صحف غربية ترصد معاناة رجال الأعمال الفلسطينين في ظل كورونا
by أحمد إبراهيمأعرب عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين عن رغبتهم في أن تعم السكينة والهدوء المناطق الفلسطينية لتحقيق عدد من المكاسب المأمولة عقب فترة طويلة من الركود تعرضوا لها منذ انتشار جائحة كورونا وما ترتب على ذلك من إغلاق للاقتصاد والمناطق الفلسطينية.
ورصدت بعض من الصحف الغربية مطالبة الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين بضرورة تحلي السلطة بالهدوء حتى يتمكنوا من إعادة بناء الاقتصاد من جديد عقب الأضرار التي أصابته نتيجة لجائحة كورونا، ونبهت هذه التقارير إلى أن ما يهم هؤلاء الرجال الآن وفي الوقت الحالي هو العمل وعدم الحديث عن الأمور السياسية ومنها على سبيل المثال التصعيد المتوقع بسبب إعلان إسرائيل عن ضمها للأراضي في الضفة الغربية، خاصة وأن تطبيق هذه الخطة لن يحدث وتعترض عليه الكثير من الجهات سواء السياسية أو الأمنية في العالم.
وتشير صحيفة "مترو" الشعبية البريطانية إلى أهمية ودقة هذا التحدي الاقتصادي الفلسطيني، خاصة وأن بعض من القوى الفلسطينية ترغب في التصعيد السياسي بل والعسكري الآن، وهو ما لا يوافق عليه رجال الأعمال الفلسطينيين ممن يدركون تماماً أن الهدوء والاستقرار مفتاحاً استعادة الثقة الاقتصادية لهم.
وقالت الصحيفة إن بعض من الرسائل المتبادلة بين هؤلاء الرجال طالبت بذلك، حتى أن جمعية رجال الأعمال الفلسطينية اشارت إلى ضرورة الاهتمام الآن بالوضع الاقتصادي، والتوقف بأي شكل عن الحديث عن أي تصعيد أو أزمة سياسية تعيشها السلطة الآن، خاصة وأن إعادة بناء الوضع الاقتصادي واستعادة النشاط المتوقف باتا يمثلا تحدياً أستراتيجياً اقتصادياً مهم، وهو التحدي الذي يتطلب بعض من الخطوات من أجل إنجاحه.
وتشير الصحيفة إلى أن الاقتصاد الفلسطيني يواجه الكثير من التحديات الآن، خاصة مع اتجاهه إلى مرحلة التعايش مع فيروس كورونا محلياً، خلال الفترة القريبة المقبلة.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذا يأتي مع عدم قدرة غالبية المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الاستمرار أكثر في ظل حالة غلق جزئية، امتثالاً لتعليمات حكومية.
جدير بالذكر إن بعض من البيانات الفلسطينية الرسمية أشارت إلى أن قرابة 93% من المنشآت والشركات العاملة في السوق الفلسطينية، مصنفة على أنها صغيرة ومتوسط ومتناهية الصغر (SMEs)، وتتراوح قدرتها على الاستمرار بالوضع الحالي بين شهر إلى 3 شهور بحد أقصى، الأمر الذي يزيد من دقة التحدي الاقتصادي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهتها أشارت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في تقرير لها إلى أهمية هذه الخطوة، مشيرة في ذات الوقت إلى تصريحات رئيس اتحاد جميعات رجال الأعمال الفلسطينيين أسامة عمرو، والذي قال إن الاقتصاد ليس جاهزاً بنسبة 100% لمواجهة الفيروس واتخاذ التدابير لمنع تفشيه داخل الأسواق المحلية.
غير أن عمرو أكد في هذه التصريحات التي نقلتها الصحيفة أن مرحلة التعايش الاقتصادي مع الفيروس باتت مرحلة لا بد منها، "لأن الاقتصاد لا يمكنه الاستمرار بوقف عجلة النشاط في الأسواق.. لقد وصلنا إلى مرحلة صعبة من الاستمرار بعد شهرين من الغلق شبه الكامل".
اللافت أن الكثير من القوى سواء السياسية أو الأمنية في العالم شككت بدورها في إمكانية تنفيذ خطة الضم التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهو التشكك النابع من عدة أعتبارات، أولها صعوبة تطبيق هذه الخطة لوجود الكثير من العراقيل سواء السياسية أو الاستراتيجية أمامها. بالاضافة إلى اعتراض الكثير من الدول والكيانات الدولية والتجمعات السياسية ضدها، والاتفاق على مطالبة إسرائيل بضرورة التصدي لها وعدم الموافقة على تمريرها.
وتشير صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها إلى دقة وخطورة هذه الخطة، والأهم صعوبة تنفيذها خاصة وأن بها الكثير من العراقيل، أبرزها صعوبة التطبيق على الأرض.
بالاضافة إلى تكلفتها المادية الكبيرة، وهي التكلفة التي لن تستطيع لا إسرائيل أو الولايات المتحدة، باعتبارها الطرف الداعم الأبرز لهذه الخطة، على دفعها الآن، خاصة في ظل الخسائر التي تتكبدها دول العالم نتيجة لوباء كورونا.
وقالت الصحيفة إن العالم الآن لا يريد ان يفتح صفحة جديدة من الصراعات الاستراتيجية، خاصة في ظل التعاطي مع وباء كورونا، الأمر الذي يقلل من فرص تطبيق هذه الخطة ويجعل من المستحيل تنفيذها الآن.
المثير للانتباه في ذات الوقت أن هناك معسكراً في إسرائيل أو الولايات المتحدة يحاول تمرير تسريبات بأن هناك رضا إقليمي عن هذه الخطة، إلا أن الواضح أن هذه التسريبات تعكس عجز الحكومة الإسرائيلية بل وربما توجسها أو خوفها من خطورة تطبيق أو تنفيذ هذه الخطوة واستحالة تنفيذة، بحسب طرح الصحيفة.