بعد بورتريه السيسي.. «الصقر» يرسم الشهيد «منسي» (صور)

لم يكن مجال دراسته أبدًا أو مهنته التي يعتمد عليها كمصدر أساسي للرزق، إلا أنها موهبة محببة إلى قلبه منذ الصغر، ومع مرور السنوات نمت معه حتى تمكن من إتقان رسم البورتريهات باحترافيه باستخدام أدوات بسيطة، وبعد متابعته لمسلسل «الاختيار» الذي يحكي عن بطولة رجل المهام الصعبة البطل الشهيد «منسي» وقصته في قهر أعداء الوطن وتضحياته التي قدمها، قرر وليد الصقر فنان أسوان المقيم بدبي رسم بورتريه خاص ليعبر عن مدى إعجابه بشخصيته وتخليدا لذكراه.

وقال وليد حسين إسماعيل وشهرته «وليد الصقر» إنه ينتمي لقرية سلوا بحري بمركز كوم أمبو التابع لمحافظة أسوان، وأنه ترك المحافظة منذ حوالي عام ونصف وراء لقمة عيشه في دبي، حيث أنه يعمل بمهنتين (فني كهرباء خلال الفترة الصباحية، وطباخ بالفترة المسائية) موضحًا أن الرسم بمثابة موهبة أساسية لديه يمارسها منذ صغره وعمره 8 سنوات، وعلى الرغم من أنها بعيدة جدًا عن مجال دراسته ويحرص على قضاء وقت فراغه في ممارستها.

وأوضح لـ«الدستور» أنه نمى هذه الموهبة من خلال الاستمرار والعزيمة دون الاشتراك في أي دورات تدريبية، حيث أنه يستخدم أدوات بسيطة في رسم البورتريهات الخاصة به، وهي أقلام الخشب العادية فقط، وعلى الرغم من أن العمل يشغل كل وقته إلا أنه يحرص على تخصيص وقت لممارسة موهبته، وضمن خططه المستقبلية أن يصبح الرسم مصدر رزق له، حيث كان لديه إصرارا على رسم ملامح الأشخاص كما هي في الحقيقة بالبورتريه، لكي لا يشعر أي شخص ينظر إليها بفرق بينها وبين الصورة الحقيقية وبالفعل نجح في ذلك، وأنه لم يكن متوقعًا تحقيق هذه النتائج وردود الأفعال الرائعه على أعماله الفنية نظرًا لبعده عن الرسم لمده تتراوح حوالي 5 سنوات.

وتابع «الصقر» أنه حرص على رسم البورتريهات للعديد من الشخصيات المصرية المعروفة مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي وجراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب والفنان أحمد زكي وكذلك لوحة مميزة تضم نجوم الزمن الجميل وأخرى لمحمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، مشيرًا إلى أن بعد عرض البورتريهات له للمحيطين به أبدوا إعجابهم بها كثيرًا، وطالبوا منه رسم عدد من البورترهات لهم ولأولادهم وبعد تنفيذها أنبهروا بها.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن البورتيرهات التي يرسمها لا يتقاضى عليها مبالغ مالية، ويهديها للأشخاص كنوع من المجاملة دون مقابل، إلا أنها شجعته بشكل كبير على تنمية موهبته، حيث أنه كان في كل لوحة يرسمها دقة وتميز أكبر من التي سبقتها، قائلًا: «كنت بعتبرها زي تمرين ليا، والوقت الذي يستغرقه البوترية يختلف من شخص لأخر على حسب ملامح الوجه، لكن من الممكن يتراوح حوالي 3 ساعات»، لافتًا إلى أنه خصص صفحة على «فيس بوك» أطلق عليها اسم «بورتريهات».

وبخصوص تنفيذه لبورتريه الشهيد البطل العقيد أحمد صابر منسي، استكمل «الصقر» حديثه لـ«الدستور» قائلا: «بعد مشاهدة الاختيار أعجبت بشخصية الأسطورة منسي وشجاعته وحرصه على وطنه وأرضه، ورسمت بورتريه خاص به، لأنه يستحق أن يفعل له شيئًا بموهبته تقديرًا له ولتضحياته الكبرى»، موضحًا أن منسي لم يكن أول شهيد يرسمه، لأنه رسم إحدى شهداء بلده بالقوات المسلحة أيضًا، وبعد رؤية والدة الشهيد للبورترية نال أعجابها ورسم البهجة على وجهها وتواصلت معه عبر الهاتف لكي تشكره عليها وتعبر له عن مدى سعادتها، ما جعله يشعر بسعادة غامرة.

واختتم حديثه لـ«الدستور» أن طموحه المستقبلي الذي يسعى لتحقيقه إن يعمل بموهبته ويستطيع أن يؤسس معرضًا خاصا به على أرض بلده أسوان.