فحص الـantigens... ما مدى فاعليته في المرحلة الحالية؟
by كارين اليان ضاهرتكثر التساؤلات المطروحة حول الفحص السريع لكورونا، فبعد الجدل الذي أثير حوله في مرحلة سابقة والدعوة لاعتماده لكشف عدد أكبر من حالات كورونا والحد من انتشاره، كانت وزارة الصحة والخبراء قد أكدوا أن الوقت لم يحن بعد لاعتماده. هذا إلى أن أُعلن من أسابيع أن الوقت قد حان لاستخدام الفحص السريع الخاص بالكشف عن الأجسام الضدية التي ينتجها الجسم على اثر الإصابة بفيروس كورونا. لكن بحسب رئيسة دائرة المختبر الطبي في مستشفى الحريري الحكومي الدكتورة ريتا فغالي هذا ليس الفحص السريع الوحيد الذي يمكن اللجوء إليه حالياً. تأجل اعتماد الفحص السريع في مرحلة سابقاً لعدم جدواه في الحد من انتشار فيروس كورونا لاعتبار أنه يسمح بالكشف عن الاجسام الضدية، لكن مع انتشار المرض بشكل أوسع حان الوقت لاعتماده للكشف عن المناعة المكتسبة من المواطنين جراء الإصابة بالفيروس، خصوصاً أن نسبة مهمة من المصابين لا تظهر أعراضاً تشير إلى إصابتها وبالتالي قد لا تكشف الارقام عن كافة الحالات التي أصيبت. لكن بحسب الدكتورة فغالي إن الفحص السريع الخاص بالأجسام الضدية ليس الوحيد السريع الذي يشار إليه حالياً. فثمة نوعان من الفحص السريع: -الفحص الخاص بالأجسام الضدية التي ينتجها الجسم على أثر الإصابة بالفيروس ويسمح بالكشف عن المناع المكتسبة ومعدلاتها بين الناس. -الفحص الذي يكشف عن الـantigens وهو أيضاً نوع آخر من الفحص السريع الذي لم يكن من المجدي اللجوء إليه في مرحلة سابقة.ما مدى فاعليته في المرحلة الحالية؟توضح الدكتورة فغالي أن نتيجة الفحص السريع الذي يكشف عن الـantigens تظهر خلال ثوان فعلاً. إلا أن المشكلة الأساسية التي تطرح هنا في كونه قليل الحساسية وهذا بغض النظر عن أنواعه المتوافرة. فكلّها تعتبر قليلة الحساسية بنسبة تقل عن 50 في المئة ما يفسح المجال لأخطاء كثيرة لدى اللجوء إليه. فهذا يعني أنه يمكن ألا يلتقط الفحص نصف الحالات بسبب قلة حساسيته هذه.هل هذا يعني أنه من غير المجدي اللجوء إليه في كل الحالات؟ في الواقع، وعلى الرغم من قلة حساسيته، قد تضطر الوزارة إلى اللجوء إليه، خصوصاً مع إعادة فتح المعابر ودخول أعداد كبيرة من الوافدين إلى لبنان. عندها لا يمكن الاعتماد على فحص كورونا العادي الذي يطلب ظهور نتيجته وقتاً طويلاً لا يمكن انتظاره في مثل هذه الظروف. من غير الممكن عندها أن ننتظر إلى حين صدور النتيجة فالخطر يزيد عندها في انتشار العدوى. وبالتالي لا بد من اللجوء إليه ضمن أطر واضحة ومحددة فعلى الأقل بهذه الطريقة يمكن كشف نسبة 50 في المئة من الحالات على أن تتخذ طبعاً الإجراءات الاحترازية الصارمة بحق الكل أياً كانت النتيجة. وبالتالي ثمة نسبة يمكن الكشف عنها سريعاً في هذه الحال لاعتباره ان الوضع يستدعي ذلك لأننا نحتاج إلى صدور نتيجة سريعة. لكن في الوقت نفسه لا بد من التأكيد إلى أن هذا الفحص السريع لن يعتمد أبداً كبديل من فحص كورونا العادي لأن المجال للوقوع في الخطأ هنا يبقى كبيراً وثمة احتمال كبير بأن يتهاون من تكون نتيجته سلبية معتبراً أنه غير مصاب فيما ثمة احتمال كبير بأن يكون مصاباً رغم النتيجة. ثمة حدود معينة لا بد من التقيد بها في اعتماد هذا الفحص. ووزير الصحة يدرك تماماً خطورة اعتماد الفحص السريع بشكل أساسي ولن يعتمد ابداً كبديل من الفحص العادي لأننا نحتاج إلى الكثير من الدقة للكشف عن أكبر عدد ممكن من الحالات للحد من انتشار الوباء بمزيد من الفاعلية. مواضيع ذات صلة نقيبة المختبرات لـ"النهار": حان وقت تكثيف الفحص السريع الخاص بالأجسام الضديّة لمعرفة مكتسبي المناعة هل تُعقد الآمال على الفحص السريع لوقف انتشار كورونا؟ ما رأيكم بتحضير هذه الحلوى العراقية بمكوّنات بسيطة مع المدونة ديما الأسدي؟