غضب الأطباء يتصاعد في مصر.. استقالات جماعية واتهامات بـ"إهمال الجيش الأبيض"
by المصدر:يشهد القطاع الطبي في مصر حالة غضب متصاعدة، بعد تزايد الوفيات بين عناصره، بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ما دفع عددًا من الأطباء لإعلان استقالتهم.
ووبعد ساعات من وفاة طبيب يُدعى وليد يحيى، وتداول أنباء عن تعرضه للإهمال، قرر أطباء مستشفى المنيرة العام بالقاهرة، إعلان استقالتهم بشكل جماعي، بحسب وثيقة متداولة.
ولقي نبأ الاستقالة صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وردود فعل متنوعة، وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية في البلاد، حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
كما نشر طبيب يًدعى محمود طارق، على حسابه بموقع فيسبوك، استقالته من المستشفى ذاته، اعتراضًا على غياب الإجراءات الوقائية المتخذة من وزارة الصحة والسكان، حيال الأطباء الذين يخالطون المصابين بالفيروس بشكل مكثف حاليًا.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=3080428952017556&set=a.971298086263997&type=3
كما تقدم طبيب بمستشفى الشروق العام في القاهرة، ويُدعى خالد نشأت، باستقالته، اعتراضًا على عدم توفير الحماية اللازمة من قبل وزارة الصحة للأطقم الطبية بالمستشفي، ووفاة زميلهم، الدكتور وليد يحيى، متأثرا بإصابته بفيروس ”كورونا“، وضعف استجابة الوزارة له، منذ اكتشاف إصابته بالفيروس.
تحقيق عاجل
من جهته قال إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء في مصر، إن النقابة قررت فتح تحقيق عاجل، لمعرفة تفاصيل أزمة مستشفى المنيرة، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يصل للنقابة خطاب رسمي أو معلومة رسمية بوجود استقالات، مضيفًا أنه فعليًا هناك تقاعس من قبل وزارة الصحة، عن القيام بواجبها في حماية الأطباء، بداية من الامتناع عن التحاليل المبكرة لاكتشاف أي إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى التعنّت في إجراء المسحات للمخالطين منهم.
وأضاف في تصريح خاص لإرم نيوز، أن ”عدد ضحايا كورونا من الأطباء وصل إلى 19 شهيدًا، وأكثر من 350 مصابًا بين الأطباء فقط، الأمر الذي يهدد حياة الجيش الأبيض، مؤكدًا أن معظم المتوفين لم يجدوا مستشفي عزل تستقبلهم رغم كونهم أطباء، بجانب رفض المسؤولين إجراء مسحة طبية، كما حدث في مستشفى العجمي بالإسكندرية“.
من ناحية أخرى، حاول موقع ”ارم نيوز ”التواصل مع وزارة الصحة المصرية، للتأكيد أو النفي من صحة الخبر المتداول عن الاستقالات الجماعية بمستشفى المنيرة، ولكن رفض مسؤولو الوزارة الإدلاء بأي تصريح بشأن الأزمة .
غضب متصاعد
من جانبه قال مصدر من داخل مستشفى المنيرة، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ ”إرم نيوز“، أن هناك حالة غضب متصاعدة بالمستشفى، بسبب الطبيب المتوفى، وليد يحيى، مؤكدًا أن أصدقاءه لوّحوا بتقديم استقالاتهم، ولكن إدارة المستشفى رفضت قبولها.
وكان رواد السوشيال ميديا، تداولوا صورة لبيان استقالة جماعية، نُسب إلى أطباء مستشفى المنيرة العام، على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك“ ذكروا فيه أسباب استقالاتهم، وهي: ”تعنّت وزارة الصحة والسكان في التعامل مع الأطباء في جائحة فيروس كورونا، وما أصدرته من قرارات تعسفية بخصوص عمل مسحات الـ(PCR)، وإجراءات العزل للأطباء، ما أدى إلى وفاة أكثر من 18 طبيبًا، وغيرهم من الأطقم الطبية، وآخرهم الدكتور وليد يحيى“.
وأضافت الاستقالة الجماعية، أن الوزارة تتعنّت في توفير المسلتزمات الوقائية للأطقم الطبية، ما أدى إلى زيادة انتشار العدوي بينهم، وتكليف الكثير من الأطباء في غير تخصصهم، وبدون تدريب أو بروتوكول واضح، للتعامل مع حالات فيروس كورونا.
وأكدت الاستقالة، أن من أسبابها التهديد المستمر للأطباء بالإجراءات الإدارية التعسفية، والتهديد الأمني أيضًا، إلى جانب التجاهل التام لطلبات الأطباء المشروعة المستمرة، بتوفير حماية أمنية حفاظًا على حياتهم.
كما شملت الأسباب عدم وضع أو تفعيل بروتوكولات التعامل مع الحالات في المستشفيات التي استقبلت في ليلة وضحاها عددًا مهولًا من مرضى لديهم أعراض تنفسية، ومن عدة محافظات، ما أدى إلى شلل تام بالمستشفيات. بجانب عدم الاستجابة لضرورة توفير كل المستلزمات الطبية، التي تحمي العاملين بالمستشفى، وذلك حتى الإعلان الرسمي بانتهاء الوباء، وفي حالة عدم توفرها، يمتنع الأطباء عن العمل. بالإضافة إلى عدم وجود تعويض مادي أو معنوي أو تقدير لجهود الأطباء في تلك الظروف الصعبة.
وجاء بالاستقالة الجماعية: ”بناء على ما سبق سيمتنع الأطباء العاملون بمستشفى المنيرة العام، عن العمل حتى تحقيق هذه المطالب، أو قبول الاستقالة“.