في يوم أفريقيا.. خبير يكشف أبرز جهود مصر لدعم القارة السمراء
by كتبت_ أمنية فؤاديحتفل العالم اليوم في 25 مايو، بالذكرى الـ 57، ليوم أفريقيا، حيث تقوم دول القارة السمراء بإحياءه سنويا، فضلا عن أنه يمثل يوم الحرية الأفريقى سابقًا ويوم التحرير الأفريقي فى ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية المعروفة الآن بإسم "الاتحاد الأفريقي".
وترجع فكرة الاحتفال بيوم أفريقيا، حين عقد رئيس وزراء غانا الدكتور كوامى نكروما، المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة في أكرا غانا، 15 أبريل 1958، والذي ضم ممثلين من مصر وأثيوبيا، ليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس واتحاد شعوب الكاميرون والبلد المضيف غانا، حيث عرض المؤتمر التقدم الذى أحرزته حركات التحرير فى القارة الأفريقية، داعيا إلى تأسيس يوم حرية أفريقى.
وفي هذا الصدد تعرض "بوابة الوفد"، أبرز ما قدمته مصر لدعم قضايا قارة أفريقيا خلال السنوات الماضية.
وبدوره قال الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، إن يوم أفريقيا الذي يوافق 25 مايو، يمثل مشهدا من مشاهد التكامل والتعاضد الأفريقي، حيث أنه توافق فيه زعماء القارة الأفريقية على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، كما أنه يعد استذكار لكافة الزعماء الذين ساهموا في في تأسيس هذا الكيان الأفريقي الذي أصبح أقدم وأهم التجمعات الإقليمية.
وأضاف قرني، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن منظمة الوحدة الأفريقية تضم 54 دولة أفريقية، والتي تمثل تقريبا الكتلة التصويتية الثانية في الأمم المتحدة، حيث يقرب 2 تلريون دولار حجم الناتج المحلي الإجمالي لكافة الدول الأفريقية، والذي شرع بالأعوام الأخيرة في تأسيس أهم منطقة تجارية حرة تعد من أكبر المناطق التجارية في أفريقيا والعالم.
وأشار قرني، إلى الدور المصري البارز في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية الذي جاء منذ انطلاقها، مؤكدا أن مصر حرصت منذ تأسيس المنظمة على أن يكون مقرها خارج القاهرة حتى يسمح ذلك في وجود أدوارا لبعض المناطق الإقليمية بالقارة الأفريقية، بالإضافة إلى مساهمتها بدرجة كبيرة في أهم الإشكاليات التي
واجهت الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بميزانية المنظمة حيث تحملت مصر في سنوات كثيرة ربع الميزانية الثانوية لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وتابع: " ساهمت مصر في السنين الأخيرة بنسبة 17% من ميزانية الاتحاد الأفريقي، كما أنها الأن تعد أحد الخمس دول الكبار في ميزانية الاتحاد الأفريقي، وذلك بجانب انجولا، والجزائر، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا".
وعن مراحل الدور المصري في مساندة منظمة الوحدة الأفريقية، أكد الدكتور رمضان أن كل مرحلة في مراحل العمل الأفريقي كان له طابع مميز، حيث أن فترة الستينيات شهدت مايمكن أن نسميه بالدعم المصري لاستقلال القارة الأفريقية، ودعم عملية التنمية في القارة الافريقية، بالإضافة إلى إعادة بناء الدولة في أفريقيا.
وأردف أن مرحلة السبعينات تعتبر من أهم المراحل، حيث أنها شهدت تدشين آلية مهمة من آليات العلاقات العربية الأفريقية، وذلك حين استضافت مصر القمة العربية الأفريقية الأولى عام 1977، والتي جاء بعدها فترة الثمانينات والتسعينيات أيضا، تلك المراحل التي شهدت توجهات مصرية مهمة مع القارة الأفريقية، حيث كان أبرزها الدعوة المصرية لإخلاء أفريقيا والشرق الأوسط من اسلحه الدمار الشامل.
