أزمة كامينغز تتسبب في خلافات داخل حكومة جونسون
وزير الدولة لشؤون اسكتلندا البريطاني يستقيل من منصبه لتشكيكه بالتبريرات التي منحها مستشار رئيس الوزراء حول خرقه تدابير العزل.
by العربيواجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أزمة جديدة بعد أن فجرت قضية كامينغز خلافات جديدة هزت فريقه الحكومي وهي قضية تعود أطوارها إلى خرق أحد مستشاري جونسون لإجراءات العزل الصحي.
لندن – أخرجت استقالة وزير في الحكومة البريطانية الثلاثاء الخلافات داخل فريق بوريس جونسون الحكومي إلى العلن وذلك في وقت لا تزال لندن تُكافح وباء كورونا.
واستقال وزير الدولة لشؤون اسكتلندا في الحكومة البريطانية بعد تشكيكه بالتبريرات التي منحها دومينيك كامينغز، مستشار رئيس الوزراء البريطاني حول خرقه تدابير العزل.
وأوضح وزير الدولة لشؤون اسكتلندا دوغلاس روس في تغريدة له على تويتر “لا تزال هناك نقاط من التوضيح الذي قدمه كامينغز تثير لدي بعض الشكوك”، وذلك عقب مؤتمر صحافي لكامينغز برر فيه أسباب خرقه للقيود.
وقال روس في رسالة إنه تقبل البيان الذي أصدره كامينغز الاثنين وبرر فيه “الأفعال التي أقدم عليها عندما ارتأى أنها الأمثل لمصلحة أسرته. غير أن هذه قرارات يشعر كثيرون أنها ليست متاحة لهم”.
وأضاف “لديّ ناخبون لم يودعوا أحباءهم وأسر لم تجتمع للعزاء وأناس لم يزوروا أقاربهم المرضى لأنهم التزموا بتعليمات الحكومة. لا يمكنني أن أقول لهم صادقا إنهم كانوا جميعا مخطئين وإن مستشارا واحدا كبيرا بالحكومة كان على صواب”.
وقال متحدث باسم مكتب جونسون “رئيس الوزراء يود أن يشكر دوجلاس روس على خدماته للحكومة ويأسف لقراره الاستقالة كوزير دولة لشؤون اسكتلندا”.
ويرى مراقبون أن هذه الاستقالة تؤكد وجود خلافات تشق طريق الفريق الحكومي لجونسون الذي دافع الأحد عن كبير مساعديه، رافضا دعوات نواب من حزبه لإقالته على خلفية اتّهامات له بخرق قواعد الإغلاق المفروضة لمكافحة فايروس كوفيد – 19 المستجد.
وكامينغز هو العقل المدبّر لحملة بريكست الناجحة في العام 2016 إلى جانب جونسون، ومذّاك تثير شخصيته انقساما في المشهد السياسي البريطاني. وبعدما تولى رئاسة الحكومة العام الماضي عيّنه جونسون كبير مساعديه.
ورفض رئيس الوزراء البريطاني الدعوات لإقالة كامينغز الذي يتهم بأنه انتهك قواعد العزل بقيامه برحلة داخلية مع زوجته التي كانت تعاني من عوارض المرض.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي إن “كامينغز تصرّف بمسؤولية ونزاهة وبشكل قانوني” وذلك عقب محادثات ثنائية بين الرجلين.
وأضاف “أعتقد أنه اتّبع غريزة الأب” حين أجرى رحلته لإيجاد الرعاية اللازمة لابنه بعدما كان فايروس كورونا على وشك شل قدراته وقدرات زوجته، معتبرا أن كامينغز “لم يكن لديه خيار آخر”.
وفي المقابل تضاعفت الضغوط المسلطة على رئيس الوزراء بسبب دفاعه عن مستشاره.
وقال الوزير المحافظ السابق بول ماينارد، إن ما حصل “يبدو غير قابل للتبرير، هذا موقف لا يمكن الدفاع عنه”.
من جهته قال النائب في الغالبية الحاكمة سايمون هور في تصريح لجريدة “دايلي مايل”، “آمل أن يختفي كل هذا خلال 24 ساعة”.
ومثّل موقف جونسون مادة دسمة للمعارضة لمواصلة التصعيد مع جونسون خاصة بعد مؤتمرها الأخير الذي تم فيه اختيار زعيم جديد.
وقال زعيم العماليين الجديد كير ستارمر، إن ما جرى “اختبار لرئيس الحكومة وقد فشل فيه”، مضيفا أن ذلك “إهانة لتضحيات الشعب البريطاني”.
وحتى قبل استقالة الوزير المكلف بشؤون اسكتلندا يواجه جونسون انتقادات لاذعة من داخل حكومته وحزبه وخارجهما.
واعتبر المستشار العلمي للحكومة البروفيسور ستيفن رايشر، أن جونسون “تجاهل جميع النصائح التي قدمناها له حول طريقة ضمان ثقة وتأييد” البريطانيين للإرشادات الضرورية لمكافحة انتشار الفايروس. وأصدر مسؤولون من الكنيسة تصريحات مماثلة، إذ قال أسقف ليدز على تويتر إن “السؤال الراهن هو التالي؛ هل نقبل أن يُكذب علينا وأن يتعامل معنا رئيس الحكومة كمغفلين؟”.
وصباح الاثنين أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت كامينغز وهو يغادر منزله ويصعد إلى سيارته ويلوح بيده للصحافيين حتى يبتعدوا، ووصفه البعض بأنه “منافق”.
وشوهد كامينغز مع ابنه الصغير قرب منزل والديه في دورهام في شمال شرق إنجلترا، على بعد أكثر من 400 كلم من منزله في لندن يوم 31 مارس، وذلك بعد يوم من إعلانه أنه هو نفسه يعاني من عوارض كوفيد19-.
والمملكة المتحدة هي ثاني أكثر دول العالم تضررا بتسجيلها أكثر من 41 ألف وفاة باحتساب الحالات التي لم تتأكد إصابتهم بالفايروس.
وهذه القضية تفاقم متاعب جونسون الذي يتعرض أصلا للنقد لطريقة إدارته للأزمة والتأخر في فرض الحجر.
وأفادت صحيفتا “ذي أوبزرفر” و “صنداي ميرور”، بأن كامينغز انتهك القواعد مرة أخرى، وشوهد في دورهام مرة ثانية في 19 أبريل، بعد أيام من عودته إلى العمل في لندن عقب رحلته الأولى، وذلك نقلاً عن شهود لم تكشف هوياتهم.
وقال شاهد للصحيفتين إن كامينغز شوهد أيضاً في بلدة بارنارد كاسل على بعد نحو 30 كلم من دورهام في 12 أبريل.
ونفى كامينغز بشدة الادعاءات التي أثارت موجة غضب في البلاد بخاصة لدى أشخاص تجنّبوا التواصل المباشر مع أقارب مسنين قضوا بسبب الفايروس.
وتمنح هذه الضجة الكبيرة المزيد من النقاط للمعارضة العمالية في مواجهة للغالبية المطلقة التي يحظى بها المحافظون داخل البرلمان البريطاني.
وأخذت قضية كامينغز حيزا واسعا من اهتمامات الصحف والإعلام البريطاني بعد قرارات الحكومة من أجل رفع قيود العزل الصحي.
وتواصل الأحزاب المعارضة دراسة رد مشترك لها على هذه القضية الحساسة.