ارتفاع متوقع للطلب العالمي على النفط
مع تعافي الاقتصاد وانخفاض الأسعار.. وكالة الطاقة الدولية:
باريس د ب ا:
قال فاتح بيرول - رئيس وكالة الطاقة الدولية: إن الطلب العالمي على النفط لم يصل إلى ذروته وأن غياب السياسة الحكومية القوية للحد من الانبعاثات الغازية وحدوث تعاف مُستدام للاقتصاد العالمي مع أسعار النفط المنخفضة، ستؤدي إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى مستوياته السابقة وربما إلى ما هو أكثر منها.
وأشارت وكالة بلومبيرج للأنباء إلى أن متوسط الاستهلاك العالمي للنفط في العام الماضي كان حوالي 100 مليون برميل يومياً، وأن البعض يرى أن هذه هي ذروة الاستهلاك العالمي للنفط، على أساس أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ستؤدي إلى تغييرات جذرية في الاقتصاد العالمي مثل التوسع في العمل من المنزل وتقليص حركة السفر الدولي وتقليل استهلاك الطاقة بصورة دائمة. ولكن بيرول حذر الحكومات من أن تراجع استهلاك النفط نتيجة جائحة كورونا هو مجرد تراجع مؤقت، وأن الاستهلاك الذي قد يتراجع خلال العام الحالي إلى 91 مليون برميل يومياً، سيُعاود الارتفاع في 2021 وما بعده. وقال بيرول في مُقابلة مع وكالة بلومبيرج للأنباء: أن التغييرات السلوكية نتيجة الجائحة واضحة، لكن تأثيرها على استهلاك النفط ليس سلبياً دائماً. فعمل الناس من المنزل زاد، لكنهم عندما يتنقلون سيستخدمون السيارات الخاصة أكثر من وسائل النقل العام.. الاعتماد على تقنية الفيديو كونفرانس لن يحل مُشكلات الطاقة والتغيّر المناخي وإنما المطلوب سياسات حكومية رشيدة لحل هذه المشكلات. وحث بيرول الحكومات على استغلال حزم تحفيز الاقتصاد من أجل مُحاربة التغير المناخي وزيادة الإنفاق على مصادر الطاقة النظيفة للمُساهمة في تحقيق الخفض المستهدف في الانبعاثات الغازية المُسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري وفقاً لاتفاق باريس للمناخ لعام 2016. يُذكر أن اتفاق باريس الدولي للمناخ يستهدف الحد من معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 5ر1 درجة مئوية فقط وهو ما يستلزم خفض الانبعاثات الغازية في العالم بمقدار النصف بحلول 2030 ثم التخلّص من الانبعاثات الغازية تماماً بحلول منتصف القرن الحاري. وبدون حدوث تغييرات هيكلية جذرية في استهلاك الطاقة في العالم، فإن الانبعاثات ستعود إلى الارتفاع مع تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة كورونا. وقال بيرول إنه إذا تعافى الاقتصاد العالمي بقوة، فإن لجوء الشركات الأمريكية إلى استخدام تطبيق «زووم» لعقد اجتماعات مسؤوليها عن بُعد، لن يكفي لتعويض الزيادة المُنتظرة في الانبعاثات الغازية نتيجة زيادة عدد سكان المناطق الحضرية في الهند بمقدار 150 مليون شخص، كذلك السفر البري والعمل في المصانع وشراء المُنتجات التي يتم نقلها بالشاحنات في إفريقيا.