"تعديل الطائف".. الشيعة يلوحون بالصيغة الجديدة
by علي منتشلمح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس في معرض تأكيده على ان اسقاط النظام اللبناني دفعة واحدة امر مستحيل، وأشار الى انه من الممكن ادخال تعديلات على الطائف. كلام نصرالله جاء بعد كلام اثار الكثير من الجدل للمفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان الذي قال في بعضه ان صيغة بشارة الخوري ورياض الصلح لم تعد صالحة.
ليس في الضرورة ان يكون كلام الرجلين منسقاً، لكن الواضح ان حراكاً شيعياً بدأ يطفو على السطح يحاول احداث نوع من التوازن في المعارك السياسية القائمة، ويلوح من اجل هذا التوازن بتعديل الطائف، وما يعنيه ذلك من "صيغة حكم جديدة".
تقول مصادر مطلعة ان "حزب الله" يرغب منذ مدة بالذهاب بعيداً في مسألة تعديل الطائف لكنه في الوقت نفسه لم يكن يرغب بالذهاب الى اشتباك سياسي مع اي من القوى او الاطراف السياسية او المذهبية، لذلك طرح نصرالله قبل سنوات فكرة المؤتمر التأسيسي ليعود ويسحبها.
وتشير المصادر الى ان الحزب يمهد لما بعد الإنهيار الذي نمر به، وهو يعتبر ان المكونات الاخرى ستكون الاكثر تأثراً على المستوى الأمني والمعيشي والاقتصادي، في حين ان تحضيراته واستعداداته ستخفف من وطأة الكارثة في الساحة الشيعية، او الاصح ان المجتمع الشيعي الذي سيتأثر حتماً، سيكون الأقل تأثراً مقارنة بغيره، وعليه فهو سيخرج من هذه الأزمة الأقدر على الاستثمار بها.
وتلفت المصادر الى ان أمرين قد يعتبرهما الحزب سببا منطقياً للذهاب نحو التعديل، الأول الانتصار في سوريا، وهو النصر الذي لم يقرشه الحزب حتى اللحظة، وبما ان تقريش الحزب لهذا النصر غير ممكن بساحات اخرى فإن تقريشه في الساحة اللبنانية لا يكون الا بما يشبه او يعادل المؤتمر التأسيسي. اما الامر الثاني فهو الحرب المالية التي يستعمل الاميركيون فيها ادوات داخلية من الدولة العمقية، لذلك فإن ثمن الصمود وربما تخطي هذه الأزمة سيكون السيطرة على جزء من هذه الدولة وتبديل قواعد هذه الصيغة لصالح الشيعة عموماً.
يتجنب الحزب الحديث بهذا المنطق، لكنه في الواقع أجل الدخول في مسألة تعديل الصيغة بعد الحرب السورية ربما لانه حصل على ما يعادلها عملياً، ايصال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي ادى عملياً الى اضطرابات دستورية حقيقية بين رئاسة الجمهورية والحكومة.
اليوم يدخل "الحزب" جدياً باب التلويح بتعديل الصيغة، مما قد يفتح نقاشاً حقيقياً في الساحة اللبنانية في ظل الحراك الشعبي المتنامي، لكن السؤال هل يعطي الانهيار المقبل ترف الذهاب الى مثل هذه النقاشات؟
ترى المصادر ان الحزب قد يكون في اطار لعب لعبة التفاوض وتحسين الشروط والتلويح بأوراق القوة، لمنع الاميركيين من الذهاب بعيداً في العقوبات وفي منع انقاذ البلد، اذ ان تغيير الصيغة لن تكون في مصلحة نفوذ واشنطن، مثلها مثل فتح الحدود مع سوريا والتوجه شرقاً، مثلها مثل الانهيار الكامل الذي قد يستفيد منه "حزب الله". قد يكون ما يحصل هو رفع للسقف خلال المفاوضات ليس الا.