أذرع فيلق القدس تمتد إلى تشاد للتمدد في أفريقيا
تتابع وكالات دولية التمدد الإيراني في عدد من دول إفريقيا، جزء منها عبر اللبنانيين المرتبطين بميليشيا حزب الله، وجزء آخر عبر خطوط اتصال مع متمردين من دول مثل نيجيريا، وتشاد، وغيرها من بلدان تشهد توتراً، وذلك بهدف الحصول على موطئ قدم في هذه القارة، وإشعال الأزمات فيها لضمان خطة ضغط على المجتمع الدولي لوقف العقوبات الدولية على طهران والسماح لها باستكمال صناعة سلاحها النووي.
ويعد فيلق القدس في الحرس الثوري، أحد أبرز العاملين في ملف تجنيد "الإرهابيين" حول العالم، وهو الذي تعرض مع مقتل قاسم سليماني لضربة أثرت على مشروع التمدد الإيراني في دول المنطقة.
ورغم ذلك فإن "الفيلق" بدأ تشغيل تشادي يدعى إسماعيل دجيده، اتخذ لنفسه دور الوسيط القادر على التواصل مع أمراء الحرب عبر الحدود تشاد، والسودان، وأفريقيا الوسطى.
ويعمل دجيده مستشاراً للرئيس السابق لإفريقيا الوسطى ميشال دجوتوديا، الذي حكم البلاد بين 2013 و2014، وفي عهده نشأت حرب أهلية في المستعمرة الفرنسية السابقة، فر بعدها دجوتوديا إلى بنين، برفقة دجيده، لتبدأالعلاقة بين فيلق القدس ودجيده، فنُظّمت أولى اللقاءات معه في ديسمبر (كانون الأول) 2016، في جزيرة كيش الإيرانية، بعد وساطة أحد تجار السيارات اللبنانيين الكبار في بنين.
بدأ دجيده رحلات إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مع تاجر السيارات اللبناني الذي أسكنه في فندق "الساحة" على مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، ودخل المطار 3 مرات بجواز سفره الأصلي الجنوب أفريقي، وبجواز سفر نيجيري مزور مرات أخرى، ليستقبله أحد مسؤولي حزب الله.
اعتقل دجيده في العام الماضي في تشاد، وكشفت التحقيقات دور فيلق القدس وحزب الله في تكليفه بإنشاء ميليشيات "سرايا الزهراء" لمهاجمة مصالح لعدة دول منها الولايات المتحدة والسعودية.
وتحدث عن تجنيده مجموعات من الشبان تلقوا تدريباً أمنياً وعسكرياً في مواقع حزب الله في لبنان والقصير بسوريا، وصولاً إلى مواقع قرب بغداد تقودها كتائب حزب الله العراقي.
واللافت أن محققين أمميين وجدوا أدلة على سفر أفراد من "سرايا الزهراء" إلى لبنان والعراق.
وكان هؤلاء يخطّطون لتأسيس مجموعة تعدادها ما بين 200 و300 فرد، وهدفهم تنسيق عملياتهم مع الخلايا التشادية والسودانية، مع تسلمهم تمويلاً لنقله في رحلاتهم إلى إفريقيا، فيما استمر التاجر اللبناني في تسليمهم أجزاء أخرى من التمويل في بنين وعدد آخر من الدول الإفريقية.
كما اعترف دجيده بتواصله مع قائد الوحدة 400 في فيلق القدس، علي بارهون في فندق "الساحة".
واللافت أن الفندق تديره "الشركة اللبنانية العربية للخدمات السياحية" التي كان يملك جزءاً منها حمزة صفي الدين، أحد أشقاء هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وعبد الله صفي الدين، موفد حزب الله إلى طهران، والثلاثة أبناء خالة زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وكانت "الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات" اتهمت عبد الله صفي الدين بإدارة العمليات السرية للجهاز الأمني الخارجي لحزب الله، الذي يعمل أيضاً بإدارة عمليات تهريب المخدرات وتبييض الأموال.