رقصة كريستيانو رونالدو الأخيرة
في زمن انتشرت فيه لقطة "الرقصة الأخيرة" للاعب طالما أثرى ملاعب كرة السلة بفنه ومهاراته التي لا تخطئها العين، ليصبح أفضل من وطأت قدمه ملاعب السلة الصغيرة، وهو الأمريكي مايكل جوردان، تحل الثلاثاء الذكرى الثانية للرقصة الأخيرة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على العشب الأخضر لملعب سانتياغو برنابيو المعقل التاريخي لريال مدريد الإسباني، بعد أن حزم "الدون" حقائبه وأعلن الرحيل لخوض مغامرة جديدة في مسيرته وهذه المرة عبر بوابة يوفنتوس الإيطالي.
وكان رونالدو يرى في جوردان كثيراً من سماته سواء الشخصية أو الرياضية، بداية من التحدي الدائم، وتخطي أي عقبات مهما بدت مستحيلة.
فالنجاح بالنسبة لـ"CR7" أصبح بمثابة هوس لا يفارقه، وكل لقب ينافس عليه يتحول لتحد شخصي. هو يبحث عن منافسيه من أجل تحفيز نفسه ووضع دوافع متجددة.
وكتب رونالدو على صورة له مع جوردان نشرها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي "لقد صنعنا تاريخاً"، وقطعاً فتاريخ رونالدو الشخصي صنعه مع الفريق الملكي، ما وضعه في مصاف أساطير بحجم الراحل ألفريدو دي ستيفانو، وتحديدا آخر منصة تتويج وقف عليها بالقميص الملكي في 26 مايو(أيار) 2018 بالتتويج باللقب الـ13 والأخير في دوري الأبطال في العاصمة الأوكرانية كييف على حساب ليفربول الإنجليزي.
وبينما كان الجميع يحتفل بالإنجاز غير المسبوق في العصر الحديث والحفاظ على الكأس "ذات الأذنين" للعام الثالث على التوالي، أطلق "الدون" كعادته قنبلة مدوية، ولكن هذه المرة ليست في شباك أحد الخصوم، ولكن في وجه أنصار ناديه، عندما ألمح لرحيله عن الريال بعد مسيرة مرصعة بالألقاب استمرت نحو 9 مواسم.
بالرغم من الأحداث البارزة التي شهدها نهائي تلك النسخة من إصابة نجم "الريدز" المصري محمد صلاح في الكتف وخروجه من الملعب عندما كان فريقه متفوقاً بشكل واضح داخل المستطيل الأخضر، مروراً بالأخطاء الكارثية التي ارتكبها حارس الفريق الإنجليزي، لوريس كاريوس، وهي بالطبع عوامل غيرت دفة اللقب من ليفربول إلى مدريد، واغتالت حلم كتيبة الألماني يورجن كلوب في استعادة اللقب الأوروبي الغائب منذ 13 عاماً.
إلا أن الحدث الذي طغى على المشهد كان تصريح النجم البرتغالي أثناء مراسم التتويج، بأنه قرر إنهاء مسيرته مع النادي الملكي والبحث عن مغامرة جديدة، ليصبح هذا اللقب بمثابة "الرقصة الأخيرة" بالقميص الأبيض.