صحف عالمية: كورونا يحرم أطفال سوريا من الغذاء وإيطاليا تحارب الفيروس بالطقوس الدينية
by المصدر:#إرم_نيوز
سلطت صحف عالمية صادرة اليوم الاثنين، الضوء على تداعيات جائحة كورونا، التي تركت أطفال سوريا ينامون جوعى مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بينما لجأ العراق لدول الجوار بسبب الضغوط الاقتصادية التي يواجهها وسط انخفاض أسعار النفط.
وتناولت صحف عالمية كذلك على الطريقة التي باتت تحارب بها إيطاليا تفشي الفيروس، حيث لجأت طوائف مسيحية إلى الصلوات في الكنائس من أجل الدعاء بزوال هذا الوباء.
سوريا أمام ”أزمة فقر“ متوحشة
وركزت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية، على تحذيرات عمال الإغاثة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا لأعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع قبل 9 سنوات، بعد تفشي فيروس كورونا؛ ما يعرض أكثر من نصف سكان البلاد لخطر الجوع.
وتضاعفت تكلفة المواد الغذائية الأساسية في نحو 6 أشهر فقط، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للمساعدات الغذائية، حيث انخفضت قيمة العملة المحلية بما يصل إلى الثلثين، وتعطل قيود إغلاق كورونا سلاسل التوريد الداخلية.
وقال عمران رضا، كبير مسؤولي الأمم المتحدة في دمشق: ”نرى أطفالا ينامون جوعى الآن، وهو ما لم نره من قبل، الواقع الآن ببساطة هو أن الناس لا يستطيعون شراء الطعام“.
تبدلت حال سوريا التي كانت فيما مضى سلة الطعام الإقليمية، مع تدمير البنية التحتية والاقتصاد بسبب النزاع، ما ترك الملايين يعتمدون على المساعدات، ولكن على الرغم من أن القتال يقتصر الآن على الشمال الغربي، ولم تعد المدن الرئيسة تحت الحصار، يزداد الاقتصاد السوري في المناطق التي يسيطر عليها النظام سوءا، ما يضع الدولة التي تمزقها الحرب فيما يسميه رضا ”أزمة فقر“.
وكان لارتفاع أسعار المواد الغذائية في أبريل، والذي حطم الأرقام القياسية منذ اندلاع الحرب في عام 2011، عواقب وخيمة، حيث دمر الطبقة الوسطى، وضمها إلى الطبقة الفقيرة.
العراق ينازع للخروج من ضائقته الاقتصادية
أما صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، فتحدثت عن الضغوط التي تواجه العراق وسط انخفاض أسعار النفط، بينما تسعى بغداد لتخفيف عبء الديون المستحقة للكويت، وسط تحرك لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، حيث تجبر جائحة الفيروس التاجي العراق على التقرب من الحلفاء الذين قد يساعدون البلاد على درء أزمة اقتصادية.
وقال وزير المالية علي علاوي، الذي يشغل -أيضا- منصب نائب رئيس الوزراء ووزير النفط بالوكالة، إنه يقترح أن يتم تأجيل أو إلغاء نحو 3 مليارات دولار مستحقة للكويت كتعويضات عن حرب الخليج 1990-1991.
وقال علاوي: ”سيساعد ذلك على توفير السيولة، وهذه التدابير إلى جانب أخرى من شأنها أن تساعد على استعادة استقرار الوضع“.
وتوقف العراق عن تسديد المدفوعات في عام 2014، بينما كان يحارب تنظيم داعش الذي سيطر آنذاك على ثلث البلاد، لكنه استأنف سداد المدفوعات في عام 2018.
والآن، يتم تخصيص 3% من عائدات تصدير النفط إلى الكويت، والتي تعاني -أيضا- من انخفاض أسعار النفط.
ورغم تجنب العراق تفشي الفيروس التاجي الجديد إلى حد كبير، حيث لم يسجل سوى 150 حالة وفاة فقط، لكنه يواجه أزمة اقتصادية مع ضعف الطلب على النفط، حيث تمثل مبيعاته أكثر من 90% من عائدات الدولة.
إيطاليا تختبر التعايش مع كورونا بـ ”الطقوس الدينية“
وركزت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، على عودة مسيحيي الكاثوليك في إيطاليا إلى الكنائس، بالتزامن مع خروج الدولة من واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في الغرب، والتي أدت إلى توقف تاريخي للاحتفالات الدينية.
عاد المسيحيون الإيطاليون إلى الصلاة في الكنائس الأحد، وفق قواعد جديدة، وتتضمن ارتداء الكمامات واستخدام مطهرات لليدين، وتحدث الكهنة في جميع أنحاء البلاد في عظاتهم عن الأشهر الثلاثة الماضية، التي شهدت وفاة أكثر من 30 ألف شخص بسبب الفيروس التاجي في ايطاليا، ودفن الكثير من الناس دون جنازات، ومعاناة اقتصادية غير مسبوقة.
ويبدو أن اليوم كان تجربة أولية تعطي نظرة لما ستبدو عليه الاحتفالات والشعائر الدينية في المستقبل، إذ كانت المقاعد تفصلها مسافة نحو مترين، ولم يكن هناك منشورات للصلوات أو جوقة، وعندما حان وقت الصلاة، طلب قس في كنيسة بروجي، المجاورة للفاتيكان، من المصلين أن يتكلموا بقوة حتى لا تكتم الأقنعة أصواتهم.