في التمديد للمفتي مالك الشعار.. الكلّ خاسر!
by Lebanon 24كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "في التمديد للمفتي مالك الشعار.. الكلّ خاسر!": "لم يدخل التمديد الى مؤسسة إلا وأفسدها، ولم يطلبه أحد لنفسه إلا دفع ثمن ذلك ضعفا وشللا وضربا لمصداقيته، وأنعداما لوزنه، والتجارب على ذلك كثيرة من رئاسة الجمهورية الى أصغر مركز في الدولة اللبنانية..
على مسافة أربعة أيام من إنتهاء ولاية مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، وإنتقال مهام تسيير شؤون مرفق الافتاء الى أمين الفتوى الشيخ محمد إمام بناء على قرار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ما يزال الشعار يطلب التمديد لنفسه ولمرة ثالثة، مسخرا كل علاقاته وإنتماءاته السياسية من أجل البقاء في منصبه والضغط على مفتي الجمهورية للتراجع عن قراره، الأمر الذي جعله يفقد كثيرا من حضوره وهيبته على المستوى الشخصي، كما عرّض مقام مفتي طرابلس الى هجوم غير مسبوق من شأنه أن يسيء الى المؤسسة الدينية الأم والى الطائفة ككل.
لا شك في أن التمديد للشعار للمرة الثالثة، لن يصب في مصلحة أحد هذه المرة، بل سيكون الكل خاسرا وسيدفع الثمن عاجلا أم آجلا، نظرا للاحتجاجات الأفقية التي تجاوزت طرابلس الى كل لبنان رفضا لهذا التمديد، ولحالة الاستغراب الى حدود الدهشة التي تحيط بالشعار نتيجة سعيه للبقاء في منصبه، ما يطرح تساؤلات حول: ماذا يريد الشعار بعد أن مددت ولايته مرتين؟، وهل يستأهل تمديد ثالث كل ما يقدمه الشعار من تنازلات وتوسلات سياسية وما يتعرض له من هجوم وإنتقاد بشكل لم يعد يليق برجل دين؟، ولماذا لا يبادر الشعار الى الالتزام بولايته فيخرج كبيرا بعدما إتهم من قبل كثيرين بأنه رجل مناصب ووجاهة، وبصفات أخرى لا تليق بمقام مفتي طرابلس؟.
الخسارة في التمديد للشعار لن تستثني أحدا، فهي ستلحق بداية بطالب التمديد الذي يتعرض لشتى أنواع الاساءات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الشارع وهو تعطلت ولايته في التمديد الأول، ثم أصيب بشلل كامل في التمديد الثاني، وفي حال حصل التمديد الثالث فإن الأمور قد تصل الى ما لا يُحمد عقباه.
والخسارة ستلحق أيضا بمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي سيتراجع عن قراره بتسليم مهمة تسيير شؤون الافتاء الى الشيخ محمد إمام وذلك من دون أسباب موجبة، وسيُتهم بأنه منحاز سياسيا لفئة دون أخرى ما قد يفقده صفة المفتي الجامع.
ولن تسلم المؤسسة الدينية الأم من الخسارة وستظهر بأنها خاضعة للتدخلات السياسية القادرة على كسر قراراتها والاساءة الى هيبتها. وكذلك الأمر بالنسبة الى الطائفة السنية التي تتعرض مؤسساتها الدينية للاستهداف والاضعاف لأسباب أقل ما يقال فيها أنها تافهة.
أما الرئيس سعد الحريري الداعم للشعار فقد يكون الخاسر الأكبر حيث ستزداد النقمة عليه في طرابلس التي يرفض السواد الأعظم من أهلها التمديد، وسيعرضه ذلك الى تراجع إضافي في شعبيته التي تتلاشى بفعل سلوكه السياسي وقراراته الارتجالية التي لا تتلاءم وتطلعات القواعد الشعبية.
وستلحق الخسارة أيضا بمقام مفتي طرابلس الذي سيتحول الى فشة خلق من قبل كل رافض للتمديد، الأمر الذي سيسيء الى هذا المقام الذي كان يفترض بشاغله أن يقدم كل التضحيات للحفاظ عليه وعلى هيبته وحضوره.
كما ستلحق الخسارة بمدينة طرابلس بما تمثله من رمزية سنية، خصوصا أن محاولات التمديد المتواصلة للشعار ستظهر أنه لا يوجد في مدينة العلم والعلماء من هو مؤهل لتبوؤ منصب الافتاء، كما ستدفع الفيحاء ثمن عدم قدرة اهلها على إختيار من يرونه مناسبا للافتاء يكون قادرا على ضخ دم جديد في دار الفتوى ويحقق لهم تطلعاتهم وطموحاتهم.
تقول بعض المصادر: "من حق أبناء طرابلس أن يكون لديهم مفت جديد إذا كانت هذه هي رغبتهم، ولا شيء يستأهل لكي تطال هذه الخسائر الجميع، وإذا كان الشعار يريد التمديد لمصلحة شخصية، فإن مصلحة الطائفة والمؤسسة الدينية الأم ومقام مفتي طرابلس والمسلمين السنة، أهم منه ومن طموحاته في البقاء على كرسي الافتاء، لذلك لا بد من وضع حدّ لما يحصل من إساءات لمؤسساتنا الدينية، وأن يصار أخيرا الى إحترام قرار مفتي الجمهورية بانهاء الولاية في 31 أيار الجاري".