إيران تُغير نهجها في العراق بعد مقتل سليماني
أفاد تقرير لوكالة "رويترز"، بأن هناك جهودا دبلوماسية تبذل في الخفاء من قبل طهران لتغيير سياساتها تجاه العراق عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية قرب بغداد.
وقالت مصادر لـ"رويترز" إن هدف الأساليب الجديدة التي تتبعها إيران هو كسر الجمود السياسي في بغداد، وتسريع رحيل قرابة 5000 عسكري أميركي عن العراق، وفق ما ذكره ثلاثة مسؤولين إيرانيين بارزين يشاركون في العملية.
وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه: "أحيانا ينبغي لك أن تأخذ خطوة إلى الخلف، وتراقب وتخطط بناء على الحقائق على الأرض".
وأضاف: "نحن نريد أن يرحل الأمريكيون عن المنطقة. إذا كانت هناك فوضى في العراق... سيستغلها الأميركيون ذريعة لتمديد بقائهم".
وحسب التقرير، فإن المسؤولين الإيرانيين أجروا منذ مقتل سليماني "محادثات جادة" مع الرئيس العراقي برهم صالح للمرة الأولى منذ سنوات بهدف بناء الثقة وضغطوا على حلفاء إيران داخل العراق للتوصل إلى حل وسط لإنهاء الجمود الذي حال دون تشكيل حكومة مستقرة.
غير أن بعض المصادر العراقية أشارت إلى أن المسؤولين الذين يأتون إلى العراق تربطهم أيضا صلات بالحرس الثوري، ويمتلكون سنوات من الخبرة في التعامل مع الشؤون العراقية ونفوذا كبيرا لدى كثير من الفصائل السياسية والمسلحة.
وقال مسؤول عراقي رفيع إن الرئيس صالح عارض المرشحين المفضلين للأحزاب المتحالفة مع إيران لخلافة عادل عبد المهدي الذي استقال من رئاسة الحكومة العراقية في تشرين الثاني الماضي على خلفية الاحتجاجات، باعتبارهم مثيرين للشقاق بدرجة كبيرة بالنسبة للسنة والأكراد.
وفي آذار الماضي قام أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بزيارة رسمية لبغداد، التقى خلالها برهم صالح في القصر الرئاسي.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول آخر قوله، إنه "بعد زيارة شمخاني، سارت الأمور أكثر سلاسة". وأضاف: "أظهرت إيران أنها مستعدة للعمل مع إبداء بعض الاحترام للسيادة العراقية، ومستعدة لترك العراق يختار حكومته".
وأفاد التقرير بأنه قبل ساعات من تصويت البرلمان العراقي على الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، أقنع المسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية حسن دانائي فر والسفير الإيراني الحالي في العراق إيرج مسجدي رؤساء أحزاب وقادة فصائل شبه عسكرية بدعم الكاظمي.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول بفصيل مسلح مقرب من منظمة "بدر" في العراق قوله، إن "رسالة الوفد الإيراني كانت واضحة.. الكاظمي هو الخيار الوحيد المتبقي للحفاظ على بعض الاستقرار في العراق وحفظ ماء الوجه".
واعتبر مسؤول غربي أن طهران ترغب على ما يبدو في الحد من التوتر العسكري مع الولايات المتحدة "في الوقت الحالي"، ولكن لا يوجد هناك دليل على تهدئة شاملة بالمنطقة.