تجار المخدرات يهدّدون الرشيدية
by آمال خليلللمرة الثانية في غضون شهر، سقط أحد أبناء مخيم الرشيدية ضحية إشكال وقع بين مجموعات على خلفية تجارة المخدرات. جمال سالم الذي يعمل في ورشة حدادة دفع، ليل الجمعة الفائت، حياته ثمن التفلت الأمني الذي تحول إلى ظاهرة منذ أكثر من سنة في المخيم الذي كان معروفاً بهدوئه وانضباطه. قبل سالم، سقط عباس قاسم خلال مشاركته في إسعاف جرحى إشكال مماثل وقع على الخلفية نفسها. القوة الأمنية في المخيم سلمت استخبارات الجيش اللبناني ثلاثة متهمين بقتل أبو سالم. فيما كان مطلق الرصاص العشوائي الذي أصاب قاسم قد سلم نفسه. تسليم المتورطين بالقتل لم يبدّد مشهد الإنفلات الذي بات يحكم المخيم البحري جنوبي صور. وفق مصدر من داخل المخيم، بدأت ظاهرة تجارة المخدرات داخل الرشيدية منذ سنوات قليلة، لكنها تفاقمت في العامين الماضيين وحوّلت بعض الأحياء إلى أوكار للتعاطي وترويج مختلف أنواع الحبوب المخدرة التي وصلت إلى المدارس. واللافت بأن التجار والمروجين يتحركون ضمن دائرة مغلقة تحت أنظار الفصائل الفلسطينية. وطرحت تساؤلات عدة عن مسؤولية الأجهزة الأمنية اللبنانية - لا سيما الجيش الذي يحكم سيطرته على مداخل الرشيدية - عن دخول المواد المخدرة برغم إجراءات التفتيش في حين تمنع مواد البناء من المرور؟ علماً أن الإنفلات الأمني والمجتمعي في الرشيدية أدى إلى ازدياد ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا حيث احتل المخيم المرتبة الأولى في عدد المهاجرين بين المخيمات الفلسطينية.