قطر تنفذ اكبر مشروع للغاز الطبيعى عالميا
الدوحة تستهدف فرصا استثمارية خارجية.. فاينانشيال تايمز:
الكعبي: عقود مشروع حقل الشمال نهاية العام الجاري
كورونا خفضت الطلب على الغاز الطبيعي
الدوحة -كريم المالكي:
أكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن دولة قطر تمضي قدما في توسيع أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم مشيرة الى ان الدوحة تستهدف فرصا للاستثمار في الخارج على الرغم من تراجع الطلب العالمي على الطاقة وهبوط أسعار النفط.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، إن العطاءات التجارية للمشروع في حقل الشمال، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، ستتأخر بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، لكنه أكد على أن جميع العقود سيتم منحها بحلول نهاية العام.
وقال سعادة وزير الطاقة في مؤتمر صحفي مع مجلس الأعمال الأمريكي القطري إن مشروع توسعة حقل الشمال يتحرك بكامل قوته، ولا يوجد اي تأخير. ومن وجهة نظري، واصلو خططكم واستثمروا حتى في هذه الأوقات لأن هذه المشاريع هي مشاريع طويلة الأمد."
وقالت الصحيفة: ان المشروع سوف يزيد الطاقة الإنتاجية لقطر من 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى 110 مليون بحلول عام 2025، والتي قد ترتفع إلى 126 مليون طن بعد ذلك بعامين. وستساعد هذه الخطوة دولة قطر على استعادة لقب أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم من أستراليا.
واشارت الصحيفة الى ان أسعار الغاز الطبيعي المسال تراجعت إلى مستويات قياسية في آسيا، التي تعد مركز نمو الطلب على الوقود شديد البرودة، حيث أدى التأثير الاقتصادي للأزمة الصحية إلى الحد من استهلاك الغاز من قبل الصناعة بشكل عام.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة قوله "هناك طلب كبير على الغاز في جميع أنحاء العالم، وقد تباطأ بالتأكيد بسبب تفشي وباء كورونا، وكانت الأسعار منخفضة".
واضاف سعادته: سوف نتوسع، وإذا كان هناك مجال سنتجاوز الـ 126 مليون طن في السنة، وقد تسمعون في غضون بضع سنوات اننا بلغنا ذلك.
ونقلت الفاينانشيال تايمز عن سعادته قوله: إنه في حين كانت قطر للبترول تخفض التكاليف بنحو 30 في المائة، لم يكن هناك "على الإطلاق" مجال للدوحة من ان تخفض إنتاجها فيما اضطر كبار مصدري النفط إلى القيام بذلك في محاولة لوقف انخفاض أسعار النفط الخام، مضيفا انه عندما تواجه مشكلة في الطلب، يخرج الأشخاص الأغلى أولاً، ولا يمكنهم البيع. لذلك أعتقد أن على مجموعة كبيرة التوقف عن انتاج الغاز الطبيعي المسال قبل أن يصل إلينا ذلك. واوضح سعادته بأنه لا توجد طريقة على الإطلاق لتخفيض الإنتاج.
وأضاف سعادته أن الاضطراب في أسواق الطاقة يمكن أن يخلق أيضًا فرصًا لقطر للبترول المملوكة للدولة لتسريع استثماراتها في المشاريع الدولية، مشيرا الى ان هناك فرصا ستنشأ ونحن شركة لديها موارد ونحن في وضع مالي جيد للغاية.
وقال سعادته إن شركات النفط والغاز المتكاملة في الولايات المتحدة ستستمر في الازدهار لكنه يلقي بظلال من الشك على قدرة مطوري محطات "اللاعبين الفرديين" على العمل.
وقال: "إن الناس هم من يمكنهم القيام بذلك وفق هيكل التكلفة المناسب".
واضافت الفاينانشيال تايمز: في هذا الشهر ، توصلت قطر للبترول إلى اتفاقيات بشأن ثلاث كتل في حوض كامبيشي البحري في المكسيك ، وتوصلت إلى اتفاقية مع شركة الطاقة الفرنسية توتال للاستحواذ على حصة مشاركة بنسبة 45 في المائة في كتلتين خارجيتين في ساحل العاج.
وقالت الصحيفة ان مشروع توسعة حقل الشمال اجتذب اهتمامًا كبيرًا من شركات الطاقة العالمية بما في ذلك توتال ورويال داتش شل وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس ، بالإضافة إلى الآخرين الذين يرونه فرصة للاستثمار في وقود من المتوقع أن يظل أكثر مرونة من النفط بسبب انبعاثات أقل.
وتسعى قطر للبترول إلى تأمين شراكات لمشاريع في الخارج مع نفس الشركات، وتستفيد من تطوير حقل الشمال لتعزيز خطط التوسع الدولية.
وقد شهد سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بمشاريع جديدة في أستراليا وروسيا وظهور الولايات المتحدة كمصدر مهم لأن الطفرة الصخرية خلقت إمدادات وفيرة. ومع ذلك ، فهي أيضًا منافسة شرسة مع العديد من المشاريع المخططة التي من المتوقع أن تكافح من أجل إنجازها دون انتعاش سريع في الأسعار دوليًا.
وقال فرانك هاريس من شركة الاستشارات وود ماكينزي " إن الفرصة مثالية امام قطر للمضي قدمًا، لان الأشهر القليلة المقبلة غير مؤكدة للغاية لكن أساسيات الغاز لم تتغير على المدى الطويل - سنحتاج إلى المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال". "عندما يتم اختراق العديد من منافسيهم ، فإن هذه فرصة ستكون مثالية بالنسبة للدوحة لتمضي قدمًا".
ويذكر ان قطر نجحت في خفض تكاليف الإنتاج ما جعلها المنتج الأكثر كفاءة للغاز الطبيعي المسال وقد وضعها ذلك في المكانة الافضل مقارنة مع المنتجين الآخرين، وقد ركزت قطر خلال العام الماضي على الحد من الإنفاق الرأسمالي والإنفاق التشغيلي لضمان بقاء الغاز الطبيعي المسال القطري قادرا على المنافسة حتى في ظل انخفاض أسعار الغاز العالمية.