إلى الجيش الأبيض
معهد العناية بصحة الأسرة / مؤسسة الملك الحسين
لكل منهم قصة لا يعرفها أحد، بقدر ما يحلم الناس بعودة الحياة إلى طبيعتها وفتح المساجد والكنائسِ والمدارس، يعيش الجيش الأبيض متأملا لعل الأزمة تنتهي عائداً لحضن عائلته.
فلطالما استبدت بهم هواجس الليل خوفاً على عوائلهم، فبعضهم اضطر إلى أن يهجر عائلته تحسباً لنقل عدوى الفيروس، يظهر في أعينهم بريق الأمل من خلف أقنعة أحكمت بشدة، هم كالنهر الصامد تجري مياهه ترتطم بصخورٍ أصلب من تربة الأرض الأم فيبقى قوياً صامداً.
تمثل الكوادر والأطقم الطبية في قطاعنا الصحي خط الدفاع الأول في مواجهة وباء كورونا، فهم يَصلون الليل بالنهار في سبيل تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى، معرضين أنفسهم لخطر الإصابة، وكل عنصر من كوادرنا الطبية اليوم من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين وفنيي مختبرات وتحاليل طبية وعلوم طبية مساندة وإداريين وغيرهم وفي أي مكان، هو جندي الوطن الوفي وقد لبى نداء الواجب وكان عند حسن ظن ربه ووطنه ومبادئ مجتمعه.
اليوم نقف وقفة احترام لجيشنا الإنساني، تعبيراً عن الامتنان العميق لبذلهم أرواحهم وسلامتهم في سبيل إنقاذ حياة الآخرين.
كنتم ولا زلتم على قدر المسؤولية، فقد قمتم بصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلين وسْعِكم في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وحفظتم للنّاس كرامتهم، وستر عورتهم، وكتمَ سرهم. وكنتم من وسائل رحمة الله في الأرض، ومهما قلنا لن نفيكم حقكم، فقد حملتم مسؤولية وطنية على عاتقكم وعملتم على مدار الساعة مضحيين بأوقات راحتكم وسهرتم على راحة مجتمعكم.
ولا بد ان شكرنا الحقيقي لهذا الجيش يكمن في وقوفنا إلى جانبه، كما أن وعينا وتعاوننا والتزامنا بالتعليمات والتقيد بالتوجيهات والقرارات الرسمية في هذا الظرف الصعب يشكل دعماً حقيقياً لجهوده في القطاع الصحي ويخفف الضغط على هؤلاء الأبطال العاملين فيه.
تحية لأولئك الشجعان المرابطين بصمت في مواجهة هذه الجائحة كي يبقى مجتمعنا آمناً سعيداً ينعم بالصحة، لم ننسكم فقلوبنا معكم.
جيشنا الأبيض.. شكراً لكم