الكارثة السورية في 9 أعوام .. 700 ألف قتيل ونصف تريليون دولار
by المصدر:كشف تقرير صدر اليوم الأربعاء، عن ”المركز السوري لبحوث السياسات“ أرقاما مخيفة تتعلق بالفاتورة الباهظة، بشريا واقتصاديا، للحرب السورية التي تسببت في مقتل نحو 700 ألف شخص وخسائر مادية تتخطى نصف تريليون دولار.
وأطلق المركز مضمون التقرير الذي جاء بعنوان ”العدالة لتجاوز النزاع“، في بيروت عبر تقديم تحليل متعدد الأبعاد لآثار النزاع في سوريا، والمتواصل منذ أكثر من تسع سنوات.
وأوضح التقرير أن 40% من البنية التحتية في سوريا تعرضت للتدمير والضرر، فيما بلغ معدل الفقر 86% بين السوريين البالغ عددهم حوالي 22 مليونا.
وإضافة إلى الحصيلة البشرية الثقيلة والتي بلغت 690 ألف قتيل، فإن النزاع السوري أدى إلى خروج 13 مليونا من بيوتهم نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج، في وقت يعيش 2.4 مليون طفل خارج المدارس داخل البلاد، فضلا عن أرقام مشابهة لأطفال سوريين حرموا من المدارس في بلدان اللجوء المختلفة.
وأوضح التقرير أن التعليم في سوريا، إضافة إلى وضعه المتردي، يطبق ستة مناهج وذلك تبعا لمناطق النفوذ المقسمة بين مناطق الحكومة السورية، ومناطق الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، ومناطق التنظيمات المتشددة في إدلب، فضلا عن مناطق تحتلها تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا، شرق وغرب نهر الفرات.
ووفقا لخبراء، فإن هذه الأرقام الصادمة تشكل تحديا أمام أية جهود لإعادة الإعمار في البلاد، خصوصا وأن تقديرات المركز للخسائر الاقتصادية تفوق تقديرات سابقة، توقعت في أسوأ السيناريوهات، أن إجمالي خسائر الأزمة السورية لن تتجاوز الـ 400 مليار دولار.
تدهور الليرة
وكانت الليرة السورية قد شهدت تدهورا خلال الأسابيع الماضية، إذ سجل الدولار الأمريكي صعودا حادا في مقابل الليرة السورية التي هبطت قيمتها إلى مستويات قياسية، فقد تجاوز سعر صرف الدولار 1500 ليرة سورية، وهو ما أدى إلى غلاء فاحش في الأسعار، وعدم قدرة شرائح واسعة من السوريين على تأمين الاحتياجات اليومية الأساسية بعد أن فقدت الليرة قيمتها الشرائية.
ومن المتوقع أن يؤدي ”قانون قيصر“ الأمريكي الذي يتضمن عقوبات جديدة على سوريا، والذي يبدأ تنفيذه منتصف الشهر المقبل، إلى زيادة الأعباء على الوضعين المعيشي والاقتصادي.
وسجّل إجمالي العمالة انخفاضا حادا أثناء النزاع من 5.184 مليون عامل إلى 3.058 مليون، فيما ارتفع معدل البطالة من 14.9% إلى 42.3%، وفقد سوق العمل 3.7 مليون فرصة عمل.
وتسبّب النزاع في نزوح قسري لأكثر من 5.6 مليون شخص بحثا عن الأمان في لبنان، وتركيا، والأردن، ودول مضيفة أخرى، بينما وصل عدد النازحين داخليا إلى 6.14 مليون، وهو أكبر عدد من النازحين داخليا بسبب نزاع في العالم.
ويعتبر التقرير، في جانبه التحليلي، أن تفاقم الظلم يمثل أحد الجذور الرئيسة للنزاع السوري، ولاسيما الإقصاء السياسي، وانتهاك الحقوق المدنية، وانعدام المساءلة، واستخدام القوة لإلغاء صوت المواطنين وتمثيلهم.
يشار إلى أن المركز السوري لبحوث السياسات هو مؤسسة بحثية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، يعمل على إنتاج البحوث الموجهة للسياسات العامة بهدف تقليص الفجوة بين البحث وصناعة السياسات، والمساهمة في تطوير حوار سياسي تشاركي مبني على الأدلة للوصول إلى بدائل تحقق تنمية مستدامة.