سدس العمال الشباب يفقدون وظائفهم بسبب كورونا
منظمة العمل الدولية: "جيل الإغلاق" يواجه بطالة أعلى وأجورا قليلة خلال السنوات القادمة.
by العربجنيف – كشف استطلاع للرأي أجرته منظمة العمل الدولية على أكثر من 11 ألف شخص أعمارهم ما بين 18 و29 عاما، أن سدس القوة العاملة الشابة في العالم توقفت عن العمل منذ بدء وباء فايروس كورونا.
وأوضحت المنظمة الأممية ومقرها جنيف، أن أزمة مرض كوفيد- 19 ستضرّ بفرص الشباب لدخول سوق العمل، حيث أن حوالي 10 بالمئة من الطلاب يتوقعون أنهم لن يتمكنوا من استكمال تعليمهم الحالي، فيما كشف نصفهم أنهم سيؤجّلون دراساتهم.
وصرح جاي رايدر، المدير العام للمنظمة في مؤتمر صحفي على الانترنت بأن “هذا يقودنا إلى أن نشعر بقلق شديد إزاء رفاهية الشباب” محذرا من أن “جيل الإغلاق” يمكن أن يواجه أجورا أقل وبطالة أعلى خلال السنوات المقبلة”.
وأشارت المنظمة إلى أن البطالة بين الشباب في العالم قبل الأزمة الحالية، بلغت بالفعل 13.6 بالمئة العام الماضي، أي أعلى من المستوى الذي سجل قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وكانت المنظمة قد حذّرت في وقت سابق من التداعيات الوخيمة التي قد تسببها أزمة كورونا، مرجحة أن تجبر هذه الجائحة نصف عمال العالم على البطالة القسرية.
وأوضحت أنّ تداعيات جائحة كوفيد-19 ستكون "مدمّرة" على الوظائف والإنتاج حول العالم، ولا سيّما في قطاعي السياحة والسيارات، مؤكّدة أنّ سوق العمل يواجه "أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية".
وكشفت المنظمة في تقرير نشر في أواخر أبريل، أن استمرار التراجع في ساعات العمل حول العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، يعني أن 1.6 مليار عامل في الاقتصاد غير المنظم (نصف القوى العاملة العالمية) يواجهون خطر تدمير مصادر عيشهم.
وقالت إن الأزمة الاقتصادية التي أحدثها فايروس كورونا ألحقت أضراراً بالقدرة على كسب العيش لدى قرابة 1.6 مليار عامل في الاقتصاد غير المنظم.
ويبلغ إجمالي قوة العمل غير المنظم حول العالم 2 مليار فرد، من أصل إجمالي قوة العمل البالغة 3.3 مليار شخص، “وهذا بسبب إجراءات الإغلاق أو لأنهم يعملون في القطاعات الأكثر تضررا”.
وأدى تفشي فايروس كورونا إلى تسريح 10 ملايين أميركي من العمل في غضون أسبوعين، في أسرع انهيار شهدته سوق العمل في الولايات المتحدة على الإطلاق.
ويرجّح الخبراء أن تصل البطالة في الولايات المتحدة إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ الكساد الكبير، مع تراكم الأضرار الاقتصادية الناتجة من الوباء. ويدعم الخبراء تصوّرهم هذا بالاستناد على ما تمّ تسجيله من إعانات حصل عليها العمّال الذين اجبروا البطالة من الحكومة في مستوى قياسي جديد بعد شهور من استقرار المعدل عند أقل مستوياته، فيما يقرب من نصف قرن.
وحسب الإحصائيات الرسمية سُجِّل نحو 39 مليون طلب إعانة بطالة في أميركا خلال شهرين على خلفية جائحة كورونا.
وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية، استغناء الشركات عن 701 ألف وظيفة خلال شهر مارس الماضي، في أكبر هبوط للوظائف منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وقدرت ترجيحات أن تصل البطالة في الولايات المتحدة إلى 20 بالمائة في الربع الثاني من العام الجاري.
ولمواجهة أزمة البطالة، رصدت الدول مليارات الدولارات للحفاظ على الوظائف ومساعدة العاطلين عن العمل.