في كينيا.. كورونا يوقف عملية إخصاب لإنقاذ وحيد قرن نادر
الجهود الحثيثة في كينيا للحصول على مولود جديد من فصيلة نادرة لوحيد القرن، شبه متوقفة، وتفشي فيروس كورونا هو السبب.
هذه المساعي التي تهدف للإبقاء على فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالي، المهدد بالانقراض، من خلال عملية اخصاب إصطناعية في المختبرات، لكن القيود المفروضة على السفر أعاقت المهمة، والوقت آخذ بالنفاذ.
المشكلة التي تواجه القائمين على العملية أن أنثيين فقط من هذه الفصيلة بقيتا على قيد الحياة، ومن المفترض أن يتم خلق أجنة منهما من خلال تلقيح بويضاتهما بحيوانات منوية مجمدة حصل عليها من ذكور كانوا قد ماتوا، ومن ثم نقل هذه الأجنة إلى أرحام أمهات بديلة من حيوانات وحيد القرن الجنوبي وهو أكثر تواجدا من الفصيلة الشمالية.
وقد نجح الخبراء بخلق 3 أجنة وحفظها في نيتروجين سائل، لكن الخطوة التالية بزرع هذه الأجنة بأرحام الأمهات ما تزال مؤجلة.
ريتشارد فاين مدير محمية "أو إل بيجيتا كونسفينسي" ومقرها كينيا، أكد أن انجاز العملية توقف بسبب تفشي فيروس كورونا، وقال:"كل شيء توقف، عملية جمع المزيد من البيض من الاناث، وكذلك عملية تطوير تقنية زرع الجنين".
هذه التجربة تتم بتعاون دولي يجمع كينيا والتشيك وألمانيا وإيطاليا، وهي دول تضررت نتيجة إغلاق الحدود وقيود السفر.
ويرى القائمون على التجربة بأن الوقت قد يتسبب بنتائج سيئة، وألمحوا إلى أن عملية الحصول على أجنة قابلة للعيش آمنة، ويمكن أن تطبق قبل أن تشيخ الحيوانات.
وكان من المفترض أن تنقل الأجنة إلى الإناث الحاضنة في يناير، بينما يتم الحصول على بويضات من شهر مارس، وبما أن تلك البويضات محدودة، فإن العلماء قرروا الاعتماد على إناث وحيد القرن الجنوبي لكي يتمكنوا من إنجاز عملية حمل ناجحة.
وقد فشلت نحو 7 عمليات زرع حتى الآن، وهناك حاجة إلى أنثى يتقبل جسمها هذا الجنين، مع معرفة موعد إباضتها بشكل دقيق.
سيزار غالي، وهو خبير إخصاب في أحد المختبرات في إيطاليا نوه إلى أن الوقت يمضي والإناث تشيخ، ولا توجد الكثير من الخيارات في هذه الحالة، وأعرب عن أمله بأن يتم تخفيف القيود على السفر خلال الأسابيع المقبلة ليتسنى لفريق العمل على الخطوات التالية.
وأكد أنه سيسافر إلى كينيا لجمع المزيد من البيوض من الأنثيين، كأولولية، لكنه تخوف من احتمال نقل فيروس كورونا للحيوانات في المحمية، مشيرا إلى أن إصابة أحد حيوانات الحديقة بالفيروس سيتسبب بتهديد إضافي لحيوانات على وشك الانقراض.
حاليا، تنتظر الأنثيان المتبقيتان من فصيلة وحيد القرن الأبيض الشمالي، وهما فاتو ووالدتها ناجين، مع الأم البديلة من فصيلة وحيد القرن الأبيض الجنوبي واسمها تيوا، الفرصة القادمة لجمع البيوض وزرع الأجنة.
زكريا مطيع، أحد حراس المحمية قال إن الفرص لانجاب الصغار بطريقة طبيعية باتت معدومة، والعلم هو الأمل لإنقاذ هذه الفصيلة.
وتهدف التجربة إلى انتاج قطيع من 5 أفراد على الأقل، ليتم اعادتها إلى بيئتها الطبيعية في أفريقيا، وهو ما قد يستغرق عقودا.
وقد مات آخر ذكر من هذه الفصيلة عام 2018 بعمر 45 عاما، بسبب مشاكل تقدم السن.