مصر.. كورونا بين الشلولو وعصير البرسيم
by سعد يوسفكورونا.. ذلك الفيروس البيولوجي الذي لم يره أحد، والذي أرعب العالم حكاما ومحكومين وما زال، فلا يملك حاكم أن يأمر باعتقاله، أو يلفق له قضية، أو يتهمه بالخيانة العظمى، أو التجسس لدولة معادية، أو أنه مأجور أو موجه، أو يعمل لحساب جهات خارجية، أو أنه تسلل عبر الحدود في غفلة من الحراس وبمساعدة الأشرار.. ولا يستطيع حاكم إخفاءه قسريا، أو أن يحرض عليه إعلاما يكيل له الاتهامات، أو قضاء يحكم عليه بالمؤبد أو الإعدام.. ولا شعب يوقفه عند حده، أو ينزل الشوارع يغني ويرقص له، فهو يتلاعب بالصغير والكبير دون استثناء، الكل منه على حذر، والجميع يتوسل إليه، فهو المأمور من رب العالمين.
ألزم الجميع بالحجر الصحي المنزلي، والتباعد الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة.. وكشفت جائحة كورونا عن انهيار المنظومة الصحية في كثير من الدول، وأثرت سلبا على المستوى الاقتصادي، وخسر العالم خسارة فادحة، حتى عانى كثير من رجال الأعمال وأصحاب الأموال من هذه الجائحة؛ فخرجت الدول الكبرى تبحث عن علاج يعيد للحياة طبيعتها من جديد، إلا أن الجميع أوشك على الفشل في ذلك واقترب من الاستسلام للأمر الواقع، حتى جاءت المعجزة التي ستنقذ البشرية من هذه الجائحة.
جاءت المعجزة من مصر الكنانة أقدم دولة في التاريخ، صاحبة الحضارات، وأم الدنيا، وأبو الأهرامات، جاءت المعجزة كما جاءت من قبل وأنقذت الشعب المصري من فيروس سي والإيدز، وأصبحت بفضل "صابع كفتة" خالية تماما من هذا الوباء، واحتفل الإعلام بهذا النصر العالمي، لتكون بذلك قد حققت الهدف بأقل تكلفة.
وقد حصل البروفيسور عبد العاطي كفته على براءة الاختراع، مما ساهم في تطوير المنظومة الصحية وجعلها منظومة عالمية يشار إليها بالبنان، بل ساهم هذا النصر العظيم في انهيار قيمة الدولار أمام الجنية المصري وأصبح الدولار بـ15 جنيها بدلا من 18 جنيها، مما يعد معجزة بكل المقاييس، حتى عمّ الرخاء، وانخفضت الأسعار، وتزوج الشباب، وحققت مصر من وراء هذا الاختراع نجاحا حيّر العالم.. "صابع كفتة" يصنع كل هذه المعجزات!!
حتى أنه ساهم في تطوير التشريع البرلماني، وسن القوانين المواكبة لكوكب الأرض، وكوكب زحل، وحققت مصر طفرة خيالية في التعليم حتى أنها حصلت على المخدة الأولى لجودة التعليم، وساهم ذلك في تحسين كبير في مرتبات المعلمين، وقضت على الفقر تماما.. وصنعت مصر بنية تحتية خرسانية رملية مهلبية تشهد لها أول شتوية، لتكون شاهدة على هذا النصر الذي شككت فيه قلة قليلة تكره النجاح والفلاح والتفاح بعد أن اعتكف البروفيسور عبد العاطي كفتة في معمله أكثر من 50 عاما يعمل في صمت، متترسا بأجود أنواع البقدونس والكزبرة، والقليل من الفيجيتار الذي يجعل الكفتة متماسكة قوية صلبة لا تتأثر إلا بالطحينة، فقد حقق هذا الاختراع وهذا النصر أكبر معجزة في عصرنا الحديث.
حتى جاء كورونا، هذا الفيروس العالمي الذي يطيح بالجميع ظنا منه أنه لن يقدر عليه أحد، فكان الجهابذة في مصر الكنانة له بالمرصاد، فخرج هذه المرة عالم جهبذ في وسائل الإعلام يقدم مصلا سحريا.. لا تقولي كفته ولا طحينة، بل قل "الشلولو وعصير البرسيم".. هذا الشلولو الذي كان يستخدم أيام الفراعنة، وكان له الفضل الكبير في تقوية المناعة لدى العمال الذين شيدوا الأهرامات الثلاثة، وبرج الجزيرة، وطوروا حدائق ومنتزهات القناطر الخيرية.
ووقف العالم حائرا أمام هذا المصل العجيب، وبالفحص والتضليل والتدليس والاستخفاف تبين الآتي:
أن الشلولو قادر فعلا على كبح جماح كورونا، خصوصا مع ثوم عالي وكمون عالي.
إلا أنه قد يصيب البعض بالشلل باعتباره شلولو، وبالتحليل الدقيق لم يتبين هل الشلل نصفي أم رباعي؟ وبمزيد من الفحص تبين أن الشلل دماغي.. قلبي.. ضميري.. إنساني!!
لذلك، ينصح علماء إحياء الضمير الإنساني التعامل مع المصل بحذر شديد، وتحت إشراف وزارة البامية الخضراء لضمان سرعة الشفاء.
وما زال الإبداع مستمرا من مصر الكنانة أم الدنيا، فهذا جهبذ كبير يحدثنا عن مصل آخر، يتشابه كثيرا مع الشلولو في اللون لا في الطعم، ألا وهو عصير البرسيم، هذا الشراب النقي الصافي أخضر اللون، صاحب رائحة زكية، مع أن "زكية" ماتت منذ زمن في حادثة موتوسيكل، إلا أنه ما زال محتفظا برائحته الفوّاحة!!
وبعد هذا التصريح، أكد علماء الفضاء الداخلي والخارجي، وعلماء ميثو بيولوجي، بأنه يجب استخدام عصير البرسيم تحت إشراف طبيب بيطري خبرة 200 سنة كحد أدنى، لتجنب الآثار الناتجة التي قد يسببها المصل الأخضر.
كما أكد أيضا "علماء البرسيم الجاف" أن تعاطي عصير البرسيم دون إشراف الطبيب قد يتسبب في تغير ملامح الوجه فيطيل الأذن 50 ضعفا، وكذلك يتغير لون الفم والأسنان، ومن ثم يخرج منها رائحة كريهة تلزم صاحبها بالحجر الصحي في حظيرته.
وحتى نتجنب هذه الآثار الحيوانية الناتجة عن استخدام المصل دون إشراف الطبيب، نؤكد أن كوبا واحدا من عصير البرسيم قبل الخامسة صباحا مع ربطة برسيم جاف يقوي مناعة الحيوانات.
وفي تصريح شهير لعلماء الضمير الإنساني أكدوا فيه أن العالم فقد وخسر إنسانيته أمام الشلولو، وعصير البرسيم.
فقولوا معي إنا لله وإنا إليه راجعون.