تقطع 1200 كيلومتر على دراجة.. قصة فتاة تكسر «إغلاق كورونا»
by حنان الصاوياليأس والجوع والبقاء.. ثلاثة عوامل دفعت فتاة هندية في الخامسة عشر من عمرها للقيام برحلة مضنية برفقة والدها الذي يعاني من الشلل، لكنها حظيت بإشادة دولية في نهاية المطاف.
واختارت الفتاة الهندية الشابة، جيوتي كوماري، أن تقوم بـ"الرحلة الشاقة" من العاصمة الهندية نيودلهي إلى منزلها في ولاية بيهار وسط الإغلاق المفروض في البلاد بسبب أزمة وباء "كوفيد - 19"، برفقة والدها العاجز عن المشي.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن كوماري قولها: "لم يكن لدي خيار آخر.. ما كنا سنبقى على قيد الحياة لو لم أركب الدراجة إلى قريتي".
وحسبما ذكر موقع "سكاي نيوز"، أوضحت الفتاة أنها ربما كانت قد عانت هي ووالدها لو بقيا في غوروغرام، بضواحي نيودلهي، دون أي دخل وسط تدابير الإغلاق التي اتخذتها السلطات بهدف مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد في الهند.
وكان والد كوماري، الذي لم يتمكن من المشي بعد إصابته بحادث، يكسب عيشه من خلال قيادة عربة "توك توك" معدلة لتناسب وضعه الصحي، لكن مع حظر التنقل وجد نفسه بين ملايين العاطلين عن العمل، كما أن مالك غرفته المستأجرة طالبه بالإيجار وهدد بطرده برفقة ابنته التي قررت شراء دراجة هوائية، وشقا طريقهما إلى المنزل على متنها.
وعلى مدى 10 أيام، قادت كوماري الدراجة الهوائية، بينما ركب والدها خلفها، وكان زادهما اليومي الغذاء والماء الذي يقدمه الغرباء لهما.
وبعد 10 أيام، وقطع حوالي 1200 كيلومترا، وصلا إلى منزلهما في قرية داربهانغا، بولاية بيهار، والتم شملهما مع والدتها وزوج شقيقتها، اللذين غادرا نيودلهي بعد فرض الإغلاق في 25 مارس.
وتعليقا على الرحلة التي قامت بها قالت كوماري: "كانت رحلة صعبة.. كان الطقس حارا جدا، ولكن لم يكن لدينا خيار. كان لدي هدف واحد فقط في ذهني، وهو الوصول إلى المنزل".
وعند وصولهم، وضع مسؤولو القرية كوماري ووالدها في مركز للحجر الصحي، وهي سياسة تنفذها العديد من حكومات الولايات في الهند لمنع العائدين إلى مناطقهم من نشر فيروس كورونا.
ولفتت رحلة كوماري انتباه اتحاد الدراجات في الهند، وعرضت هيئة السباقات، التي ترسل الفرق إلى الأولمبياد، إعادتها إلى نيودلهي بالقطار لإجراء "تجربة" الشهر المقبل.
كما لقيت الرحلة صدى في واشنطن، ووصفت إيفانكا، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما قامت به كوماري، على حسابها في تويتر بأنه "إنجاز رائع في الحب والتحمل".
وأشارت كوماري إلى أنها بينما كانت راضية عن هذا الاعتراف بما قامت به، لكنها لم تنقل والدها إلى منزلهما بحثا عن الشهرة، مضيفة "لقد كان قرارا يائسا".