المتوسط ساحة صراع جديدة على النفوذ بين واشنطن وموسكو
الجيش الأميركي يصف اعتراض مقاتلات روسية لطائرة استطلاع بالعمل "غير المهني".
by العربواشنطن - يبدو أن البحر الأبيض المتوسط بات يشكل موقعا استراتيجيا هامّا ومحور صراع على المجال الحيوي بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وذلك في علاقة بملف الأزمة الليبة والتدخل التركي المثير للجدل في المنطقة.
وأعلنت البحرية الأميركية الأربعاء، اعتراض مقاتلتين روسيتين طائرة استطلاع أميركية، فوق البحر المتوسط، واصفة تلك الحركة بـ "غير الضرورية".
وقال الأسطول السادس للبحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، في بيان، إن طائرتين عسكريتين روسيتين من طراز "SU-35" اعترضتا طائرة من طراز "P-8A" فوق المياه الدولية في البحر المتوسط لأكثر من ساعة.
وأضاف البيان أن عملية "الاعتراض كانت غير آمنة وغير محترفة بسبب اقتراب الطيارين الروس من جناحي الطائرة الأميركية في وقت واحد، مما حدّ من قدرة طائرتنا على المناورة بأمان".
واعتبر البيان أن "الحركات غير الضرورية لطياري الطائرتين الروسيتين كانت لا تتوافق مع قواعد الطيران الدولية وعرضت سلامة الطائرتين للخطر".
وبحسب بيان البحرية الأميركية، فإن هذا الاعتراض هو الثالث من نوعه في شهرين.
والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنسحب من اتفاقية "الأجواء المفتوحة" التي دخلت حيز التنفيذ عام 2002 وتسمح بتحليق طائرات استطلاع غير مسلحة في أجواء عشرات الدول المشاركة فيها.
وقال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إن بلادهم ستنسحب من الاتفاقية بسبب الخروقات الروسية المتكررة لبنودها.
ويأتي الاعتراض الروسي لطائرة الاستطلاع الأميركية تزامنا مع تصاعد القلق الدول من الأزمة الليبية ومساعي وقف إطلاق النار التي اصطدمت برفض أطراف أجنبية على صلة بالملف.
ودعت الولايات المتحدة الأميركية إلى ضرورة وقف التدخل الأجنبي على خط الأزمة الليبية، وذلك على خلفية بروز دور روسي على الساحة الليبية من خلال دعم موسكو لقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وعبرت تصريحات أميركية متصاعدة عن قلق غربي حقيقي من تكرار سيناريوهات أوكرانيا وسوريا في ليبيا، وأن الروس عازمون على عدم تضييع الفرصة الإستراتيجية في التواجد على التخوم الجنوبية لأوروبا.
ونقل بيان لأفريكوم عن الجنرال في الجيش الأميركي ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأميركية الأفريقية، قوله “من الواضح أن روسيا تحاول قلب الموازين لصالحها في ليبيا مثلما رأيتها تفعل في سوريا”.