عنب بلدي
المعارض فايز سارة لعنب بلدي: الصراع في سوريا دخل بوابة التفاعل البطيء
by أسامة آغيحوار: أسامة آغي
تزداد تعقيدات الملف السوري كلما زاد النزاع على المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي في مستقبل البلاد، ومع ظهور الخلاف داخل أفراد النظام السوري نفسه إلى الرأي العام، تُمنح المعارضة السورية قراءة موضوعية جديدة لمستقبل البلاد.
حول تطور أحداث المشهد في دمشق، وعن احتمالية أن يسفر الخلاف بين رجل الأعمال السوري رامي مخلوف وحكومة النظام عن متغيرات على المستوى الاقتصادي والسياسي، حاورت عنب بلدي الكاتب والصحفي السوري المعارض فايز سارة.
السوريون خارج صراعهم
يعتقد الصحفي فايز سارة أن “السوريين شعبًا ونظامًا ومعارضة هم خارج الصراع السوري، وخارج التأثير على تطوراته ونهاياته أيضًا”، ويعلل رأيه بأن الملف السوري “كله صار في أيدي قوى دولية وإقليمية بينها روسيا والولايات المتحدة، وكل من إيران وتركيا، إلى جانب إسرائيل”.
ودخل الصراع في سوريا “بوابة تفاعل بطيء”، بحسب رأي سارة، ليرتب بذلك “كل طرف قواه وأدواته وموقعه”، ولن يبقى الحال السوري على ما هو عليه، لأن الصراع في البلاد يُدفع نحو مرحلة جديدة، وفق سارة.
ومن بين أسباب تغير الحال في البلاد، “تطورات على المستوى الدولي، ومنها ما أحاط بجائحة فيروس كورونا وتأثيراتها السياسية والاقتصادية”، ومنها أيضًا “تطورات على مستوى البلدان المعنية والمتدخلة في سوريا”.
ولعل أهم التطورات “فتح الأبواب لحوار أمريكي- روسي، وتصاعد التشدد الأمريكي إزاء إيران ونظام الأسد، وخاصة في تصعيد العقوبات على سوريا”، بحسب سارة، الذي يأتي حديثه في ظل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال زيارته إلى تل أبيب، وفق قناة “كان” الإسرائيلية، في 14 من أيار الحالي، أن أمريكا وإسرائيل أوضحتا للنظامين السوري والإيراني أن على إيران مغادرة سوريا.
ويرى سارة أن مطالبات إسرائيل بخروج إيران من سوريا “تدغدغ رغبات روسيا والولايات المتحدة”.
احتمالات “قيصر” المقبلة
“يمكنني التأكيد أن إقرار قانون قيصر، ودخوله بوابة التنفيذ من جانب الولايات المتحدة هو أمر مهم بالنسبة للسوريين”، يعلل سارة تأكيده هذا باعتراف القانون “علنًا وبصورة علمية” بمعاناة السوريين من نظام الأسد”.
ويرى سارة أن العقوبات على الاقتصاد السوري “تأخذ منحى جديدًا مع تطبيقات قانون قيصر” في الأيام المقبلة.
وفي سياق المخاوف من عدم فعالية قانون “قيصر” في الملف السوري، يقول سارة، “يجب ألا نراهن كثيرًا على نتائج العقوبات، إذا تمت بنفس الطرق والمحتويات التي جرت مع نظام ملالي إيران منذ وصول الخميني إلى السلطة في طهران”.
ويعتقد سارة أن “نظام الأسد لا يقل خبثًا ودهاء عن حليفه الإيراني، وعن نظام بوتين الروسي، الذي يواجه عقوبات أمريكية”.
ومع وجود هذه المخاوف، يقترح سارة أن تتم العقوبات الأمريكية بطرق ومحتويات جديدة، بحيث “تصيب النظام وأركانه أساسًا، ولا يكون لها أثر سلبي على المواطنين”، وهذه معادلة صعبة طبقًا لرأي الصحفي المعارض.
أهمية صراع مخلوف والأسد
وحول الصراع الداخلي في عائلة الأسد، يرى سارة أنه لن يكون لهذا الصراع أي “مفاعيل سلبية ذات أثر كبير على بنية النظام، وعلى الحاضنة الاجتماعية، أو بتأثير آلته العسكرية والأمنية”، التي لا قيمة لها بنظر سارة.
ويقول إن “النظام قائم بفعل القوة الخارجية الروسية- الإيرانية، وقوة ميليشياتها، التي تشارك باحتلال سوريا، وتحمي النظام ورئيسه من السقوط”.
ويمكن أن تتهاوى قوة النظام المتمثلة بحلفائه بـ“انشقاق رامي مخلوف، واستعداده للتعامل مع المجتمع الدولي ليكون جزءًا من حل منتظر في سوريا”، وهذا باعتقاد سارة أمر مستبعد.
فايز سارة في سطور
ولد الكاتب والصحفي السوري المعارض فايز سارة في ريف دمشق عام 1950، وعمل مراسلًا لصحيفة “العرب اليوم” الأردنية، ويكتب في العديد من الصحف العربية، وله العديد من المؤلفات مثل “موسوعة الكاريكاتير العربي”، و “القوى السياسية في تونس وفي المغرب”.
ويُعتبر سارة من أحد الأعضاء المؤسسين في “لجان إحياء المجتمع المدني” في فترة “ربيع دمشق” عام 2001.
اعتُقل سارة في عام 2008 على خلفية انعقاد “المجلس الوطني الموسع” الخاص بـ”إعلان دمشق” في 2007، الذي شارك فيه 163 عضوًا، حينها حكمت محكمة الجنايات الأولى في دمشق على سارة مع بقية زملائه بالسجن لمدة سنتين ونصف، بالإضافة إلى تجريده من حقوقه المدنية.
شغل منصب عضو في “المجلس الوطني السوري” كأول تشكيل سياسي جمع المعارضة السورية بعد الثورة السورية عام 2011، وهو عضو في “الهيئة الدولية لمكافحة الفقر”.
–