وأكمل أن الدعوة المصرية كانت الأهم لإسقاط ديون الدول الأفريقية، ولإنشاء العديد من المؤسسات والمنظمات الأفريقية المتخصصة، والتي تبعتها الألفية الثانية وتأسيس الاتحاد الافريقي بأدوار ومساهمات مصرية بارزة، موضحا أن السنوات الأخيرة وتحديدا فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، شهدت حالة من الزخم المصري في العلاقات المصرية الافريقية، والتي لم تكن وليدة هذا العام، وإنما جاء رئاسة الاتحاد تكريسا للجهد المصري في التعاطي مع القارة الأفريقية الذي انطلقت بدايته منذ عام 2014، أثناء تولي الرئيس السيسي الرئاسة.
وأضاف أن هذه الأعوام شهدت حالة من الزخم المصري في التعاطي مع قضايا القارة الأفريقية للدرجة التي يمكن القول عنها أن أفريقيا أصبحت هي الدائرة الأولى في حركة السياسة الخارجية المصرية بدرجه كبيرة، مؤكدا أن هذا الدافع ترجم في الزيارات الرئاسية لقارة أفريقيا والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات الدولية، التي وصلت قرابة 30%من زيارة الرئيس الخارجية.
وبين قرني، أن مصر شاركت في العشرات من المؤتمرات والمنتديات الدولية، التي ظهرت من خلال ثلاث ملامح رئيسية، أولها على المستوى السياسي، حيث ساهمت مصر بالعام الماضي في تدشين آليات مهمه وهي 1+55 والتي تعني الاتحاد الافريقي مع أحد القوى الدولية الكبرى، ومن هنا يمكن التوقف عند القمة الروسية الأفريقية، والصينية الأفريقية، واليابانية الأفريقية، والبريطانية الأفريقية، التي كرثت بشكل كبير أهمية وموقع القارة الأفريقية في العلاقات الدولية باعتبارها أحد الفاعلين الدوليين بشكل كبير.
أما على المستوى الأمني، فأفاد قرني، أن مصر دشنت العديد من المبادرات التي كانت أهمها استضافة مصر للمركز الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، وخاصة بعد مؤتمر أسوان الشهير بهذا المجال، مشيرا إلى منطقة الساحل والصحراء، التي تعتبر أحد المناطق الملتهبة في القارة الأفريقية، حيث ساهمت مصر بدرجة كبيرة في تأسيس مركز الاتحاد الافريقي لدول الساحل والصحراء المعني بالتدريب الأمني والشرطي والعسكري لهذه الدول لمواجهه أخطر وأهم الظواهر.
ولفت إلى أهمية الدعوة المصرية داخل المحافل الدولية المختلفة، التي كان من شأنها التحذير من خطورة الظاهرة الإرهابية في قارة أفريقيا، والربط بين عملية التنمية ومكافحة الإرهاب واعتبار التنمية في أفريقيا هي أحد وأبرز الآليات لمكافحه الإرهاب في دول القارة الأفريقية.
وأفاد أنه على المستوى الاقتصادى كان هناك تحركان بارزان للدولة المصرية، حيث استضافة مصر على مدار أربع سنوات متتالية منتدى الاستثمار في أفريقيا وجعله أليه سنوية ثابتة للتعاون الاقتصادي الأفريقي، مؤكدا أنها تعتبر من المرات القليلة في العمل الأفريقي وهو أن يتم تنظيم تأسيس منتدى أفريقي يبحث في قضايا القارة الأفريقية ومشاكلها الاقتصادية.
واختتم خبير الشئون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر حافظت على استمرارية هذه الآلية على مدار أربع سنوات متتالية، كما أنها ساهمت بدرجة كبيرة في تدشين منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وكان ذلك من خلال "قمة ميامي" في يوليو 2019، حيث انطلقت هذه المنطقة التجارية الحرة باعتبارها أكبر وأبرز وأهم آليات التعاون الاقتصادي الافريقي.