https://aawsat.com/sites/default/files/styles/article_img_top/public/2020/05/26/1590503490702879900.jpg?itok=ffttIksa
إيرانيون ينتظرون طلباتهم أمام مطعم في طهران أمس (إ.ب.أ)

الشرق الأوسط

إيران تواصل خفض القيود... وأقل من ألفي إصابة جديدة

51 % لا يثقون بإحصاءات الحكومة و42 % غير راضين عن أدائها

انخفض عدد الإصابات اليومية في إيران، أمس، مقارنة بالأسبوع الماضي، وتراجع إلى ما دون ألفي حالة، في وقت إعادة المطاعم ومحال الوجبات السريعة فتح أبوابها، في خفض جديد لقيود فرضتها الحكومة لاحتواء الوباء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، أمس، إن محافظة الأحواز جنوب غربي البلاد «لا تزال حمراء»، في إشارة إلى تأزم الأمور في المنطقة التي تأثرت بالوباء بعد أسبوعين من إعلان الحكومة تخفيف القيود في 11 أبريل (نيسان) الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، تشخيص إصابة 1787 شخصاً بفيروس «كورونا» المستجدّ في 24 ساعة، ما رفع حصيلة الإصابات إلى 139 ألفاً و511 شخصاً.
وبموازاة ذلك، لقي 57 مريضاً حتفهم، بعد صراع مع فيروس وباء «كوفيد19»، وبذلك ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 7508 أشخاص منذ تفشي الوباء في 19 فبراير (شباط) الماضي.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية نقلاً عن المتحدث بأن 352 حالة جديدة تطلبت تلقي العلاج في المستشفى، فيما وصف حالة 1435 بأن الأعراض لديهم خفيفة، أو كانوا على صلة مع المصابين، كما لفت جهانبور إلى 2567 حالة حرجة في المستشفيات.
وتحديث الأرقام اليومية شمل حالات الشفاء؛ إذ بلغت 109 آلاف و437 شخصاً، حسب الحصيلة الرسمية التي تواجه شكوكاً داخلية حول صحة ما تبلغ عنه الحكومة. وتشير الحصيلة إلى إجراء 877 ألفاً و90 حالة فحص لتشخيص فيروس «كورونا». وأظهرت نتائج استطلاع رأي جديد أجرته بلدية طهران ومركز «ايسبا» الحكومي، أن القلق من الإصابة بفيروس «كورونا» تراجع بين سكان العاصمة طهران، لكن 51 في المائة يثقون قليلاً بالإحصاءات المعلنة عن الإصابات والوفيات. فيما قال 28 في المائة إنهم «يثقون إلى حد ما»، وقال 21 في المائة إنهم يثقون بالأرقام الحكومية، وبذلك أصبح مسار انخفاض انعدام الثقة تصاعدياً، رغم انخفاضه الشهر الماضي.
وهذا خامس استطلاع رأي يجرى في طهران منذ تفشي فيروس «كورونا» حسب وكالة «ارنا» الحكومية، وشمل 1046 شخصاً في أنحاء طهران وأجرى عبر الهاتف.
أما عن نسبة الرضا عن أداء الحكومة في مواجهة «كورونا»، فقال 42 في المائة إنهم غير راضين، فيما كانت نسبة الرضا 33 في المائة (متوسطة)، وأعرب 25 عن رضاهم التام عن الحكومة. وقالت الوكالة الرسمية إن نسبة عدم الرضا تراجعت إلى أقل مستوياتها مقارنة بالشهر الأول من تفشي «كورونا».
وأفادت «ارنا» بأن المقارنة بين الاستطلاع الحالي والاستطلاعات السابقة تظهر أن نسبة القلق من الإصابة بفيروس «كورونا» تنخفض، كما أن نسبة القلق بين الإناث أكثر من الذكور.
وعارض الإيرانيون إعادة فتح الأماكن العامة مثل دور السينما رغم تراجع القلق من الإصابة. وقال 59 في المائة إنهم يعتقدون إن عدد الإصابات سيزداد في الأسابيع المقبلة، وقال 46 في المائة إنهم قلقون كثيراً من إصابة أفراد أسرهم، و30 في المائة كانت نسبة القلق لديهم منخفضة.
وقال 80 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يلتزمون بتعليمات التباعد الاجتماعي. وقالت 35 في المائة من الأسر إن أحد أفرادها خسر وظيفته بسبب «كورونا»، وذلك في وقت أشار فيه 43 في المائة إلى زيادة نفقات الأسرة.
من جانب آخر، انتقد رئيس نقابة المكاتب السياحية، حرمت رفيعي، توجه الإيرانيين إلى المحافظات الشمالية في أيام عطلة عيد الفطر الخمسة. وقال لوكالة «ايسنا» الحكومية، طلبنا منذ شهر التخطيط للعملية، لافتاً إلى أن وزارة الصحة عارضت في ذلك الحين تسيير رحلات سياحية من مكاتب السياحة.
وقال رفيعي: «عندما يصدرون أوامر مفاجئة بفتح قفل (كورونا)، وتعود كل الأعمال وتكون الأوضاع عادية، هل يمكننا التخطيط للسفر المفاجئ حتى نتوقع الآن أشكالاً أخرى من السفر؟». وقالت رئيسة «معهد المعايير والبحوث الصناعية» الإيراني، إن الرئيس حسن روحاني أمر بإنتاج الكحول من كميات ذرة تالفة استوردتها الحكومة. ونقلت وكالة «ارنا» عن نيره بيروز بخت، أن أوامر روحاني «جاءت لرفع جزء من المشكلات الصحية للناس».
ويتعارض إعلان المسؤولة مع إعلان الحكومة عدم حاجتها للمواد الصحية. وفي 27 أبريل الماضي، أبلغ المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، الصحافيين أن بلاده «بلغت الاكتفاء الذاتي في إنتاج المطهرات وتتجه لتصديرها». وتقول إيران إنها تواجه مشكلات في توفير الأدوية والمعدات الطبية والأجهزة في مكافحة «كورونا»، غير أن عدة مسؤولين إيرانيين في وزارة الصحة والصناعة، أعربوا خلال الشهرين الماضيين عن قدرة إيران على تصدير الأجهزة الطبية.
وأجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصالاً هاتفياً بنظيرته السويسرية سيمونيتا سوماروغا، وطلب أن تلعب القناة الإنسانية السويسرية دوراً أكبر تأثيراً في ظل مضاعفة العقوبات الأميركية.
وكانت سويسرا قد أطلقت قناة إنسانية بعد جائحة «كورونا» بموافقة أميركية تهدف إلى تسهيل تجارة الأدوية والسلع الإنسانية مع إيران. ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله إن «الشعب الإيراني يكنّ الاحترام للشعب السويسري، وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تواجه البلد (تفشي فيروس كورونا) يواجه الإيرانيون ظروفاً صعبة جراء العقوبات الأميركية والضغوط الاقتصادية».