https://www.albayan.ae/polopoly_fs/1.3867856.1590437705!/image/image.jpg

من دروس امتحان الوباء.. التحرر من الذعر وعدم انتظار اختفائه

شيئاً فشيئاً تنقشع غيمة كورونا المظلمة والثقيلة، ويتراجع الذعر العام، على الصعيدين الفردي والمؤسساتي، على مستوى العالم، وذلك بعد شهور من غزوة هذه الجائحة التي هزّت حياة البشر.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كثف العالم من سلسلة التدابير المتخذة للخروج من حالة الشلل الاجتماعي والاقتصادي الشامل، واستئناف الحياة، رغم أن الوباء لم يختفِ وما زال يسجل أرقاماً مرتفعة في العدوى في أنحاء العالم، غير أنّه كما قال أمس خبير الأوبئة في وكالة الصحة العامة السويدية، أندرس تيغنيل، أن التدابير الصارمة القصيرة الأمد غير فعالة ولها آثار كبيرة على المجتمع، وأن فرض تدابير أكثر صرامة لن ينقذ أرواحاً أكثر. لكن هناك إجماعاً على أن التدابير كانت تهدف عموماً إلى جعل الإصابات متناسبة مع قدرة القطاع الصحي على استيعاب الحالات الطارئة.

قبل شهرين، دعت منظمة الصحة العالمية الدول للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، أي إلى رصد شامل لسلاسل العدوى، وعدم انتظار الحالات الطارئة فقط للتدخل الطبي. وبعد أن وصلت الوفيات نحو 350 ألف شخص، فإن الدول بدأت تعيد النظر في الإجراءات، لسببين يعززان بعضهما البعض، الأول أن الحكومات والقطاع الصحي والأفراد في العالم اكتسبوا جميعاً خبرة على مدار الشهور الثلاثة الماضية للتعامل مع الوباء والتعايش معه، والاحتماء من العدوى لأقصى درجة ممكنة. والثاني أن الضغوط الاقتصادية رسمت صورة سوداوية للعالم أجمع، وباتت طوابير طالبي المساعدات لموظفي الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة تثير الذعر لـ«ما بعد كورونا». لذلك، فإن الإجراءات الجديدة للخروج من الإغلاق تعد الهجمة الثانية ضد الفيروس، بعد الهجوم الأول المتعلق بالتشخيص ومحاصرة العدوى.

وستعيد بريطانيا فتح الآلاف من متاجر الشوارع الرئيسية والمتاجر الكبرى والمراكز التجارية الشهر المقبل، ووضعت جدولاً زمنياً للشركات في إطار تحركات الحكومة نحو تخفيف إجراءات العزل العام.

وفي التشيك، علت الابتسامة وجوه كثيرين وهم يغامرون بالخروج من منازلهم دون كمامات ويتوجهون إلى المطاعم والمدارس بعد أن رفعت السلطات في بلادهم بعض القيود التي كانت تفرضها لاحتواء تفشي وباء كورونا. وأعيد فتح الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى، وبدأ الأطفال في العودة إلى المدارس الابتدائية بشكل طوعي كما سيجري تخفيف القيود المفروضة على التجمعات العامة بدءاً من الشهر القادم. وحذت العديد من الدول حذو التشيك. وحثت إسبانيا السائحين الأجانب على العودة اعتباراً من يوليو المقبل مع تخفيف إحدى أكثر عمليات الإغلاق صرامة في أوروبا إذا بدأت الحركة تعود تدريجياً للشوارع وعاد بعض التلاميذ إلى المدارس.

وباشرت المدينتان الأكثر تعداداً للسكان، مدريد وبرشلونة، وجزء كبير من كاستيا وليون في شمال غرب إسبانيا المرحلة الأولى من برنامج على أربع مراحل لرفع تدابير الإغلاق الأقسى في العالم.

رغم ذلك، يسود الحذر من إبداء التفاؤل نظراً لحجم الضرر الهائل الذي خلّفه الوباء، ليس فقط اقتصادياً، بل في المسار العام للتطور التاريخي. وعلى سبيل المثال، يرى الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، أن الولايات المتحدة تتجه نحو الكارثة، نتيجة افتقادها لاستراتيجية اتحادية في مواجهة وباء كوفيد 19 وعدم وجود ضمان صحي للجميع فيها، فضلاً عن عدم إقرارها بخطورة التغير المناخي.

https://www.albayan.ae/res/img/google-news-icon.png

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز