، على خوض حليفه « معركة» استعادة حقوق المسيحيين، ما ادى الى انتهاكات وطنية دفع ثمنها كل من تقدم الى وظيفة عبر «مجلس الخدمة المدنية»...

وازاء ما تقدم، يبدو واضحا ان حزب الله متمسك بتحالفه مع «التيار»، ولا مؤشرات جدية حتى الان بان «ميرنا الشالوحي» ستغامر باتخاذ قرار بالخروج من اتفاق «مارمخايل»، لان هامش باسيل للمناورة «ضيق»، لكن ثمة تخبط واضح في الاداء السياسي «البرتقالي»، والحزب سيبقى متسامحا مع حليفه اذا كان يحاول «النجاة» بنفسه من العقوبات الاميركية المفترضة، وسيبقى متسامحا ايضا اذا ما كان تصريف كل هذه الحملة لمجرد تقوية موقف داخلي في «الشارع» المسيحي لتعويض خسائر السنوات الماضية، لكن الامور ستذهب في اتجاه آخر، اذا ما تمادى باسيل في الحسابات الخاطئة وراهن مثلاعلى نتائج الغذاء مع السفيرة الأميركية الجديدة دوروتي شيّا في اللقلوق، عندها سنكون امام «دعسة ناقصة»، واذا كان الحزب قد «هضم» على مضض ملف تهريب العميل عامر الفاخوري، ولم يمانع المفاوضات مع «صندوق النقد الدولي»،فعلى الحلفاء قبل الخصوم ان لا يفهموا «غلط»مرة جديدة، فما سبق ليس مؤشرا على ضعف، ولذلك لن يكون الحزب متسامحا ابدا مع اي تواطؤ مع الاميركيين في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، او في مسألة توسيع مهمات اليونيفيل، وغيرها من الملفات «الحساسة» اقليميا مع دخول «الكباش» مع واشنطن مرحلة جديدة وصعبة..