تقارير: النفط يعمق أزمات إيران وفنزويلا والحرس الثوري يواجه خامنئي لإنقاذ الاقتصاد
by المصدر:سلطت تقارير إخبارية، الضوء على تطورات أزمة ناقلات النفط الإيرانية المرسلة إلى فنزويلا وموقف الولايات المتحدة من هذه الناقلات، فضلا عن حديث عن خلاف بين الحرس الثوري الإيراني والمرشد، علي خامنئي حول دخول مفاوضات مع أمريكا بهدف إنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار.
وقال تقرير لصحيفة ”وول ستريت جورنال“ إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تتعامل بحرص شديد مع أزمة تصدير النفط الإيراني إلى فنزويلا، في حين يأمل المسؤولون في طهران بأن تصل الناقلات النفطية إلى فنزويلا دون أن تشهد تصعيد مواجهة عسكرية مع أمريكا في مياه الكاريبي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية نقلا عن محللين إلى أن مجموع شحنات النفط الإيراني المرسلة إلى فنزويلا يبلغ نحو مليون ونصف المليون برميل من الوقود، وهو رقم يكفي لاحتياجات فنزويلا لأسبوعين فقط.
وفي هذا الإطار، علق أحد قادة ”اتحاد النفط في فنزويلا“، ويُدعى ايفان فريتز على دخول إيران على خط أزمة النفط والوقود في بلاده قائلا: ”إن معامل التكرير في فنزويلا تعمل منذ عشرات السنين بعد تأسيسها من قبل مهندسين أمريكيين، وأما المعدات التي ترسلها إيران فلن تكفي لإحياء هذه المعامل“.
وأضاف أن ”معدات إيران لفنزويلا ليست قديمة فحسب، بل لا تقدر على إنجاز المهمة التي هي بصددها، وأن الأمر يتلخص في أن النظام الإيراني يعمل على إنقاذ الرئيس مادورو، فيما يعمل الأخير على شراء الوقت فحسب“.
من جهتها، رأت الوكالة الإيرانية الرسمية ”ايرنا“ في تقرير عن شحنات النفط الإيراني إلى فنزويلا أن ”إرسال طهران لشحنات نفطية وخاصة إلى دولة كفنزويلا يُمثل ضربة لمعركة الضغوط القصوى التي تفرضها الإدارة الأمريكية على إيران“.
وأضافت الوكالة ”إذا وصلت الناقلات النفطية الإيرانية بسلام إلى فنزويلا، فلماذا لا تكرر إيران التجربة مع دول مستقلة أخرى، وحينها سننجح في إحباط مساعي النظام المصرفي الخاضع لسيطرة أمريكا وذلك بعد استبدال ثمن الشحنات النفطية من الدولار إلى سبائك الذهب“.
لكن مراقبين يرون أن التراجع الأمريكي تجاه تجربة نقل الناقلات النفطية الإيرانية إلى فنزويلا هو تراجع تكتيكي، بحيث تتوهم إيران أن بإنجازها إرسال هذه الشحنات أنها هزمت هيمنة واشنطن وقدرتها على تطبيق مواد العقوبات المعنية بحظر تصدير النفط الإيراني.
وفي سياق الأزمة الاقتصادية في إيران، تناول تقرير لصحيفة ”كيهان.لندن“ يوم الاثنين الحديث عن خلاف بين قادة الحرس الثوري الإيراني والمرشد، علي خامنئي حول دخول طهران في مفاوضات مع واشنطن بهدف إنقاذ الاقتصاد من الانهيار.
ولفت التقرير إلى أن كبار قادة النظام الإيراني عادة ما ينظرون إلى مسألة التفاوض مع أمريكا على أنها أداة لإضعاف نظام الجمهورية الإسلامية وتنتهي بفرض الطرف الآخر شروطه على طهران.
وأضافت الصحيفة المعارضة: ”لكن نظرا لتصاعد الأزمات الاقتصادية الشديدة التي تحاصر النظام الإيراني فمن الممكن أن يجبر قادة الحرس الثوري المرشد خامنئي لدخول طهران مفاوضات مع أمريكا“.
ونوهت الصحيفة إلى أن عددا من وسائل الإعلام الدولية من بينها صحف أمريكية تتحدث أخيرا عن إمكانية إنقاذ الحرس الثوري لمستقبل الاقتصاد والشعب الإيراني عوضا عن خامنئي، مؤكدين أن ”الحرس الثوري يمكنه الحفاظ على نفوذه وسطوته دون خامنئي، لكن خامنئي لا يمتلك أي نفوذ دون الحرس الثوري“.
وأشارت إلى تصريحات لكبير مسؤولي الخارجية الأمريكية المعني بالشأن الإيراني، برايان هوك في هذا الصدد، حيث قال: ”إن ترامب يريد أن يشهد حضور الحكومة الإيرانية على طاولة المفاوضات لكي نخرج باتفاق يشمل جميع مخاطر وتهديدات إيران للسلام والاستقرار، ولكننا لا نتعجل هذا الأمر“.
ورأى تقرير ”كيهان.لندن“ أن تصريحات المسؤول الأمريكي تؤكد شواهد المحللين بأن واشنطن لم تتخذ إجراءات مباشرة في مسألة الناقلات النفطية إلى فنزويلا؛ وذلك لكي تكون أزمة هذه الناقلات فاتحة لطاولة المفاوضات القادمة بين إيران وأمريكا.