تحية إلى الوطن في عيد استقلاله
أيها الوطن الساكن، في نبضي : ها أنا أكتب اسمك في هذا الوقت وأنا بعيد عنك، أحرص على كبرياءك وبهاء صورتك وألتهب حماسة لزراعة أرضك ، أحمل رايتك وأتقدم بها الى الزمان المعاصر لأحصل على مكان كريم تحت هذه الشمس وأنا أتسلح بلغة أبي الطيب وفكر الكواكبي .و أنا حين أتقدم اليك فإني أدرك أنني محتاج اليك ، .بهي وجميل أيها الوطن ، أنت نبع من الصبر والمودة ودم الشهداء قادم من صفحات تاريخ الأمة وأبناؤك يراجعون ما خطه الآباء في دفاترك وينادون عليك لست وحدك وهذا الزمان سعيد بوقع خطاك ونحن معك .... ألست وطني الرائع فأنت من كبرى أنعم المولى علينا الذي أسبغ الله عليك الرزق وكساك الجمال وجعل لك آية السبق في الأولين ليلحق بها المتخلفون وامتحنها في الحاضرين لتنهض فتلحق بالسابقين .
وطني : منذ بزغت شمس هذا القرن وأهلنا الطيبون يقرأون ويزرعون ويقاتلون؛ حتى استوى هذا الوطن بين أقاليم الأمة نموذجا نستمد ألوانه من وجوه الشهداء وألق الصحابة وظلت أرضنا تحتضن ذراعي جعفر وأجفان زيد وعيون بن رواحة وكلما أشرقت الشمس عليها طلع الأرجوان وغطى وجهها فأكملت مشوارها بالعلم والسلم والحرب والحصاد ولم يدخلوا كهوف الظلام أو الخيبة أو الخذلان حتى نرى نجمة الصبح من أول الوطن الى منتهاه تضيء هذا المدى الفسيح من الرماح والسنابل والسهوب بعد أن نام البنفسج والزعفران واغرورقت جميعها في حلم الأمة المزهو بالاقمار والمتوج بالعنفوان.فهاهم أبناؤك مذ كانوا يسعون بين الدفتر والأصابع ويكتبون اسمك والفرح البهي موشح بطلعتك ومخضب بعطاءك واذا ما ناديتهم اختصروا الطريق وأوقدوانيرانك في رؤوس الجبال وغنوا لك غناء عربيا جميلا ...
واليوم في عيد الإستقلال للوطن سأقول للأردنيين وأنا تفصلني عنهم مسافات وساعات، أنظروا الى الذرى فالأحلام الكبيرة تصنع أوطانا عظيمة،فلنحمل كتاب الأمة لنلتزم به ونجعله أول ميثاق الروح والأرض والرهان ، لننبذ من صفوفنا أول ما يكسر الروح من كلام ونطلق عنقاءنا نحو الشمس ونجعل الالتزام بأخلاق الوطن قاعدة نستند اليها ضد الفقر الذي لو كان رجلا لقتلناه وضد الحهل الذي نطبق على آخر معاقله ؛ كي تنطلق الروح مطرا هاميا وتشتعل نار الجمر أقمارا لنرى صورة الوطن وموقعه في الأمة اطارا ضروريا اذا أردنا أن نكون فاعلين في حركته قادرين على الاضافة الى الجانب الديمقراطي في تقدمه مدركين أن العزلة عنه لا تفيد وأن الدخول فيه على استحياء لا ينفع . أيها الوطن: إننا نضيء قناديلك في ضمائرنا وبيارقنا ونعلن أن النهار سيصبح أكثر بهاء وأهلك الطيبون على أرضك يصلون ما انقطع ويكملون المسيرة ويقولون كلمة الحق وينادون عليك لست وحدك وهذا الزمان سعيد بك ونحن معك .ألست وطني الرائع فأنت من كبرى أنعم المولى علينا الذي أسبغ الله عليك الرزق وكساك الجمال وجعل لك آية السبق في الأولين ليلحق بها المتخلفون وامتحنها في الحاضرين لتنهض فتلحق بالسابقين .
فليسمع هذا الوطن خفقة الحب من فؤاد محب مخلص وتحية الاخلاص من لسان شاكر فيا وطني سوف يذهب الذي أغعطيناك ولكن يبقى الذي أعطيتنا .
أيها الوطن : لقد تبعنا فعلك في كل أمر وجعلنا فضلك في كل صدر وأصبحنا منتسبين اليك وقد أريتنا كيف نكتسب المعالي وربيتنا وأنشأتنا فسدنا بك الأنام وهانحن نسرج الخيول حتى تصل الخيل الى مداها ونترك للقاعدين سأم السنين واللغو والرماد . ويبقى الوطن الأردني راية عالية وسدا منيعا يستند اليه أهلنا الطيبون .فيا أبناء الوطن سلام عليكم وسلام آت لكم وأنتم تصلون الروح بالروح وتمدون الرحم بالرحم وتزرعون الخير في كل منحنى الذي ما طلعت على أرض أمتنا شمس الا وكان لكم في التاريخ فيه خير جديد .فنحن منذورون للأمة فيا أبناء الوطن سلام عليكم ،سلام للصدق الذي به تلتزمون والتحدي الذي به تنهضون والحياة الكريمة التي من أول الزمان تنشدون ،شكرنا لك اليوم أيها الوطن هو خير ما يقدم اليك فهذه خفقة حب من أبناءك وكلمة شكر من أهلك .
أمدد يديك الى التراب ففيه من عطر الشهادة ما تبدى في الأقاح
واقرأ دفاتر أمة حملت الى الدنيا الرسالة والشهادة والسماح
أحمد عبدالله المجالي
الإمارات العربية المتحدة /دبي