الدوري الإيطالي: اقتراب العودة رغم المعارضة

من المتوقع أن ينال دوري كرة القدم الإيطالي الخميس الضوء الأخضر الحكومي لاستئناف منافساته المعلقة منذ شهر آذار/ مارس الماضي بسبب فيروس كورونا، وذلك نظراً للتفاؤل الكبير في الصحف الرياضية الإيطالية التي أكدت أن الاتفاق وصل إلى أمتاره الأخيرة، وسيصدر القرار رسمياً قريباً.

ورغم كل هذه المؤشرات الإيجابية بعودة الدوري الإيطالي، إلا أن بعض الأصوات المعارضة ما زالت تأمل عدم استئناف الموسم الكروي الذي توقف منذ شهرين وأكثر بسبب تفشي كورونا بشكل كبير في إيطاليا. وبعد أخذ ورد على مدى أسابيع، تبدو عجلة الدوري مقبلة على الدوران مجدداً، ولا سيما في ظل تراجع أعداد الوفيات بالفيروس في البلاد التي كانت من الأكثر تأثراً به عالمياً على صعيد الضحايا.

وصوتت أندية الدوري لعودة البطولة يوم 13 حزيران/ يونيو، في موعد لا يزال يتطلب موافقة حكومة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، ولا سيما في ظل التقارير عن منع الأخير كل النشاطات الرياضية، حتى دون جمهور، إلى 14 يونيو. لكن هذه العودة لا تزال تلاقي اعتراضات من مسؤولين ولاعبين.

واختصر قائد فريق بريشيا دانييلي غاستالديلو، مساعي الاستئناف بأنها "عبور بالقوة"، وذلك في تصريحات أدلى بها لإذاعة "راديو راي"، وذلك تعليقاً على الرغبة في العودة منتصف شهر حزيران/ يونيو تقريباً، في وقت يحتل فيه فريق بريشيا المركز العشرين الأخير في ترتيب الدوري، ويُحاول إنقاذ موسمه من أجل البقاء بين أندية الدرجة الأولى وتجنب الهبوط مجدداً إلى مصاف أندية الدرجة الثانية.

وفيما يرى كثيرون أن موقف الفريق الممانع لاستكمال الدوري يعود إلى رغبته في تفادي الهبوط، وجد النادي نفسه وسط تأثيرات فيروس "كورونا"، حيث يقع مقرّه في مدينة كانت من الأكثر تأثراً بالفيروس، ولا سيما أنها تقع في إقليم لومبارديا شماليّ البلاد.

وأشار رئيس فريق بريشيا، ماسيمو تشيلينو، وهو الذي أصيب بالفيروس في وقت سابق، إلى أنه من مشجعي إلغاء الموسم الكروي بسبب الأزمة، وهو الرجل الذي وصف الفيروس بالطاعون. أما رئيس فريق تورينو، أوربانو كايرو، فعلى رغم أن موقفه لم يكن بحدية موقف تشيلينو، إلا أنه اعتبر أن استكمال الموسم الحالي ليس أولوية.

وقال كايرو في تصريحات تداولتها الصحف الإيطالية الرياضية: "أنا أرضخ لخيار الأكثرية بالعودة، لكنني محتار بشأن اللاعبين الذين يواجهون خطر التعرض لإصابة بدنية، لاسيما في ظل الوقت القصير الذي سيكون متوافراً للراحة بين ختام الموسم الحالي وبداية الموسم المقبل".

في المقابل، حذر العديد من المدربين واللاعبين في مختلف البطولات، من خطر تعرض اللاعبين لإصابات بدنية في حال التسرع بالعودة إلى الملاعب، بعد غياب لأسابيع عن التمارين. وفي إيطاليا، مثلاً، جاءت الإصابة التي تعرض لها مهاجم ميلان السويدي المخضرم زلاتان ابراهيموفيتش خلال التمارين، بمثابة جرس إنذار لما قد يكون عليه الحال بالنسبة إلى كثيرين.

ورأى مدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني، أن مقاربة الأمور في الوقت الراهن أشبه بـ"فوضى. إذا كان عليّ التحدث فقط من موقعي كمدرب، أفضّل أن يُوقَف الدوري بالكامل من أجل الانطلاق بهدوء في الموسم المقبل".

وأضاف مدرب المنتخب الإيطالي إلى أنه في حال استكمال الدوري، ونظراً للرغبة في إنهاء الموسم بحلول أواخر شهر تموز/ يوليو "سيكون ثمة ضغط كثيف للمباريات، ولا أعرف ما ستكون عليه حال اللاعبين"، خصوصاً مع بقاء 11 مرحلة هذا الموسم في بطولة الدوري، ويُضاف إلى ذلك مباريات مؤجلة أُرجئت مع بدء تفشي فيروس "كورونا".

خطة بديلة
حذر رئيس رابطة اللاعبين داميانو تومازي، من التسرع في العودة، معتبراً أن المحترفين يحتاجون إلى أربعة أسابيع على الأقل من التمارين المكثفة، قبل خوض المنافسات. وعاودت الأندية التمارين الفردية في مقارّها اعتباراً من الرابع من شهر أيار/ مايو، والجماعية بعد ذلك بنحو أسبوعين، تحضيراً للاستئناف المحتمل.

وفي ظل هذه الأزمة، بقي رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية جيوفاني مالاغو، بعيداً إلى حد ما عن واجهة النقاشات، لكنه شدد على ضرورة أن تُعدّ كرة القدم "الخطة باء"، أي ما ستقوم به إن لم يكن استكمال الموسم متاحاً، كما حصل في رياضات أخرى، في وقت سجلت فيه إيطاليا حتى الآن نحو 32 ألف وفاة معلنة بسبب الفيروس.

وكانت هذه الأرقام من الأسباب التي دفعت إيطاليَّين من ثلاثة، الى رفض استئناف الموسم، وذلك بحسب استطلاع رأي نشر في 26 نيسان/ إبريل. وعلى رغم أن أي استطلاعات مماثلة لم تنشر منذ ذلك الحين، أبدت بعض وسائل الاعلام الرياضية معارضتها للعودة.

وكتبت صحيفة "إيل رومانيستا" التابعة لفريق روما في هذا الإطار: "ماذا أصاب كرة القدم؟بطولة الدوري باتت مدعاة للضحك". أما الصحف الرياضية الكبرى، فأبدت مواقف منقسمة، بين ترحيب من صحيفة "كورييري ديلو سبورت"، وتحذير "غازيتا ديلو سبورت" المملوكة من رئيس نادي تورينو أوربانو كايرو. أما روابط المشجعين، فوجه العديد منها رسالة واضحة برفض إقامة المباريات من دون جمهور.

(العربي الجديد، فرانس برس)